شنَّت طائرات القوة الجوية العراقية، غارات مكثفة على مواقع "داعش" غرب محافظة الأنبار، فيما خيّر الجيش العراقي ، مسلحي التنظيم المتطرف عبر مكبرات الصوت بين الاستسلام أو الموت في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم في الساحل الأيمن للمدينة. ويأتي هذا في وقت قال المتحدث باسم العمليات المشتركة ، إن تنظيم "داعش" لم يعد يسيطر سوى على أقل من واحد في المئة من الموصل القديمة في الساحل الأيمن منها بعد تقدم القوات العراقية في المنطقة من ثلاثة محاور.
وأوضح العميد يحيى رسول في تسجيل صوتي وزع على وسائل الإعلام ، أن "قوات الجيش تواصل التقدم في منطقة الفاروق وسيطرت أيضا على أجزاء من منطقة المشاهدة شمال غربي الموصل القديمة. وأضاف أن "قوات مكافحة الارهاب تواصل بدورها التقدم من جهة الغرب في منطقة الفاروق ووصلت إلى شارع الفاروق" وهو شارع رئيسي يقع في عمق المنطقة القديمة. وتابع رسول أنه "في المحور الجنوبي تواصل قوات الشرطة الاتحادية التقدم في منطقة رأس الجادة وباب الجديد وباب البيض باتجاه منطقة الخزرج ولا تزال هذه القوات مستمرة بالتقدم". واشار إلى أن العمليات العسكرية تتواصل باسناد جوي "كبير" من قبل طيران الجيش العراقي.
وبشأن المدنيين، قال رسول إن "ما يهمنا هو عملية إخلاء السكان حيث يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية"، مبينا أن "القوات العراقية تمكنت من فتح ممرات آمنة وتم اخلاء الاف المواطنين ونقلهم إلى المناطق المعدة لايوائهم وتقديم الدعم الطبي والانساني لهم". وأكد رسول بالقول، "لم يتبقَّ من مدينة الموصل القديمة سوى نسبة أقل من واحد في المئة"، موضحا ان "المناطق المتبقية هي أجزاء من منطقتي الخزرج والمشاهدة ومنطقة النبي جرجيس وسرجخانة ورأس الخور وأجزاء من باب الطوب".
وبشأن المجمع الطبي في حي الشفاء، قال رسول، إن "قطعات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية مستمرة بتطويق المجمع الطبي والمستشفى الجمهوري ويتم استهداف عناصر داعش المحاصرين".
وأوضحت خلية الاعلام الحربي ، أن "مفارز العمليات النفسية الميدانية باشرت في نقاط محددة باتجاه المدينة القديمة بتنفيذ مجموعة نداءات عبر مكبرات الصوت مخطط لها مع توصيات". وأضافت أن "النداءات تخللتها تنفيذ توجيه القائد العام للقوات المسلحة بخصوص الموت او الاستسلام لعناصر داعش المتطرفة".
وفي بيان اخر، قالت الخلية : انه استناداً لمعلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن طيران القوة الجوية يوجه ضربات جوية اسفرت عن تدمير مضافة تستخدم كدار استراحة لعناصر "داعش" الأجانب وقتل ما يقارب 20 متطرفا كانوا بداخلها. واضاف البيان انه تم تدمير ورشة لتصنيع العبوات الناسفة وقنابر الهاون وقتل 10 متطرفين كانوا يتواجدون داخل الورشة في قضاء راوة غرب الانبار.
وأعلن مصدر في الفرقة السابعة في محافظة الانبار، أن "طيران الجيش تمكن من قصف عجلة لتنظيم داعش وقتل من فيها في الصحراء الجنوبية الغربية لمدينة عنة (210كم غرب الرمادي)". وأضاف المصدر ، أن "القصف جاء لتدمير جميع الأهداف التابعة لداعش في عنة وفي الصحراء المحيطة بها تمهيداً لتحريرها من التنظيم المتطرف".
وأفاد قائد شرطة محافظة ديالى اللواء الركن جاسم السعدي بأن "تنظيم داعش كان يقيم حفل توديع لأحد الانتحاريين وهو يرتدي حزاماً ناسفاً في احدى مضافاتهم في بساتين المخيسة ضمن حوض الوقف شمال شرقي ديالى، إلا ان الحزام انفجر وقتل 12 متطرفا من عناصر التنظيم". وقال: ان "حفلات توديع انتحاريي داعش والتي تسمى بحفلات الدم وهي سياسة غسل الادمغة التي يتبناها التنظيم من اجل تحويل البشر الى ادوات لقتل الابرياء"، مؤكدا ان "التنظيم في ديالى شارف على النهاية بجهود كل القوى الامنية ودعم الاهالي".
ووصف نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي ، التقرير الأخير الذي اصدرته منظمة اليونيسيف حول اطفال العراق بـ "المرعب"، محذرا من ان ما جاء في التقرير يُنبئ بكارثة اجتماعية تهدد مستقبل العراق. وقال علاوي في تصريح صحفي ، إن "تقرير اليونيسيف تضمن معلومات مخيفة وخطيرة عن اوضاع الاطفال في العراق لا يمكن تجاوزها مطلقاً"، مشددا على "ضرورة ان يتم التعامل مع تلك المعلومات بجدية ووضع الخطط العاجلة لتدارك تأثيراتها". وأكد نائب رئيس الجمهورية ان "الظروف التي شهدها العراق خلال السنوات الثلاث الأخيرة ستظهر جلية وواضحة على ملايين الأطفال وستنعكس سلباً على تصرفاتهم وهو ما ينذر بكارثة اجتماعية مستقبلية تمتد اثارها الى جميع نواحي الحياة".
ودعا علاوي الى "حملة عاجلة تتبناها الامم المتحدة وبدعم من المجتمع الدولي لرفع المعاناة عن هؤلاء الأطفال ومعالجة الاثار السلبية التي خلفها احتلال داعش لمدنهم ومعارك التحرير التي عايشوها ومحنة النزوح التي عاشوها وفق برامج واليات واضحة وضمن توقيتات زمنية محددة". كما دعا الاجهزة الحكومية والجهات المعنية الى "بذل جهود مضاعفة للتخفيف من معاناة الاطفال في المناطق المحررة وفي مخيمات النزوح"، لافتاً الى ان "التقاعس ازاء محنتهم سيكون بمثابة جريمة تُرتكب بحق العراق ومستقبله".
ووفق تقرير يونيسيف الأخير فإنه منذ 2014، قتل 1075 طفلا، 152 منهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، وإصابة وتشويه 1130 طفلا، 255 منهم خلال الأشهر الستة الأولى من 2017، فضلا عن انفصال أكثر من 4650 طفلا عن ذويهم أو أصبحوا غير مصحوبين بأسرهم. وأشارت المنظمة الدولية إلى وقوع 138 هجوما على المدارس و58 هجوما على المستشفيات، وأن أكثر من ثلاثة ملايين طفل لا يرتادون المدارس بانتظام، بينما 1.2 مليون طفل هم خارج المدرسة، مبينة أن هناك طفل واحد من بين كل أربعة أطفال يعيش في أسرة فقيرة، وأن أكثر من 5 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
أرسل تعليقك