النيران تشتعل في إحدى آليات الجيش اللبناني
بيروت ـ جورج شاهين
كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ "العرب اليوم" ان الشيخ السلفي أحمد الأسير ما زال في مسجد بلال بن رباح متحصنا في داخله وسط وجود قرار للجيش اللبناني بعدم الدخول إلى المسجد والاكتفاء بالحصار المحكم على مداخله من الجهات كلها. وقالت المصادر إن الحديث عن هروبه أو تمكنه من الوصول إلى مكان
بعيد من الاشتباكات غير دقيق للغاية وهو مجرد عملية تمويه مرفوضة باعتبار أنه مطلوب ليكون بتصرف القضاء المختص موقوفا بتهمة التحريض على الجيش اللبناني وإعطاء الأوامر إلى مسلحيه للتعرض للعسكريين وقتلهم بعدما تبرأت منه القيادات السياسية والحزبية.
وأكدت تقارير أمنية وصلت من شرق صيدا لـ "العرب اليوم" ليل الأحد الاثنين أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في الأحياء الداخلية المحيطة بمسجد بلال بن رباح في عبرا حيث تطارد وحدات الجيش اللبناني مجموعات مسلحة من بقايا الوحدات الموالية للأسير وسط اشتباكات متقطعة تتردد فيها اصوات القذائف الصاروخية والمدفعية بشكل متقطع. وسمع دوي انفجار في أجواء المدينة تبين انه ناتج عن سقوط قذيفة هاون فوق سطح أحد الأبنية، كما سقطت قذيفة أخرى عند المدخل الشرقي لحارة صيدا.
وأشارت مصادر أمنية إلى أنه وفي الأثناء التي نجحت فيه القوى الأمنية في إعادة الهدوء إلى شوارع طرابلس امتدت التحركات المشبوهة إلى منطقة المصنع حيث أفيد بظهور مسلح في المنطقة القريبة من المعبر الرئيسي بين لبنان وسورية وفي بلدة الفيضة في البقاع الأوسط، فيما سجل قطع طريق قب الياس عميق بالإطارات المشتعلة، وقطعت طرق سعدنايل وتعلبايا في الاتجاهين تضامنا مع الشيخ احمد الاسير.
وليل الأحد أصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه بيانا نعت فيه "الشهداء الملازم الأول سامر جريس طانيوس، الملازم جورج إليان بو صعب، الرقيب علي عدنان المصري، الجندي الأول رامي علي الخباز، الجندي بلال علي صالح، الجندي ايلي نقولا رحمه.
والملازم الأول الشهيد سامر جريس طانيوس من مواليد 19 /6/ 1985 رميش- قضاء بنت جبيل، وتطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 10 /10/ 2003. رقي إلى رتبة ملازم، اعتبارا من 1/ 8 /2006، وتدرج في الترقية حتى رتبة ملازم أول، اعتبارا من 1/ 8 /2009 ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته عدة مرات. وهو أعزب، وتابع دورات عدة في الداخل والخارج.
أما الملازم الشهيد جورج اليان بو صعب فهو من مواليد 23 / 2 / 1970 رأس بعلبك- قضاء بعلبك. تطوع في الجيش بتاريخ 1 /3/ 1987، عين برتبة ملازم اعتبارا من 15 /6 /2012، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. وحائز على أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته مرات عدة. وهو متزوج وله أربعة أولاد، وتابع دورات عدة في الداخل والخارج.
الرقيب الشهيد علي عدنان المصري، من مواليد 1/ 12 /1987 الخضر- قضاء بعلبك. وتطوع في الجيش بتاريخ 4/ 12/ 2007، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز على أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش، وهو أعزب.
والجندي الأول الشهيد رامي علي الخباز من مواليد 24 /8/ 1981 القلمون- قضاء طرابلس. تطوع في الجيش بصفة جندي بتاريخ 26/ 2/ 2008، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز على أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته مرات عدة. وهو متزوج وله ولد واحد.
