كييف ـ العرب اليوم
شنت روسيا هجوما صاروخيا كبيرا على أوكرانيا ليل السبت - الأحد، مؤكدة استهداف قواعد جوية في غرب البلاد بعد يوم على هجوم أوكراني على ناقلة نفط روسية في ظل تصاعد التوتر في البحر الأسود... فيما عاودت كييف استهداف موسكو وجسر القرم مجددا . ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرغي أكسيونوف، حاكم شبه جزيرة القرم الذي عيَّنته موسكو، قوله إن جسر تشونهار المؤدي إلى شبه الجزيرة تضرَّر جراء هجوم صاروخي أوكراني، الأحد، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».
وتعرَّض جسر تشونهار، المكوَّن من مسارين متوازيين يربطان شبه جزيرة القرم بمنطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، يونيو (حزيران) الماضي، لضربة عسكرية، واتهمت روسيا أوكرانيا بتنفيذ الهجوم حينها، ونقلت وكالة «رويترز»، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن «جسر القرم تعرَّض لهجوم شنَّه نظام كييف، وأوكرانيا تتخذ قراراتها بمشاركة أميركية وبريطانية».
وإلى ذلك، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أنها أسقطت 30 صاروخ كروز من أصل 40 أطلقتها موسكو، إضافة إلى 27 طائرة مسيّرة، في تصدّيها لسلسلة هجمات ليلية نفذتها القوات الروسية. وأوضحت أن روسيا أطلقت ثلاثة صواريخ فرط صوتية من طراز «كينجال»، التي يعد اعتراضها أصعب، لكنها لم تقدّم معلومات بشأن إن كان تم تدميرها. وقالت: «إجمالا، في عدة موجات من الهجمات، من مساء الخامس من أغسطس (آب) حتى صباح السادس من أغسطس 2023، استخدم العدو 70 وسيلة من أسلحة الهجوم الجوي».
وقالت وزارة الدفاع الروسية بدورها، إن «القوات المسلحة الروسية شنّت خلال الليل ضربات... على قواعد جوية للقوات المسلحة الأوكرانية قرب تجمعات ستاروكوستيانتينيف في منطقة خملنيتسكي ودوبنو في منطقة ريفني». ووفق الوزارة، فإنه «تم تحقيق هدف الضربة. وتم ضرب جميع الأهداف المحددة».
وكانت من بين الأهداف منطقة خملنيتسكي الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة وتضمّ قاعدة جوية رئيسية. ولطالما تعرّضت لضربات روسية.
وقال رئيس الإدارة المحلية سيرغي تيورين، إن حريقا اندلع في مخزن لنفايات الذرة، امتد على مساحة 1400 متر مربع قبل أن يتم إخماده.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن أحد الموظفين أصيب بجروح، ونشرت صورا لمبنى يتداعى تلتهمه النيران. ووفق تيورين، فإن المنطقة تعرضت للهجوم ثلاث مرات منذ مساء السبت. وقال عبر «تلغرام»: «وقعت سلسلة انفجارات» أضرت بعدة مبان.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد السبت وقوع «هجوم صاروخي روسي آخر ضد بلدنا. صواريخ كينجال وكاليبر ضربت موتور سيتش ومنطقة خملنيتسكي».
وقال زيلينسكي، إن القوات الروسية قصفت أيضا مركزا لنقل الدم في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، مضيفا أنه تم الإبلاغ عن سقوط «قتلى وجرحى».
أما على الجانب الروسي، فأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن الدفاعات الجوية دمّرت طائرة مسيّرة في أجواء العاصمة الأحد.
وكتب عبر «تلغرام»، «اليوم قرابة الساعة الحادية عشرة (الثامنة صباحا بتوقيت غرينيتش) حاولت مسيّرة اختراق (الأجواء) في اتجاه موسكو. تمّ تدميرها من قبل قوات الدفاع الجوي أثناء اقترابها».
وقالت وزارة الدفاع الروسية بشكل منفصل إنه تم إسقاط المسيرة الأوكرانية فوق بودولسك بمنطقة موسكو جنوب العاصمة، فيما قال مطار فنوكوفو إنه علق الرحلات «لأسباب خارجة عن الإرادة».
واتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجومين بطائرات مسيرة على العاصمة موسكو الأسبوع الماضي ألحق أحدهما أضرارا بناطحة سحاب في حي موسكفا سيتي للأعمال.
وشنت أوكرانيا ليل الجمعة - السبت هجوما على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، في إطار من التوتر المتزايد في البحر الأسود.
وازداد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف يوليو (تموز) تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022.
في السياق ذاته، قال حاكم منطقة بريانسك، ألكسندر بوغوماز، إن نظام الدفاع الجوي الروسي دمر طائرتين مسيرتين فوق منطقة كاراتشيفسكي في المقاطعة، من دون تسجيل أضرار أو إصابات. وأفادت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية بأن حاكم بريانسك كتب على صفحته على «تلغرام»: «دمر نظام الدفاع الجوي التابع للقوات المسلحة الروسية، طائرتين مسيرتين فوق منطقة كاراتشيفسكي. ولم تقع إصابات أو أضرار».
وتشير «سبوتنيك»، إلى أن المواقع المدنية في مقاطعة بريانسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، تتعرض لهجمات بمختلف أنواع الأسلحة من جانب القوات الأوكرانية، التي تقوم بقصف وهجمات بطرق مختلفة على المناطق الحدودية لروسيا في مقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيغ.
وإلى ذلك، قال المتحدث باسم المجموعة القتالية الروسية المركزية ألكسندر سافتشوك، إن قوات المجموعة صدت هجوما شنته القوات الأوكرانية في منطقة كراسني ليمان، «ما أدى إلى مقتل نحو 100 مسلح واعتقال أربعة آخرين». وأضاف في بيان نقلته وكالة أنباء «تاس» الروسية «خلال الدفاع النشط عن المواقع التي تم الاستيلاء عليها في منطقة كراسني ليمان، صدت المدفعية والطيران الروسي محاولات هجومية من قبل اللواءين الميكانيكيين واللواء الخامس عشر التابع للحرس الوطني الأوكراني».
وقال سافتشوك: «بلغت خسائر العدو نحو 100 مسلح، واستسلم أربعة جنود، كما تم تدمير مركبة مدرعة وشاحنتين صغيرتين». وأضاف أن الطيران التابع للمجموعة القتالية المركزية، في منطقة سفاتوفو، شن هجمات على الوحدات الهجومية للواء الميكانيكي 43 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية.
وفي مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، قال مسؤول محلي إن النيران شبت في سقف خشبي لمبنى جامعي في أعقاب قصف أوكراني السبت. وقال أليكسي كوليمزين، رئيس البلدية الذي عينته روسيا على تطبيق «تلغرام»: «نتيجة للهجوم الأخير على دونيتسك، اشتعلت النيران في المبنى الأول لجامعة الاقتصاد والتجارة».
وبدوره، قال أليكسي كوستروبيتسكي، «وزير الطوارئ» الذي عينته روسيا للمنطقة التي تسميها موسكو «جمهورية دونيتسك الشعبية»: «نستخدم 12 خزانا للمياه وثلاثة سلالم و100 من رجال الإطفاء». وأضاف «السقف كله مشتعل».
وقال كوستروبيتسكي، إن القوات الأوكرانية: «استخدمت ذخائر عنقودية في القصف الذي تسبب في الحريق». ولم يتسن لوكالة «رويترز» التحقق بشكل مستقل من المعلومات.
ولم يصدر تعليق فوري من أوكرانيا على القصف المزعوم. وينفي الطرفان استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال كوستروبيتسكي إنه لم يكن هناك أشخاص داخل المبنى أثناء القصف. وأضاف «أصعب شيء هو أن السقف خشبي لذلك تنتشر النيران بسرعة».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن كوستروبيتسكي وخدمات الطوارئ القول إن الحريق امتد إلى مساحة تبلغ حوالي 1800 متر مربع قبل السيطرة عليه في وقت مبكر الأحد.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك