واشنطن ـ عادل سلامة
حمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة على مجلس الأمن الدولي، متهمًا إياه بالفشل في التصدي لأزمتي سورية وكوريا الشمالية، معتبرا أن الأمم المتحدة "لا تحب أن تتعامل مع مشاكل محددة"، مؤكدا اعتزامه تقليص ميزانية واشنطن المخصصة للمنظمة الدولية.
وقال ترامب الليلة الماضية خلال اجتماع عقده في واشنطن مع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن: "ستكونون مشغولين جدا، على ما أعتقد، في الأشهر والسنوات المقبلة"، في إشارة إلى كمِّ القرارات التي يعتزم تحريكها داخل المنظمة الدولية. وأضاف قائلاً: إن "التهديدات الجدية المتنامية التي تواجهها بلادنا ينبع أغلبها من مشاكل لم يتم التعامل معها لفترة طويلة جدا، لأن الأمم المتحدة في الحقيقة لا تحب أن تتعامل مع مشاكل محددة".
وأوضح بالقول: "في سورية مثلاً، فشل المجلس هذا الشهر في الرد على استخدام جيش بشار الأسد للأسلحة الكيميائية، وهي خيبة أمل عظيمة، لقد خاب ظني بشكل كبير بسبب هذا". واعتبر أن هذه الأزمة أيضا ناجمة عن "تغاضي مجلس الأمن عنها لعدة عقود". وحث أعضاء المجلس على "التوحد واتخاذ إجراءات ضد كل التهديدات"، وبينها سورية وكوريا الشمالية.
وأشار ترامب، الى أنه أمر الإثنين حاملة الطائرات الأميركية العملاقة "يو أس أس كارل فينسون" بالتوجه إلى شبه الجزيرة الكورية، ردا على إجراء كوريا الشمالية، في 16 أبريل/ نيسان الجاري، تجربة لصاروخ باليستي فاشلة. وأكد خلال لقائه مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، اعتزامه قطع جزء من الميزانية التي تخصصها واشنطن للأمم المتحدة، حيث قال: "علينا أن نتفحص عن قرب ميزانية الأمم المتحدة وتكاليفها التي باتت خارج حدود السيطرة". ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الاتفاق للقضاء على ما قال إنه "انعدام الكفاءة والتضخم" في المنظمة الدولية.
وشدد على أن الأداء الجيد للأمم المتحدة سيثنيه نوعا ما عن تقليص الأموال التي تخصصها واشنطن لها، معتبرا أن "الأمم المتحدة ضعيفة الأداء، لكنها تمتلك إمكانيات هائلة". وأوضح أن الولايات المتحدة الأميركية "واحدة من بين 193 دولة في الأمم المتحدة، لكنها تدفع 22% من الميزانية و30% تقريبا من ميزانية (عمليات) حفظ السلام الأممية، وهو أمر غير عادل".
ويأتي لقاء ترامب مع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ضمن مبادرة تقودها المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، لجمع هؤلاء المندوبين مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وبينهم الرئيس ترامب وكبار مستشاريه وعضوا مجلس الشيوخ عن الحزبين الجمهوري ليندسي غراهام، والديمقراطي بن كاردين.
أرسل تعليقك