أما الجندي الشهيد بلال علي صالح من مواليد 6 /4 /1985 بريتال- قضاء بعلبك. تطوع في الجيش بتاريخ 3/ 11 /2008، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز على أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته مرات عدة. وهو متزوج وله ولدان.
والجندي الشهيد ايلي نقولا رحمه من مواليد 20 /1/ 1991 في صور. تطوع في الجيش بتاريخ 9 /2 /2011، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته مرات عدة. وهو أعزب".
وكان سبعة عسكريين استشهدوا بينهم ثلاثة ضباط من الجيش اللبناني وأصيب قرابة 20 آخرين بجروح مختلفة كما قتل شقيق الشيخ السلفي أحمد الأسير ومرافقه في المواجهة العسكرية التي وقعت بعد ظهر الأحد في محيط مربع مسجد بلال بن رباح الذي يديره الشيخ الأسير وحوله إلى ثكنة عسكرية بعد هجوم نفذته مجموعة مسلحة من مناصريه على حاجز للجيش اللبناني في المنطقة من دون أي سبب معلن كما قال بيان لقيادة الجيش اللبناني، ما أدى إلى استشهاد ضابطين وعسكري وإصابة عدد آخر من الجنود وتدمير آليتين للجيش اللبناني واحتراقهما ما أدى إلى معركة طاحنة انتهت بإزالة المجمع الأمني للأسير الذي فر إلى جهة مجهولة وسط شائعات تقول إنه أصيب بجروح بالغة.وفور شيوع خبر استشهاد العسكريين الثلاثة في عبرا على يد مسلحين تابعين للأسير، بدأت تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي صور للملازم أول الشهيد سامر طانيوس الذي استشهد الأحد بإطلاق النار عليه.كما نشرت صورة للشهيد الملازم أول المغوار جورج أبو صعب والجندي الشهيد نقولا الناشف. قبل أن تتطور الأحداث وتنتهي إلى استشهاد ضابط ثالث قرابة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي لبيروت.
كما حاول مسلحو الأسير استدراج الفلسطينيين المسلحين في المخيمات القريبة من صيدا فتجاوب معه مجموعة من مقاتلي فتح الإسلام فأطلقوا النار على حواجز الجيش اللبناني في محيط مخيم عين الحلوة قبل أن تتدخل القيادات الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يستعد لزيارة بيروت قريبا لوقف أشكال التورط كلها في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها "إنه بتاريخ الأحد الساعة 14,00 قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ أحمد الأسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا - صيدا، ما أدى إلى استشهاد ضابطين وأحد العسكريين وإصابة عدد آخر بجروح بالإضافة إلى تضرر عدد من الآليات العسكرية. وقد اتخذت قوى الجيش التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلحين".
وأعاد الجيش فتح الطريق البحرية في صيدا، بعدما كان مسلحون ملثمون قد قطعوها بإطلاق النار في الهواء إرهابا، مما أدى إلى عزل مدينة صيدا عن بيروت ومناطق إقليم الخروب ومناطق الجنوب كافة، لفترة من الوقت، خصوصاً وأن الأوتوستراد الشرقي قطع لساعات بسبب الاشتباكات التي دارت بين الجيش ومسلحي الشيخ أحمد الأسير في منطقة عبرا - شرق صيدا.
وأفادت المعلومات عن نجاح الجيش بالسيطرة الكاملة على محيط "مسجد بلال بن رباح" في عبرا حيث يحتمي الشيخ أحمد الأسير مع أنصاره، بعد إسكات مصادر النيران التي كانت تطلق من بعض الأبنية المحاذية الجامع. وبعدها أفيد عن مقتل شقيقه ومرافقه علي وحيد وأصيب أكثر من سبعة جرحى آخرين.
وكان الشيخ الأسير قبل أن تختفي آثاره ويغادر مجمعه في مسجد بلال بن رباح قد أرسل من أمام المسجد عدداً من الرسائل عبر حسابه على تويتر قال فيها "إلى مناصرينا في المناطق كلها هبوا إلى نجدتنا، يتم قتلنا من حزب الله والجيش اللبناني، توجهوا فوراً إلى صيدا"، وفي رسائل أخرى دعا "العسكريين السنة جميعهم في الجيش اللبناني إلى الانشقاق فوراً وعدم المشاركة في قتل إخوانه".
