عدن ـ عبدالغني يحيى
كشف عضو مجلس النواب اليمني محافظة تعز علي المعمري، عن تراجع الميليشيات عسكريًا في محافظة تعز، مشيراً إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المحافظة التي وصفها بـ "الخطرة" و"المقلقة"، وأعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني اليمني مستشار رئيس هيئة الأركان العامة العميد الركن عبده مجلي الجمعة، تحرير الجيش معسكر التشريفات بالكامل واقتحم البوابة الرئيسية للقصر الجمهوري في محافظة تعز.
وأوضح المعمري، أن الوضع العسكري في تعز في مصلحة قوات الجيش اليمني، في مختلف محاور القتال والجبهات، كما أن عملية التحرير تمضي وفق خطط عسكرية دقيقة ومدروسة، وأضاف: "تعيش الميليشيات وضعاً منهاراً على الصعيد القتالي وهي تتراجع باستمرار في معظم الجبهات، إذ تمت استعادة كامل الشريط الساحلي لمحافظة تعز بمساعدة قوات التحالف، فيما تدور المعارك على أطراف معسكر خالد بن الوليد في مديرية البرح في سياق خطة عسكرية لتأمين الطريق الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز، وقطع تدفق الإمدادات الى الميليشيات من الحديدة الى تعز".
وعن وساطة الأمم المتحدة لإقرار السلام وانعكاساتها على محافظة تعز قال المعمري: "معركة تعز جزء لا يتجزأ من المعركة التي يخوضها اليمنيون لاستعادة دولتهم من أيدي الانقلابيين، وتعز واحدة من عشرات الجبهات، وكل الجهود سواء على الصعيدين العسكري أو السياسي تنعكس على جبهة القتال في محافظة تعز".
وزاد: "اندلعت شرارة المقاومة لإعادة تشكيل الأرضية الوطنية على النحو الذي يضمن حالة دائمة من السلام والاستقرار، لأنه من غير الموضوعي أن يتحقق السلام في وضع عام مختل وتعبر عنه ميليشيات مسلحة قدمت من خارج التاريخ وخارج فكرة القانون والدولة، ولذا فنحن في تعز ندعم جهود الأمم المتحدة والمبعوث الدولي لتحقيق السلام العادل وفقاً للمرجعيات الوطنية التي تستند إليها القرارات الدولية ذات الصلة".
وأكد أنه تم إثبات ذلك في تعز خلال مراحل مختلفة، وتأييدنا لكل جهود تحقيق السلام وتوقيع عدد من الاتفاقات والهدن مع الميليشيات الانقلابية، لكنها كانت دائماً تقوم بخرقها وإفراغها من مضمونها من اللحظات الأولى في مؤشر واضح على عدم الرغبة في السلام وحقن الدماء. وحول الأوضاع الإنسانية، قال المعمري: "الوضع الإنساني في تعز مقلق ووصل إلى درجات خطرة ومتدهورة، إذ خلفت الحرب والحصار أوضاعاً إنسانية ومعيشية مزرية، فالمدنيون يتعرضون للقتل في شكل يومي ويقعون تحت نيران الميليشيات التي تقصف الأحياء السكنية عشوائياً".
وتابع حديثه: "تشهد مديريات كثيرة داخل المدينة وخارجها حال نزوح مستمرة وتشريداً للمدنيين نتيجة الحرب المستمرة للانقلابيين، كما أن هناك آلافاً من المدنيين تعرضوا للقتل والقنص وأكثر من 30 ألفاً تعرضوا لإصابات مختلفة، كثير منها يصل إلى حالة الخطورة، كما تعيش عشرات آلاف من الأسر أوضاعاً مأسوية نتيجة النزوح والتشرد اللذين خلفهما الحصار والحرب، وأسر كثيرة لا تجد لها مأوى وتعيش وضعاً معيشياً كارثياً".
وأضاف: "خلف الحصار أيضاً تدهوراً في القطاع الصحي نتيجة حرب الانقلابيين والكثير من الأوبئة والأمراض المتفشية في أوساط السكان والمدنيين، خصوصاً وباء الكوليرا الذي يتفشى بسرعة في أوساط المواطنين ووصل إلى معدلات مخيفة في عدد المصابين وتتضاعف حالات الوفاة كل يوم بسببه"، وناشدَ الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بمضاعفة جهودها الإغاثية والإنسانية لانتشال تعز من هذه الأوضاع.
ميدانياً، شهدت جبهات عدة في مديريتي حيفان وعسيلان مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني اليمني والميليشيات، قتل خلالها "أبو وقاص"، أحد قادة الميليشيات مع عدد من مرافقيه في بيحان، فيما تستعد قوات الجيش لشن هجوم واسع على تمركز الميليشيات في الخزان ومحطة لحجن. وتواصلت الاشتباكات العنيفة في جبهات محافظة الجوف، رافقها قصف مدفعي متبادل في بعض الجبهات.
واستهدفت مدفعية الجيش تجمعات الانقلابيين في منطقتي السداح والغرفة في مديرية المصلوب، أسفر عنها سقوط عدد من القتلى والجرحى، إضافة إلى خسائر في المعدات العسكرية، واندلعت اشتباكات فجر أمس بين قوات اللواء ٣٠ مدرع وبين ميليشيات الحوثي وصالح، في جبهة حمك بمديرية قعطبة غرب محافظة الضالع، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، إضافة على القصف المدفعي.
أرسل تعليقك