طرابلس - فاطمة سعداوي
تعرضت عدة أهداف في مدينة بنغازي الأربعاء 28 مايو/أيار لقصف جوي من قبل طائرات تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. واستهدف القصف الجوي مزارع في منطقة سيدي فرج يعتقد أن فيها مخازن أسلحة ومخابئ لجماعات متطرفة، ومعسكر "17 فبراير"، ومواقع لمجموعة "أنصار الشريعة" في منطقة القوارشة. وسُمعت خلال الليل أصوات المضادات الأرضية ودوي انفجارات. ونقلت وسائل إعلام ليبية عن محمد حجازي، المتحدث باسم قوات حفتر تأكيده قيام طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الليبي بقصف ما وصفها بأنها "أوكار للإرهاب والتطرف في بنغازي."
وأشار شهود عيان ومسؤولون الى أن طائرتين حربيتين ليبيتين قصفتا قواعد لميليشيا إسلامية في بنغازي يوم الأربعاء في إطار حملة أعلنها لواء سابق لتطهير البلاد من المتطرفين.
وقال شاهد ومسؤول في القوات الجوية إن مقاتلتين قصفتا قاعدة للكتيبة 17 فبراير وهي إحدى الجماعات ذات الميول الاسلامية في بنغازي، وكذلك قاعدة لميليشا أنصار الشريعة في غرب المدينة.
وأوضح الحجازي المتحدث باسم حفتر أن "السلاح الجوي يقصف بوابة القوارشة (قاعدة أنصار الشريعة) ومعسكر 17 فبراير ببنغازي."
ولم ترد أي انباء فورية من المستشفيات المحلية عن سقوط قتلى أو مصابين.
وقال شاهد عيان في قاعدة 17 فبراير ان القصف أسفر فقط عن حدوث اضرار مادية ولا توجد أي اصابات.
وذكر مسؤول ليبي رفض الكشف عن هويته أن المليشيات ردت باطلاق المضادات الجوية.
وكان مسلحون قد هاجموا في وقت سابق وحدة الحراسة التابعة لوزارة الداخلية والمكلفة حماية أعضاء الحكومة الليبية المنتهية ولايتها، حسبما أعلن مسؤولون الأربعاء.
وقد دانت الحكومة بشدة في بيان الهجوم على وحدة وزارة الداخلية دون أن تشير إلى وقوع اصابات.
وقالت الحكومة إن الهجوم الذي وقع مساء الثلاثاء في العاصمة طرابلس، نفذه "خارجون عن القانون".
وقال شهود عيان إن مسلحين تابعين لمليشيا إسلامية هم من قاموا بالهجوم على قوة وزارة الداخلية التي تعارض اختيار معيتيق.
وتضاربت أنباء الثلاثاء بشأن قيام مسلحين مجهولين بإطلاق قذائف صاروخية (أر بي جي) على منزل معيتيق، دون أن صيب بأذى في الحادث.
وكان المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا منح الثقة لحكومة أحمد عمر معيتيق، في تصويت اعتبروه منتقدون "غير قانوني" واعتبروا إن هذه الاختيار جاء تحت ضغوط من الاسلاميين.
وتعاني ليبيا من فوضى الميليشيات المسلحة والتي تفوق قدراتها التسليحية قدرات الجيش الوطني الوليد وفشلت الحكومات المتعاقبة في السيطرة عليها واخضاعها السلطة الحكومة المركزية.
وهذه التطورات دفعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى حث المواطنين الأمريكيين الموجودين في ليبيا على مغارتها فورا.
ووصفت الوزارة الوضع الأمني في ليبيا بأنه "غير مستقر ولا يمكن التنبؤ بتطوراته".
وحذرت جماعة "أنصار الشريعة" الإسلامية في بنغازي الولايات المتحدة من أنها ستواجه "أسوأ مما واجهته في الصومال والعراق وأفغانستان إذا تدخلت في ليبيا".
واتهم محمد الزهاوي، قائد ما يعرف بـ"كتيبة أنصار الشريعة في بنغازي"، الحكومة الأمريكية بدعم حفتر.
يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا أصدروا بيانا مشتركا قبل أيام جاء فيه أن ليبيا "تقف عند مفترق طرق".
ودعا البيان إلى انتقال سياسي سلمي في البلاد، محذرا من أن البديل هو الفوضى والتشرذم والإرهاب.
أرسل تعليقك