أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي الدكتور مصطفى البرغوثي، الأحد، أنه تعرض لمحاولة اغتيال جبانة، نفذها مجهولون لخدمة الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت.
وأكد البرغوثي في مؤتمر صحافي، عقده في مقر المبادرة الوطنية في رام الله مساء الأحد "يؤسفني أن أتحدث في هذا الأمر، ولكن يجب أن يعلم الشعب الفلسطيني ما جرى، فعند الساعة العشرة والنصف مساء السبت، تعرضت لعملية اغتيال وقتل إجرامية متعمدة واعتداء وحشي وجبان، قام به مجرمون كخفافيش الليل".
وأوضح أن منفذي العملية خططوا ودبروا وانتهزوا فرصة الانقضاض بالقرب من منزلي، وهاجموني من الخلف، وضربوني في العنف وبآلة حادة جدًا، وهو مكان وآلة تؤدي إلى القتل، تحركت فأصبت بجرح بطول 8 سم، وقال لي المجرم القاتل "خلي الانتفاضة تنفعك".
وأكد أن الانتفاضة والفعل الوطني ستبطل اعتداءات الاحتلال، وشدد على أن ما جرى لن يكسر إرادته وإرادة شعب فلسطين، وبين أن الاعتداء الذي تعرض له هو اعتداء على كل الشعب، وهو استهداف للانتفاضة ولكل رموز الشعب، وهو ما اعتبره ليس أمرًا جديدًا فالقيادات الميدانية تتعرض للاغتيال والاعتقال.
وشدد البرغوثي على أن من نفذ هذا الاعتداء الجبان هم مشبوهين لا يخدموا إلا الاحتلال أو عملاء الاحتلال، أو شيء آخر، فالمدن الفلسطينية مفتوحة ويدخلها أياً شاء ويستهدف من يريد، وشدد أيضًا على أن الانتفاضة مستمرة وستتواصل ولن تتوقف، ولن يتوقف النضال الفلسطيني لتحقيق وقف كامل للاستيطان، وتعهد دولي ومضمون لإنهاء الاحتلال، والإفراج عن جميع الأسرى.
وذكر أن الشعب الفلسطيني سيضع حدًا لهذه الجرائم، فالاعتداء عليه ينم عن القلق المتعاظم من الجيل الشاب الذي يهب في كل فلسطين في انتفاضة شعبية، وكان عصيا على الكسر والاحتواء، مضيفًا "ما نحن بحاجة له هو الوحدة الوطنية، وقيادة وطنية موحدة، لتدير الانتقاضة، وتوفت الفرصة على الجواسيس لجرنا لصراعات داخلية".
وأردف "ما نتعرض ليس سوى شيء قليل بالنسبة لما يعانيه شعبنا من شهداء وجرحى وأسرى، ولكننا نؤكد أن كل ما عملناه في حياتنا ونضالنا أثمر هذا الجيل المناضل الثائر".
وأشار إلى أنه أطلع الأجهزة الأمنية على ما حدث، وأنه يوجد ما يكفي من أدوات في المنطقة لتسجيل صور الفاعلين، وتكشف عنهم، ونتوقع من الأمن الفلسطيني القبض على الفاعلين لتقديمهم للعدالة، لأنه لا يجوز أن يمر ما جرى من عملية اغتيال دون محاسبة الفاعلين، وضد من يرتكب جرائم بحق المناضلين، ولا يجوز أن تمر دون اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبيّن أن ما جرى معه من محاولة اغتيال هي ضريبة العمل النضالي الذي عمل به منذ عقود، مؤكداً أن ما جرى هو وسام على وجهه وعلى وصدره، وعلى صدر كل شعب فلسطين، مشددًا على أن هذا الاعتداء لن يكسر النضال الفلسطيني.
ولفت إلى أن من قام بهذا العمل هو عميل للاحتلال أو محتل، فقد يكونوا مستعربين الذين يتقنون العربية، فالاعتداء يخدم الاحتلال، الذي ينزعج من الانتفاضة، فالانتفاضة هي التي ردعت الاحتلال، وأوقفت الاقتحامات المتكررة للأقصى، ووقف التقسيم الزماني والمكاني له، فهنا شعب لن يهدأ إلا بعد الحصول على استقلاله.
وخلص البرغوثي حياتي ليست أغلى من حياة الشعب الفلسطيني، وليست أغلى من حرية فلسطين، وحرية شعب فلسطين، موضحاً أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس محمود عباس، ومن كل المسؤوليين في الحكومة وفي الفصائل ومن المجتمع.
واتهمت حركة المبادرة الوطنية من أسمتهم بالجهات "المشبوهة" بمحاولة قتل أمينها العام مصطفى البرغوثي مع سبق الإصرار والترصد، معتبرة أن الاعتداء على أمينها العام هو اعتداء على كل شرفاء الوطن وكل المدافعين عن الحرية والعدالة والكرامة.
وطالبت المبادرة الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية بسرعة الكشف عن مرتكبي الاعتداء على أمينها العام الدكتور مصطفى البرغوثي وتقديمهم للمحاكمة لينالوا عقابهم على فعلتهم الاجرامية.
وذكرت في بيان صحافي "هذا الاعتداء الإجرامي أراد منه المعتدون حرف الأنظار عن مسار الانتفاضة وإشغالنا عن تطويرها وتصعيدها في وجه الاحتلال ومستوطنيه"، ودعت المبادرة إلى قطع الطريق على من وصفتهم "المغرضين العابثين" وتحصين الجبهة الداخلية وحمايتها.
واستنكر حزب الشعب الفلسطيني الاعتداء على النائب في المجلس التشريعي مصطفى البرغوثي معتبرا أن هذا العمل المدان يربك الساحة الداخلية ويضعف من التماسك الداخلي، خصوصًا في ظل تصاعد موجات الهبة الجماهيرية في مواجهة العدوان والاستيطان.ودعا الحزب الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى سرعة التحرك في القبض على الجناة ومحاسبتهم فورًا.
ودان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر الاعتداء الذي تعرض له النائب في المجلس التشريعي مصطفى البرغوثي من قبل مجهولين أمام منزله في مدينة رام الله.
واعتبر بحر الاعتداء على البرغوثي تعبير واضح عن استياء البعض من استمرار الانتفاضة الفلسطينية، مشددا انه يمثل انتهاكاً للحصانة البرلمانية التي يتمتع بها نواب المجلس التشريعي.
وأوضح أن "هذا الاعتداء هو ضريبة المقاومة واستحقاق للثبات على نهج الانتفاضة ومقاومة شعبنا لنيل حقوقه بالحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال"، مطالبا الأجهزة الأمنية إجراء تحقيق سريع وفاعل بهدف الكشف عن الجناة ومعاقبتهم وفقاً للقانون.
وهاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الأحد، الأمين العام للمبادرة الوطنية، النائب مصطفى البرغوثي، للاطمئنان على صحته، بعد الاعتداء الذي تعرض له أمس السبت.
وبحسب وكالة "وفا" الرسمية فقد أمر الرئيس عباس الجهات المعنية بمتابعة سير التحقيق في الحادث وكشف ملابساته، ومعرفة الجناة بأسرع وقت ممكن، وتقديمهم إلى العدالة لمحاسبتهم.
أرسل تعليقك