واشنطن - يوسف مكي
كشف عسكريون أميركييون أن القوات الروسية باتت في مناطق تواجد القوات الأميركية في أجزاء من سورية، مما يثير المخاوف من تصعيد التوتر في المنطقة. ومعلوم أن قوات الدولتين تعملان جنبًا إلى جنب مع مقاتلي وحدات "حماية الشعب الكردية" في شمال سورية للقضاء على تنظيم "داعش" في سورية والعراق.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، قد أوقفت التعاون بين الجيشين بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، على الرغم من أن قادة البلدين على اتصال مستمر بين بعضهم البعض. وحذر الجنرال ستيفن تاونسند، قائد قوات التحالف الدولي من التقاء القوات الروسية والأميركية ضمن نطاق مسافة رمي قنبلة يدوية ، في الآونة الأخيرة.
وقال أندرياس كريغ، أستاذ في قسم الدراسات الدفاعية في كلية "كينغز كوليدج لندن"، إن "التصعيد لا بد أن يحدث". بيد أن القيادة المركزية الأميركية قالت إن القادة العسكريين يعملون معا لتجنب الإصابات العرضية وعمليات الاغتيال غير المقصودة.
وقال ايغور سوتياجين، أحد كبار الباحثين في معهد الخدمات المتحدة الملكية في لندن لشبكة "ان بي سي"، ان روسيا تريد "تحالفًا بينها وبين والولايات المتحدة لمحاربة الارهاب والاعتراف بها كشريك على قدم المساواة مع الولايات المتحدة". وأضاف أن التحالف الروسي مع الولايات المتحدة سيعزز "مكانته الدولية كقوة وأيضا موقف روسيا مع شعبها". ولفت كريغ الى أن المصالح الأميركية والروسية في الشرق الأوسط "متداخلة الى حد كبير".
وحتى الشهر الماضى كان هناك حوالي الف جندى أميركي يقاتلون على الارض، بينما يوجد ما بين 1600 و 4500 جندي روسي في نفس المنطقة. ويذكر أن القادة الأميركيين يفكرون في إمكانية نشر مئات من الجنود، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأسبوع الماضي أنها قدمت دعما من المدفعية وللقوات المحلية خلف خطوط العدو في محاولة للاستيلاء على سد استراتيجي، وخلال الأسبوعين الأولين من آذار / مارس، عملت القوات معا لوقف الجيش التركي من الدخول إلى منبج، وهي بلدة تقع في منطقة حلب في سورية.
وقال أحد الشهود لوكالة أنباء "أن بي سي" انه شاهد القوات الروسية والسورية والأميركية على بعد ثلاثة أميال من بعضها البعض في قواعد منفصلة بالقرب من البلدة يوم 12 مارس/آذار. وكانت القوات الأميركية والروسية على أطراف مختلفة من الحرب الأهلية السور، قبل أن تتعاون القوات مع المقاتلين الأكراد.
ولعبت روسيا، الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، دورًا رئيسيًا في تحويل تيار الحرب لصالحه. وتساءل المراقبون عما اذا كان البنتاغون سيسمح بتصاعد الخسائر بين المدنيين. وينكر المسؤولون العسكريون هذا بشدة، ويؤكدون على أن السلامة المدنية تحظى بأولوية قصوى في الموافقة على أي عمليات هجومية.
وقد اعترف "البنتاغون" بأن ما لا يقل عن 220 مدنيًا قتلوا عن غير قصد منذ بدء عمليات هزيمة تنظيم "داعش" في أواخر الصيف 2014. ويقدر بأن العدد الحقيقي سيكون أكثر من 10 مرات من هذا الرقم. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن أي وفيات إضافية هي نتيجة للقتال الذي يحدث في مناطق حضرية أكثر كثافة، مثل الموصل في العراق وحول الرقة في سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الأنسان أن الغارة الجوية التي شنها التحالف صباح اليوم الثلاثاء أسفرت عن مقتل 33 مدنيًا مشردين قرب بلدة المنصورة غرب الرقة. وتسيطر القوات السورية الآن على الأراضي الواقعة على بعد 16 كيلومترا حول مدينة تدمر التاريخية.
أرسل تعليقك