تستعدّ الحكومة اليمنية لعقد أولى جلسات البرلمان في العاصمة المؤقتة للبلاد عدن مطلع فبراير/ شباط المقبل، بعد أن نجحت في استقطاب الشريحة الكبرى من ممثلي حزب "المؤتمر الشعبي" في أعقاب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ليكتمل بذلك مع باقي الأحزاب النصاب القانوني لعقد الجلسة، حسبما أفاد مسؤول يمني رفيع.
وقال محمد الشدادي، نائب رئيس مجلس النواب، إن الحكومة تتحرك لعقد أول جلسة لمجلس النواب في فبراير، بعد أن أصبح غالبية النواب جاهزين للحضور، وتحديدا القادمين من المناطق المحررة الذين يمكن نقلهم بشكل سريع.
وأضاف الشدادي أن الجلسة الأولى لن يكون لها جدول أعمال، وأنها ستكون لتحديد مواعيد الجلسات اللاحقة، تمهيدا لمناقشة الحكومة في عدد من الملفات الرئيسية.
في سياق متصل، كشف القيادي البارز في الميليشيات الحوثية حمزة الحوثي أن جماعته قررت إلغاء مشاركة وفد حزب "المؤتمر" (جناح صالح) في مشاورات السلام المرتقبة وتشكيل وفد واحد من المؤيدين لانقلاب الجماعة.
وتقترب القوات الشرعية يوما بعد آخر من اقتحام صعدة، المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين، وأعلن الجيش الوطني اليمني سيطرته على سلسلة جبال "أم العظم" الاستراتيجية في المحافظة، والقريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وانتشر القلق في أوساط الميليشيات الحوثية بعد الانتصارات الكبيرة للجيش في كل الجبهات، إذ استسلم قائد جبهة حيس والخوخة حمير إبراهيم إلى القوات الإماراتية، داعيا معاونيه إلى الانضمام للشرعية في اليمن.
واعترضت دفاعات التحالف أمس، صاروخا باليستيا أطلق من مناطق الميليشيات نحو مدينة مأرب شرق اليمن، من دون وقوع أضرار، وأفاد موقع "اليمن الآن" بأن الصاروخ لم يصل إلى هدفه ودمّر فوق سماء المدينة.
وأعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن "الجيش استعاد مواقع جديدة في جبهة البقع في صعدة، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، تكبدت فيها الأخيرة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح"، وأشار إلى أن "السيطرة على سلسلة جبال أم العظم تقطع خطوط إمدادات الحوثيين، وتمنع تسللهم إلى الحدود السعودية".
ودفع الجيش والتحالف بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محور صعدة، وذلك للمشاركة في العملية العسكرية لتحرير المحافظة.
وأعلن مصدر عسكري، مقتل 7 من الميليشيات في محافظة تعز، بينما أكد مصدر أمني نجاة مسؤولين محلييْن من انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبهما وسط المدينة، ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن مصدر لم تسمِّه، أن "عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور موكب وكيلي محافظة تعز، عبدالقوي المخلافي ورشاد الأكحلي"، موضحا أن "الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا".
وكشف القيادي الحوثي المستسلم خلال مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات (وام) مساء الأحد، أن "الميليشيات تجبر الأهالي على الانضمام إليها، وتدفع بالأطفال إلى ساحات القتال وتضعهم في الصفوف الأمامية في المعارك"، وأضاف أن "من يرفض الانضمام، يطرد ويشرد مع أسرته". ودعا أبناء قبيلته إلى الانضمام إلى قوات الشرعية، والتصدي للميليشيات من أجل تحرير الأراضي اليمنية بالكامل.
وعن تفاصيل استسلامه للقوات الإماراتية، أوضح أنها "استقبلته بأخلاق رفيعة وعالية وتعاملت معه بشكل جيد".
وتوجه برسالة إلى الشعب اليمني مشددا على "ضرورة الوقوف وقفة رجل واحد ضد الحوثيين، الذين عاثوا خراباً وفساداً في الأراضي اليمنية"، مؤكداً أن "قوات التحالف تقترب من النصر، وهي على حق ويجب الوقوف إلى جانبها ودعم قوات الشرعية، من أجل تحرير كل الأراضي من الميليشيات".
كان إبراهيم عذابو قائد جبهة الساحل الغربي التابع للميليشيات استسلم وعدداً من معاونيه قبل يومين إلى قوات الشرعية اليمنية، إثر معارك عنيفة كبدت الحوثيين خسائر كبيرة، ما يؤكد انتشار "فوبيا انتصارت الجيش" في صفوف الحوثيين.
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سامر الجطيلي، أن "قوات التحالف أجلت أكثر من 360 ألف شخص من اليمن خلال العامين الماضيين، إلى 85 دولة حول العالم". وأوضح في مؤتمر صحافي أمس، أنه "تم تقديم تصريح عدم طلب استهداف أكثر من 6074 موقعاً في اليمن، لافتاً إلى أن قوات الشرعية استقبلت بشكل جيد من تركوا الانقلابيين".
وأشار إلى أن تصاريح الرحلات الإنسانية منذ بداية الأزمة، "بلغت 7590 تصريحاً جوياً، و2749 برياً، و880 بحرياً، بينما يعمل 16 منفذاً بالطاقة القصوى". ولفت إلى أن الحوثيين عطلوا حتى نهاية العام الماضي 65 سفينة إغاثة في ميناءي الحديدة وصليف، و567 قافلة إغاثة كانت متوجهة إلى الداخل اليمني.
ولفت إلى أن "هناك عدم تجاوب من منظمات دولية في ما يتعلق برصد انتهاكات الحوثيين للعمليات الإنسانية"، بينما "تصدر المنظمات الدولية الإنسانية خطابات عامة تتهم فيها كل الأطراف، من دون تحديد مسؤولية الحوثيين عن تعطيل الإغاثة في اليمن".
أرسل تعليقك