كما دعا إلى قطع الطرقات والمناصرين خارج لبنان إلى الاعتصام أمام السفارات اللبنانية.
ومع بداية ليل الأحد تجاوبت بعض التجمعات الشبابية من أنصار الأسير في بيروت فقطعت بعض الطرق في كورنيش المزرعة والطريق الجديدة ورأس النبع تزامنا مع قطع شبان من المجموعات الإسلامية الطرابلسية السلفية طرق في طرابلس حيث المستديرات الأساسية في المدينة وكذلك في منطقة الناعمة لقطع الطريق بين بيروت والجنوب.
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي تابعوا تطورات الاشتباكات في صيدا، مشيرين إلى أن الدعوات إلى العسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضد الجيش تصب في خانة مصلحة أعداء لبنان ولن تجد آذانا صاغية لدى المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين ولدى أفراد الجيش، فالجيش اللبناني يحوز على ثقة الشعب وتأييده والتفافه حوله كما يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل كي يقمع المعتدين على أمن المواطنين والعسكريين والمحرضين على النيل من وحدته وتوقيف الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء المختص.
ودعا الرئيس سليمان الوزراء والقادة المعنيين بالأمن إلى اجتماع يعقد صباح الاثنين في قصر بعبدا .
ودان رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي التعرض للجيش اللبناني في صيدا الأحد، وقال "يشكل الجيش اللبناني صمام الأمان للبنان واللبنانيين جميعهم لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، وأي اعتداء عليه هو أمر مدان، من هنا نحن ندعو الجميع إلى الالتفاف حول الجيش اللبناني ودعم مهمته في حفظ الأمن والاستقرار وعدم الانجرار وراء محاولات تفجير الأوضاع في لبنان، كما نناشد الجميع الحكمة والتروي وعدم إطلاق المواقف الانفعالية التي لا تخدم المعالجات المطلوبة في هذا الظرف الدقيق.
وكان الرئيس ميقاتي تابع مسار الأحداث في صيدا عبر سلسلة من الاتصالات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي. كما تشاور في الوضع مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام وكل من النائب بهية الحريري ومفتي صيدا الشيخ خليل سوسان. وتلقى سلسلة اتصالات من الرئيس فؤاد السنيورة وفاعليات مدينة صيدا.
وأجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اتصالات برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبالرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وبوزير الداخلية مروان شربل والنائب بهية الحريري وبقائد الجيش العماد جان قهوجي جرى خلاله التداول في الوضع الأمني المتدهور الذي حصل في منطقة صيدا وعبرا ومجدليون والملابسات التي أدت إلى استشهاد ضابطين وعسكري من الجيش اللبناني.
وأكد الرئيس سلام على ضرورة قيام الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمعالجة الوضع على الأرض بالسرعة الممكنة واعتقال الفاعلين وإنهاء حالة الاستنفار المسلح الذي يهدد المواطنين والسلم الأهلي في عاصمة الجنوب.
ودعا الرئيس سلام القوى السياسية كلها لمؤازرة الجيش والقوى الأمنية لوضع حد للصدامات المفتعلة والتي باتت عبءاً على الجميع دون استثناء.
ودعا وزير الداخلية مروان شربل الجيش اللبناني إلى أن يكون حازماً في خطواته اليوم من أجل دماء الشهداء الذين سقطوا، مشدداً على أنه من غير مسموح الاعتداء على الجيش اللبناني الذي هو خط أحمر وحامي لبنان واللبنانيين ويمنع المس به كما يجب محاسبة كل من يعتدي عليه. وأكد شربل في تصريحات عدة، أنه لا يقبل بالأمن بالتراضي، لافتاً إلى أن كرامة الجيش من كرامة اللبنانيين، وأشار إلى أن هناك محاولة لخلق فتنة في صيدا.
