دمشق - نور خوّام
شنت حركة "أحرار الشام" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، تؤازرها فصائل أخرى متشددة، هجومًا عنيفًا على مناطق الراموسة والعامرية والشيخ سعيد على أطراف حلب في محاولة لقطع طريق حلب الوحيد المؤدي إلى خناصر من نقطة قريبة من المدينة.
ويأتي هجوم "أحرار الشام" بعد يومين فقط على هجوم متزامن بين مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" على طريق خناصر - أثريا ما تسبب قطع الطريق قبل أن تبدأ القوات الحكومية بعملية عكسية لاستعادة السيطرة على شريان حلب الوحيد.
وبهجوم "أحرار الشام" على ذات الطريق فإن ثلاثة فصائل "جهادية" بدأت تتزاحم على قطع الطريق، فيما يبدو أنه جاء بتنسيق بين الفصائل رغم الاختلافات العلنية فيما بينهم، دون ورود أنباء دقيقة عن توقيع اتفاق حقيقي بينها، وفور وقوع الهجوم ردت القوات الحكومية بعملية عكسية تصدت خلالها للهجوم الذي كان يهدف إلى السيطرة على معمل الاسمنت.
ونفى مصدر ميداني كل ما أشيع عن سيطرة المسلحين على معمل الاسمنت، مؤكدا أن القوات الحكومية تمكنت من التصدي للهجوم ويقوم في الوقت الحالي بتأمين المنطقة، وتزامن هجوم الفصائل المتشددة مع انقطاع تام للتيار الكهربائي، ما أعاد إلى الأذهان ذكريات الحصار المريرة التي عاشتها حلب قبل نحو عامين.
وتسعى الفصائل "الجهادية" إلى محاولة وقف عمليات القوات الحكومية في الريفين الشرقي والجنوبي عن طريق فتح جبهات جديدة لتشتيت تركيز الجيش، خصوصا بعد أن قامت دول خليجية بإرسال أسلحة إلى الفصائل المتشددة.
وذكر مصدر معارض أن كميات كبيرة من الأسلحة ذات مصدر قطري وسعودي دخلت عبر تركيا إلى سورية خلال الأيام الخمسة الماضية، يرجح أنها وصلت إلى حساب "حركة أحرار الشام"، التي تحاول قطر وتركيا والسعودية أن تسوقها على أنها معتدلة.
وتواصل القوات الحكومية والقوى المؤازرة العملية العسكرية في منطقة خناصر، والتي توقفت بضع ساعات بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث ضربت المنطقة عاصفة رملية شديدة.
وفي وقت لم يحدد فيه مصدر عسكري موعدا للانتهاء من تأمين طريق حلب - خناصر، إلا أنه أكد أن عملية التأمين ستتم "في وقت قريب"، على حد قوله، ما يفسح المجال لإعادة الحياة إلى مدينة حلب، واستكمال عمليات الشرق والجنوب.
أرسل تعليقك