بيروت – رياض شومان
يعقد مجلس النواب اللبناني قبل ظهر اليوم الإثنين، جلسة عامة مخصصة لانتخاب قائد الجيش الأسبق النائب ميشال عون رئيسًا للجمهورية بعد شغور هذا الموقع لمدة سنتين ونصف تقريبًا بسبب رفض أحزاب لبنانية انتخابه على خلفية تحالفه مع "حزب الله". غير أن تراجع كل من حزب "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" عن معارضتهما له فتح الباب واسعًا أمام الجنرال عون للدخول الى قصر بعبدا وتحقيق حلمه الذي ظلَّ يراوده منذ 26 وعشرين عامًا بعدما كانت القوات السورية قد أخرجته بالقوة منه عندما كان في العام 1990 رئيسًا لحكومة عسكرية تمثل فريقًا واحدًا من اللبنانين.
اليوم، كل الأجواء مهيأة لجلسة الانتخاب . فقد اتخذت عشية الجلسة إجراءات أمنية مشددة حول مقر مجلس النواب في وسط بيروت ، وانتشر رجال الأمن والجيش على الطرقات المؤدية اليه لتأمين وصول النواب والحفاظ على أمنهم تخوفًا من أي حادث أمني أو محاولة اغتيال يقدم عليها المتضررون لمنع اتمام عملية انتخاب عون. كما أقفلت جميع المدارس أبوابها بقرار رسمي أصدره وزير التربية الياس أبو صعب المنتمي الى التيار العوني. كما ستقفل جميع المحلات التجارية في محيط مجلس النواب خلال انعقاد الجلسة.
وبالرغم من أن غالبية الشعب اللبناني وحتى الحزبيين والنواب المنتمين الى الاحزاب المؤيدة لانتخاب عون لايزالون يعارضون وصوله الى قصر بعبدا، الا أن كل المعلومات والتسريبات حتى الآن تؤكد أن ميشال عون سيكون الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية ما لم يطرأ اي حدث ينسف العملية برمتها.
وقد أظهرت نتائج "البوانتاجات" الاخيرة التي أجرتها شركة "ستاتيستكس ليبانون" ان عدد الاصوات التي سينالها العماد ميشال عون في جلسة الانتخاب سيلامس الـ91 صوتاً بعدما أعلن حزب "البعث السوري" والحزب "الديموقراطي اللبناني" تأييدهما له. كما عاد ليلاً الى بيروت النائب عقاب صقر من كتلة "المستقبل" للمشاركة في جلسة الانتخاب بعد غياب تجاوز السنوات الخمس في الخارج بسبب التهديد الأمني لحياته.
وفي المقابل، سيراوح عدد الأوراق البيضاء حول 35 بعدما طلب المرشخ الآخر للرئاسة النائب سليمان فرنجية من مؤيديه الاقتراع بورقة بيضاء الامر الذي يخلط النتائج بين مؤيد له ومعترض على الترشيحين او على الآلية المتبعة أو على الخط السياسي. وفيما تردّد أن موقف الورقة البيضاء جاء بعد لقاء جمع فرنجية وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، نفت مصادر في الحزب حصول هذا اللقاء
وأمس، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره إن كتلة "التنمية والتحرير" ستقترع بورقة بيضاء بناء على رغبة فرنجيه وسبق في ان اكدت هذا الامر معه". وأضاف: "رفضت تعطيل النصاب وهذا ما قلته للعماد ميشال عون وقلت له أرفض ما كنتم تفعلونه أي التغيب عن الجلسات".
وعشية جلسة الانتخاب، تحوّلتْ مكاتب "التيار الوطني الحر" الذي أسسه عون وهو حاليًا برئاسة صهره الوزير جبران باسيل، الى خلايا نحل في المناطق تحضيراً لليوم الكبير الذي سيشهد دخول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا. ومن المحطات البارزة لهذه الاحتفالات، حدث إضاءة الشموع الذي ينظمه القطاع في سيدة حريصا، بالاضافة الى رفع علم لبناني كبير وصورة العماد عون في سماء كسروان.
وتبدأ فعاليات الاحتفالات في الاقضية منذ لحظة الانتخاب وتستمر خلال النهار، وهي مفتوحة لجميع من يودّ الاحتفال وتشهد حلقات دبكة ورفع اعلام لبنانية ومسيرات سيّارة وتوزيع حلوى واطلاق مفرقعات نارية.
اما الاحتفال المركزي فسيكون في ساحة الشهداء حيث من المتوقع حضور رئيس "التيار" جبران باسيل واحتشاد الألوف وحضور فنانين من الصف الأول واطلاق مفرقعات نارية. كما ترتفع شاشتان عملاقتان في مقر "التيار" في ميرنا الشالوحي لمتابعة الحضور الحدث ورفع الأنخاب.
أرسل تعليقك