وأكد شربل أن الجيش مصر على وضع حد لما يحصل في صيدا ونحن نقف إلى جانبه. وقال رداً على تحميل رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد الوزير شربل مسؤولية ما يحصل "عندما كان سعد والأسير أصدقاء لم أكن وزيرا بعد، ووزير الداخلية لا يسمح لا للأسير ولا لغيره بإنشاء مربعات أمنية بل يحلم وزير الداخلية بأن يكون السلاح بيد الجيش فقط."
ونبه الرئيس سعد الحريري من أي محاولة لاستدراج مدينة صيدا إلى مواجهة مع الدولة والجيش اللبناني ، مشدداً على وجوب اتخاذ الإجراءات التي تحمي المدينة وأهلها ووقف مسلسل الفتن المتنقلة التي تتهدد لبنان. وقال؛ إن الخطيئة الكبرى التي يتحمل مسؤوليتها حزب الله من خلال استفزاز المواطنين في عاصمة الجنوب ونشر البؤر الأمنية في الأحياء ، لا يصح أن تشكل مبرراً للخروج على القانون واللجوء إلى استخدام السلاح ضد مراكز الجيش اللبناني أو أية قوى أمنية شرعية، إنني أهيب بالمواطنين جميعهم عدم الانجرار إلى أية ردود فعل سلبية من شأنها أن تغطي على ارتكابات حزب الله، وتعطي المتضررين من بسط سلطة الدولة الفرصة لتحقيق مآربهم السياسية والأمنية.
وأضاف الحريري "أن الاستقرار والعيش المشترك في مدينة صيدا هما أمانة في أعناقنا جميعا نحذر من التفريط بهما ، وندعو إلى تضافر الجهود كلها في سبيل حمايتهما والمحافظة عليهما ، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا من خلال الدولة ومؤسساتها لا سيما من خلال الجيش اللبناني الذي نعول على حكمة قيادته في اتخاذ التدابير التي تحمي المدينة، وتجنب السقوط في أفخاخ المحرضين ودعوات الجهات التي تحتمي خلف سلاح حزب الله وتتحين الفرص باسم الدفاع عن هذا السلاح للنيل من هيبة الدولة والقوى كلها التي تنادي بوضع حد لسياسات الهيمنة. وتوجه الحريري بأحر التعازي إلى أهالي الضحايا التي تدفع في كل يوم الأثمان الباهظة لانتشار السلاح غير الشرعي وسيادة منطق الاستقواء على الدولة ، مؤكدا أن شهداء الجيش اللبناني هم شهداء كل الوطن وخسارتهم خسارة لكل لبناني يؤمن بالدولة ومؤسساتها.
واعتبر رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن شهداء الجيش في عبرا "هم شهداء صيدا وكل لبنان". وشدد على استنكار وإدانة أي اعتداء على الجيش والمؤسسة العسكرية "تحت أي سبب كان ومن أي جهة أتى".
وقال السنيورة، في بيان الأحد، "لقد أعلنا من الأساس أننا مع الدولة ومؤسساتها، ووحدة هذه المؤسسات وفي طليعتها وحدة المؤسسات العسكرية والأمنية ومع تطبيق القانون. وصيدا كانت وستبقى مدينة الالتزام بالدولة والقانون، ولا تقبل أن يضعها أحد لا في مواجهة الجيش ولا في مواجهة الدولة".
وأضاف "لقد جرت محاولات عدة لجر صيدا إلى الفتنة ولاستدراج البعض فيها للخروج على القانون. وهي محاولات فاشلة ومرفوضة ومدانة، فالمدينة من الاساس قالت لا لقطع الطرق وحمل السلاح، ولا للمكاتب الحزبية المسلحة والشقق المسلحة من أبناء المدينة وخارجها، ولا للاعتداء على أمن الناس وحرياتهم ولن تقبل بأي تجاوز على الامن والحريات والعيش المشترك".
تابع "والمدينة ترفض التسلط والسيطرة الامنية والسياسية على قرارها، من خارج المدينة أو من داخلها، لأنها عاصمة الجنوب ومدينة اللبنانيين جميعهم وهي ستبقى ضنينة بسكانها جميعا وحريصة على الوحدة الوطنية والعيش الواحد".
