تعهد وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، بتحويل الأقوال إلى أفعال، وذلك في حملته على اجتثاث وطرد الآلاف من الُرحل في روما "الغجر"من إيطاليا، متجاهلًا النقاد الذين قالوا إن وزير الداخلية اليميني المتطرف يتبنى سياسات غير قانونية تذكرنا بماضي البلاد الفاشستي.
يشدد سياسة الهجرة ويريد طرد الغجر
ودعا سالفيني، الذي شهد قفزة في معدلات قبوله في أقل من ثلاثة أسابيع، إلى إجراء إحصاء جديد لسكان روما وطرد جميع غير الإيطاليين من البلاد، كما أثنى على موقع تويتر على هدم منزل "غير قانوني" يستخدمه الغجر في تورينو، حيث أمر بذلك مجلس محلي يسيطر عليه حزب سالفيني، حتى بعد إدانة القرار من قبل سياسيين متنافسين وزعيم يهودي كبير.
ويأتي تحرك سالفيني ضد الغجر وسط خط متشدد ضد المهاجرين إلى أوروبا، حيث رفض الأسبوع الماضي السماح لسفينة تحمل أكثر من 600 شخص مهاجر، تم إنقاذهم من البحر بالذهاب إلى إيطاليا، مما أجبر السفينة على تحويل مسارها إلى إسبانيا.واستنكر الحزب الديمقراطي الإيطالي المعارض مبادرة سالفيني، ويعتزم الأخير إجراء إحصاء لطائفة الغجر (الروما) في البلاد وترحيل أولئك الذين لا يحملون الجنسية الايطالية.
انتقادات واسعة لسياسته
ورد رئيس الوزراء السابق، باولو جينتيلوني على سالفيني، في تغريدة على تويتر للرسائل القصيرة، قائلًا "اللاجئون أمس والغجر اليوم، وغدا توزيع المسدسات على جميع الايطاليين؟. ليس من اليسير أن تكون شريرا”.
وبدوره، قال الأمين العام بالإنابة للحزب، ماوريتسيو مارتينا "الأمس الُمختلف والأجنبي، واليوم الغجر، وغدا؟.. لا مستقبل للخوف في إيطاليا".
ودرس الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، خططًاً لمراكز معالجة المهاجرين في شمال إفريقيا، في الوقت الذي تتعثر فيه القارة بسبب خلاف حول الهجرة، حيث أعلنت المجر، التي تملك واحدة من أكثر الحكومات المعادية للمهاجرين في أوروبا، يوم الثلاثاء أنها ستفرض ضريبة بنسبة 25٪ على الجماعات التي تدعم الهجرة.
سياسته تتعارض مع حلفائه
وتسببت التطورات في إيطاليا في أول صدع كبير بين سالفيني وشريكه في تحالف خمس نجوم، فقد وصف لويجي دي مايو، مطالب سالفيني بإنشاء سجل جديد لروما بأنه غير دستوري، حيث حظرت محكمة إيطالية قرار مشابه لرئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني.
واصطدم تركيز سالفيني المكثف على الهجرة والأجانب بأولويات حركة خمس نجوم التي تتركز على العدالة الاقتصادية وسياسة العمل.وحتى لو حاولت حركة خمس نجوم التخلص من أجندة سالفيني، تظهر استطلاعات الرأي أن الإيطاليين يدعمون وزير الداخلية، والذي يتساوى في الشعبية مع دي مايو.
اشتهر بحبه لموسوليني
ويشتهر سالفيني بمدحه للزعيم الإيطالي الفاشستي، موسوليني، والذي شن حملة تطهير عرقي في أواخر العشرينات استهدفت الغجر، حيث قال كارلو ستاسولا، رئيس جمعية "21 لوغليو" التي تدعم حقوق الغجر "لا يبدو أن وزير الداخلية يعرف أن التعداد عل أساس العرق أمر لا يسمح به القانون."، مضيفًا "كما نتذكر، الإيطاليون موجودون في بلدنا منذ نصف قرن على الأقل، وأحيانًا ينتمون إلى البلاد أكثر من الإيطاليين أنفسهم".
ومن جانبه، قال فرانشيسكو باليرمو، عضو سابق في مجلس الشيوخ في إيطاليا وخبير في حقوق الإنسان دافع عن حقوق الغجر، إنه من المستحيل قانونيًا السعي وراء إجراء تعداد وطرد عرقي محدد كما وصف سالفيني، لأن القضية قد تم بالفعل تناولها من قبل المحاكم الإيطالية في الماضي، وتم رفضها، لكنه أكد أن المشكلة الأكبر هي أن رد الفعل على اقترح سالفي كان إيجابيًا بشكل عام، وأن شعبيته تنمو رغم طبيعته المتطرفة.
وشجب روبرتو سبيرانزا، عضو البرلمان عن مجموعة الحرية والمساواة اليسارية، تصرفات سالفيني، الذي قال إنه أبلغ وزير الداخلية أنه يحرض على الكراهية العنصرية.
ويعيش ما يصل إلى 180 ألف من الغجر في إيطاليا، حوالي 43 ٪ منهم من المواطنين الإيطاليين، بينهم حوالي 4000 شخص يسكنون في أحياء يهودية ترعاها الدولة في روما.
أرسل تعليقك