بغداد-نجلاء الطائي
كشف متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، الجمعة أن الوزارة لم تبلغ بالعملية العسكرية الأميركية الكردية المشتركة التي أنقذت 69 سجينا يحتجزهم تنظيم "داعش" في الحويجة في محافظة كركوك.
وذكر المتحدث العميد تحسين إبراهيم صادق في تصريح لـ"رويترز"، أنهم سمعوا عن العملية من وسائل الإعلام، ولم يكن لديهم علم بها، وأكد أن الذين نفذوها هم قوات "البيشمركة" الكردية والأميركيون، ولم يكن لدى وزارة الدفاع أي فكرة عنها.
وأكد صادق أن مسؤولين في الوزارة يجتمعون مع ممثلين للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد الجمعة لمعرفة المزيد بشأن العملية، وهي أهم غارة ضد تنظيم "داعش" في عدة أشهر.
وأشاد ائتلاف "متحدون" بزعامة أسامة النجيفي الجمعة، بعملية تحرير الرهائن المحتجزين لدى "داعش" في قضاء الحويجة في محافظة كركوك، موجها شكره للقوات الأميركية والبيشمركة على التضحيات التي قدموها خلال العملية.
وأوضح "متحدون" في بيان ورد لـ"العرب اليوم"، انه "يوجه شكره وتقديره للولايات المتحدة الأميركية على ما قدمته من تضحية من أجل إنقاذ عراقيين يواجهون الموت والإعدام المرتقب على أيدي المتطرفين، والشكر والتقدير موجه أيضا للقوة الباسلة من رجال البيشمركة الذين قدموا تضحية جليلة عبر عملية نوعية لإنقاذ الأسرى في سجن داعش في الحويجة".
وأضاف انه "يقدر تضحية أحد الضباط الأميركان الذي دفع حياته ثمنا لإنقاذ مجموعة من البيشمركة حوصروا أثناء العملية".
وأشار الائتلاف في بيانه إلى أن "القوة الأميركية لم تكن مكلفة بالتدخل المباشر، وكان تدخل الضابط مبادرة شخصية هدفها إنقاذ زملاء سلاح من البيشمركة".
وذكر الائتلاف أن "هذه العملية النوعية المشتركة بين الأميركان عبر توفير وتجهيز طائرات الإنزال وبين قوة خاصة من البيشمركة هدفها تنفيذ الواجب وإطلاق سراح الأسرى من جنود الفرقة الثانية عشرة وعدد من مواطني الحويجة تستوجب الشكر والتحية لهدفها الإنساني العميق في إنقاذ أبرياء من موت محقق ، وكسر شوكة التطرف عبر عملية إنزال نوعية ناجحة".
واعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، أن العملية التي شاركت بها قوات أميركية لتحرير رهائن عراقيين في الحويجة في محافظة كركوك أمس تشمل "تعديا" على الحكومة العراقية و"مرفوضة".
وذكر الصدر في معرض رده على سؤال من أحد أتباعه، أن "في هذه العملية تعديا واضحا على الحكومة العراقية واستغلالها"، مضيفا "ولا نقول إن تدخلها غير مقبول بل هو مرفوض وممنوع"، وتابع الصدر بالقول "على الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات لمنع أي تدخل من هذا النوع في المستقبل".
ونددت حركة "عصائب أهل الحق" يوم الجمعة بالعملية المشتركة بين القوات الأميركية والبيشمركة لتحرير رهائن في قضاء الحويجة في محافظة كركوك، معتبرة بان العملية تمثل "خرقا" أميركيا لسيادة العراق.
وذكرت الحركة في بيان، أن "العملية تعد خرقاً للسيادة الوطنية، وسابقة خطيرة، ودليلاً على عدم صدق الإدارة الأميركية في ما تقول من أن دعمها للعراق يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والاستشاري".
وأضافت الحركة أن "التصرف الأميركي يكرس مفهوم التقسيم كونه جرى دون علم الحكومة العراقية، في حين جرى التعامل مع حكومة إقليم كردستان، بالرغم من أن الحويجة تابعة للحكومة المركزية وليست ضمن مناطق الإقليم"، مطالبة بـ"الكشف عن أسماء المحررين وهوياتهم للرأي العام".
ودعت الحركة في بيانها الحكومة العراقية ومجلس النواب إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح من الانتهاكات الأميركية للسيادة العراقية وإجراء التحقيق اللازم لمعرفة ملابسات تلك العملية وأسباب تنفيذها في هذا الوقت بالذات".
وحذرت من أن "المرحلة التي يمر بها العراق هي الأكثر خطورة من كل المراحل السابقة، حيث لا تزال المؤامرات الشريرة تحاك ضد عراقنا الحبيب من قبل قوى التطرف والظلام".
وبيّنت أن "على الجميع أن يعلم أن ما قامت به القوات الأميركية في الحويجة ما هي إلا مؤامرة جديدة ومحاولة يائسة لمصادرة جهود أبناءكم في فصائل المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي المقاوم، والإيحاء للرأي العام أن ما يسمى بالتحالف الدولي جاد في القضاء على التنظيمات المتطرفة".
أرسل تعليقك