وقال "استناداً إلى ذلك كله ولكي لا تتطور الأمور أكثر وقطعا للطريق على المصطادين في الماء العكر وحتى لا تتطور الأمور إلى مرحلة لا يمكن ضبطها فإننا نرى ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار فورا بطلب من أهل المدينة واللبنانيين كلهم، ورفض منطق السلاح في مقابل السلاح، كذلك ضرورة إخلاء الشقق المسلحة ومغادرة مسلحي حزب الله ومن يسمون سرايا المقاومة، فهم في الأصل سبب الفتنة والبلاء، واجتماع فاعليات المدينة لفرض العودة إلى الاستقرار ومنطق الدولة وتطبيق خطة أمنية تسحب المظاهر المسلحة من الأطراف كافة في المدينة بالتعاون مع الجيش والسلطات الإدارية للدولة".
وكان السنيورة قد تابع تطورات الوضع الأمني المتدهور في منطقة عبرا، شرق مدينة صيدا، وكانت خطوط اتصاله مفتوحة مع النائب بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي وقيادات المدينة وفاعلياتها، وأجرى اتصالات بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي لهذه الغاية.
وأفادت مصادر أمنية في مدينة صيدا جنوب لبنان، الأحد، بأن الجيش اللبناني بدأ الدخول إلى مراكز مؤيدي الشيخ أحمد الأسير ويلاحق مسلحيه التابعين له، بعد اشتباكات عنيفة بين مناصري الشيخ والجيش على خلفية توقيف شخصين من مؤيدي الأسير،
وقالت المصادر نفسها، إن مسلحي الشيخ أحمد الأسير يطلقون قذائف "أر بي جي" في اتجاه حارة صيدا الشيعية، بعد الاعتداء على الجيش في منطقة عبرا من قبل جماعة الأسير، فيما ناشد الأهالي في منطقة عبرا، بوقف إطلاق النار في المنطقة لإخلاء المدنيين والأطفال من المباني في محيط مسجد بلال بن رباح، بعد سقوط 4 قتلى من الجيش، في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة حالة نزوح بين الأهالي على وقع الاشتباك الذي لا يزال مستمراً".
وتعرّضت آلية للجيش اللبناني للقصف في مدينة صيدا، مما أدى إلى احتراقها، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لإنقاذ الجرحى، في حين قررت قيادة الجيش اللبناني إزالة ظاهرة الأسير.
وأوضحت المصادر الأمنية، أن "مسلحين ملثمين يلقون مادة المازوت على الأوتوستراد الساحلي لمدينة صيدا، لهدف إعاقة حركة السير"، فيما نفت مصادر عسكرية، أي تحرك للجيش اللبناني في محيط المربع الأمني لمسجد بلال بن رباح، كما ادعى مكتب الأسير.
من جانبه أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، بياناً أكدت فيه أن الجيش اللبناني سقط له غدراً عدد من الشهداء والجرحى الأحد، والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه.
وقال البيان "لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصاً منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون، وكذلك فعل حين استهدف ضباطه وجنوده في طرابلس وعرسال، ولم يرد على محاولات زرع الفتنة إلا بالعمل على حفظ الأمن والاستقرار وسلامة عناصره، تارة بالحوار وتارة أخرى بالرد على النار بالمثل والسعي الدائم لتوقيف المرتكبين".
وأضاف أن ما حصل في صيدا الأحد فاق التوقعات كلها، لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف.
وشدد البيان على أن قيادة الجيش ترفض اللغة المزدوجة، وتلفت إلى أن قيادات صيدا السياسية والروحية ومرجعياتها ونوابها مدعوون اليوم إلى التعبير عن موقفهم علناً وبصراحة تامة، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش اللبناني لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، وإما أن يكونوا إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين.
وأكد البيان أن قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت إليه سياسياً أو عسكرياً، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسياً وإعلامياً".
أرسل تعليقك