أبو ظبي ـ سعيد المهيري
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء، ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، بعد يومين من لقاء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان. ويبذل الرئيس الفرنسي مساعيه لوقف التصعيد في الأزمة القطرية، على رغم تأكيد مصادر عربية أنه ليس وسيطاً بين دول الخليج ويفضل أن يترك لها مبادرة الحل. في الوقت ذاته، ذكرت وكالة "رويترز" أن الصندوق السيادي القطري ضخ ودائع بالدولار في بعض المصارف المحلية الأسبوع الماضي، كإجراء احترازي بعدما قطعت السعودية وثلاث دول عربية علاقاتها الديبلوماسية وخطوط النقل مع الدوحة.
وقال مصدر إماراتي رفيع المستوى لـ "الحياة" إن "القطيعة مع قطر سببها أن الدوحة أصبحت جزءاً من المشكلة أينما حاولنا حلها، إن في سورية أو في ليبيا أو الصومال أو العراق أو أفغانستان". وأضاف: عام ٢٠١٤ اتفقنا مع القطريين على ورقة في الرياض، نفذوا منها بنداً واحداً وهو إغلاق قناة الجزيرة مباشر في مصر، وكل البنود الأخرى لم يتم تنفيذها".
وتابع: تفاقم الأزمة مع القطريين تراكم وكان يمكن أن تنفجر في أي لحظة بدءاً من ٢٠١٤ إلى اليوم، ولم تنفجر لسبب وحيد، هو وجود الرئيس باراك أوباما.
هذا لا يعني أن الرئيس دونالد ترامب أعطى دول الخليج الضوء الأخضر، فضلاً عن ذلك لدينا تساؤلات عما تفعله قطر في اليمن. وتابع: إذا صححت دولة قطر سلوكها كل شيء يتغير، حتى قناة "الجزيرة". وتساءل : كيف يمكن أن يكون في بلد مثل قطر قاعدة أميركية، ومكتب لطالبان، ومكتب تجاري إسرائيلي، وآخر لحماس، ولدى الدوحة علاقة عمل مع السنة اللبنانيين ومع رئيس البرلمان نبيه بري. في نهاية الأمر اللعب على التناقضات يخلق مشكلة عاجلاً أم آجلاً.
وأكد المصدر أن الحل ليس عند دول الخليج بل عند قطر. عليها أن تصحح سياستها. وعما إذا كانت الدوحة قطعت إمدادات الغاز إلى أبو ظبي، قال إن الغاز لم يتوقف و إذا حدث ذلك سنأخذ قطر إلى التحكيم الدولي لأنه عقد تجاري. وفي الوقت ذاته بالإمكان الذهاب إلى السوق وشراء الغاز، فليس هناك ضرر مباشر إذا قطع. وتابع أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد قال للجانب القطري إنه لا يملك قائمة طلبات الدول الأربع التي قاطعتها. وزاد أن ٥٩ شخصاً من الإخوان المسلمين إما موجودون في قطر أو تدعمهم. وعن طائرات "أف 15" التي اشترتها الدوحة من الولايات المتحدة قال إنها صفقة تمت في عهد أوباما، ثم كيف ستطير والأجواء كلها مغلقة أمامها في الخليج. وتابع أن حجم المشكلات التي سببتها قطر هائل.
وعما إذا كانت هناك عودة عن القطيعة قال المسؤول الإماراتي إن العودة واردة ولكن الخيار لقطر: إما معنا بوضوح، أو فلتذهب إلى أي جانب تريده.
على صعيد آخر، قال مصرفيون في الدوحة إن الصندوق السيادي القطري ضخ ودائع دولارية في بعض المصارف المحلية الأسبوع الماضي، كإجراء احترازي. ويقدر مصرفي أودعت في مؤسسته أموال، أن يكون حجم الودائع الجديدة التي ضخها جهاز قطر للاستثمار» نهاية الأسبوع الماضي يقدر ببلايين الدولارات.
وفي نيويورك أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ترحيبه بأي جهود أميركية لتسوية الخلاف بين دول عربية وقطر، معتبراً، أن استخدام دولة قوتها الإيجابية بما يمكن أن يساعد جهود الوساطة، سيكون أمراً مرحباً به. لكن غوتيريش أعاد التأكيد في مؤتمر صحافي أمس في مقر الأمم المتحدة على دعمه الجهود الكويتية لتسوية الخلاف ضمن الإطار الإقليمي.
أرسل تعليقك