واشنطن ـ رولا عيسى
أكد مسؤولون أميركيون كبار مساء الثلاثاء، أن الولايات المتحدة متأكدة من أن دمشق هي المسؤولة عن الهجوم بغاز الأعصاب على المدنيين في خان شيخون في محافظة إدلب. وكشفوا خلال إيجاز صحافي في البيت الأبيض حضره مندوبو وسائل إعلام عربية وأجنبية، أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية والأقمار الصناعية لديهم رصدت طائرة من نوع "سوخوي 22" انطلقت من قاعدة الشعيرات بالقرب من مدينة حمص.
وأكد المسؤولون الأميركيون أن "لا تنظيم "داعش" أو أي تنظيم على الأرض في سورية من فصائل المعارضة يملك غاز الأعصاب "سارين"، بل إن الطرف الوحيد الذي يملك هذا النوع من الأسلحة الكيمياوية هو نظام دمشق". واللافت أن المسؤولين الأميركيين أشاروا في الإيجاز للصحافيين إلى أن دمشق عمدت إلى شن الهجوم بالأسلحة الكيمياوية لأن قوات المعارضة السورية كانت تتقدّم باتجاه مدينة حماة وتريد الاقتراب لعدة كيلومترات من المدينة في تهديد واضح لسيطرة القوات الحكومية، وأن الجيش السوري وزّع قوات كثيرة في تدمر وجبهة حلب وفي الجنوب وفي دمشق، ولم يكن قادراً على ضمان جبهة حماة، لذلك عمد إلى استعمال سلاح غير تقليدي ضد المدنيين في خان شيخون كوسيلة لإرهاب قوات المعارضة ومنعها من متابعة التقدّم.
وحاول المسؤولون الأميركيون الرد على نفي روسيا أن يكون الجيش السوري قام بالهجوم الكيمياوي، وقالوا إن الصور المأخوذة من المكان تشير إلى أن هناك صورًا واضحة لقذيفة تسرّبت منها الشحنة، وهي التي تسببت بإصابة السوريين وموتهم في مكان الهجوم، وشدّدوا على أن ذلك يعني أن الطائرة التي حلقت فوق خان شيخون ألقت بالقذيفة المحمّلة بالشحنة الكيمياوية، وأن التسرّب يعني أن لا انفجار وقع من جراء القذيفة، فالقذيفة تحمل شحنة من غاز الأعصاب وليس متفجرات، وهذا إثبات واضح على أن الغارة التي شنّتها الطائرة السورية كانت غارة كيمياوية.
وأشار المسؤولون الكبار في الإدارة الأميركية إلى أن الصور التي التقطتها الكاميرات تشير إلى عوارض الإصابة بغاز الأعصاب، ومنها خروج اللعاب من أفواه المصابين، كما أكدوا أن إصابة المسعفين الذين حضروا إلى المكان بعد طلب الإغاثة أصيبوا أيضاً، وهذا إثبات إضافي على أن الهجوم هو هجوم بالسارين، لأن المادة تبقى في الجوّ لحين.
وأكد المسؤولون الأميركيون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن منظمة الصحة العالمية اختبرت عينات المأخوذة من المكان، وتؤكد أنه تم استعمال غاز الأعصاب في خان شيخون. وحاول المسؤولون الأميركيون شرح علاقة القوات الروسية بالهجوم على خان شيخون، وأكدوا أن هناك سوريين مرتبطين بالترسانة الكيمياوية السورية وهجمات سابقة تمّ رصدهم من قبل الاستخبارات الأميركية، وكانوا في قاعدة الشعيرات خلال فترة الهجوم، وأن ضباطاً روساً كانوا أيضاً في القاعدة، ونظراً للعلاقة اللصيقة بين الضباط الروس والقوات السورية يمكن التوصل إلى استنتاج أن الضباط الروس كانوا يعلمون بما يفعله الجيش السوري في القاعدة، وإن لم تحسم مجموعة أجهزة الاستخبارات الأميركية بشكل نهائي أن تكون روسيا على "علم مسبق بالهجوم".
أرسل تعليقك