قصيدة  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ
آخر تحديث GMT19:55:02
 العرب اليوم -

قصيدة " أنَا خَطَأُ النُحَاةِ "

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصيدة " أنَا خَطَأُ النُحَاةِ "

الشاعر أحمد الشهاوي
الشاعر أحمد الشهاوي

أنَا خطأ النُحَاةِ
ليسَ دمِي صدَقةً جارِيةً
ولا أشْبِهُ أبَا الهَوْلِ فِي الصَّمْتِ
. قد يكُونُ مثِيلِي فِي الشهَادةِ والكِتمَان
لم آكلْ من لُحُوم البشَر
ولم تكُنْ أصابعي العشْرَةُ يومًا منَ البارُود
وليس فمِي قبْرًا يستقبلُ الغُربَاءَ
 . حين يُسْرِفُونَ في شرَابِ الأمَل
لا أبوابَ لِي أو نوافذَ
وإنْ كانَ فهِيَ عميْاءُ لا ترَى
أرْفَعُ سمَاءيْنِ على رأسِي
. وأُعْطِي الحوائطَ وجْهِي
يَصْعدُ النَّهْرُ لِي في الصَّباحِ بأسْمَاكِهِ
وأنْزِلهُ كُلَّما حنَّ شيْخِي إلى المَاء
أنا الأصْمَتُ بين النَّاسِ والأجَنُّ
. وفي رِوايةٍ : أنَا آلةُ الجُنُونِ حينَ أُشْرِقُ
لم تَمُر السُنُونُ منْ بينِ الأصَابِع
بل خمَشَتْها الأظَافرُ
أعادتْها إلَى الصِّفْرِ
مَا مِنْ لُعبةٍ كسَبْتُها
حتَّى صِرْتُ ابنًا للخَسَائِرِ
ورُحْتُ فِي المتَاهَةِ
لمْ أبرَأ منَ اللَّعبِ
ولم تضَعْ لِي من أُحِبُّ حِجَابًا
لأدخلَ النشِيدَ واحِدًا
. وسائرًا في الحُلم
أعطَيْتُ كُلَّ شَيءٍ
ولمْ آخُذْ حتَّى مِنَ الظلِّ أسمَاءَهُ
أثِمْتُ كَمَا إلهٍ مِنْ بُرونْزٍ حِينَ يصْدَأُ في العَرَاء
ولم يغْفِرِ المَارُّونَ لِي تبدُّلَ اللَّوْنِ
ولا سِحْنتِي الكالحةِ من فرْطِ بصمَاتِهِم فِي الوُجُوه
خَلا من الهَمَزَاتِ والنقاطِ
كعنْكبُوتٍ بلا أرجُلٍ
يبْحَثُ عن عَكَاكِيزَ فوقَ حائِطٍ عَارٍ
الكِتَابُ مُمْتلىءٌ بالدُّمُوع
والكَلامُ الذي لا يرَاهُ سِواي
أنا خَطَأُ النُحَاةِ
 . والرسْمُ الفرِيدُ لطَائرٍ مُنْتَشٍ ذِي مِزَاجٍ منْ عِنَبْ
أنا أحمدُ الشَّهاويُّ الذي رَتَّبَ الأبد
كيْ لا تكُونَ هُنَاك فوائدُ
منْ مصَائبَ قوْمٍ يغزِلُون العنكبُوتَ
لا عيْنَ لي في المرَايَا
إذْ لا حوائطَ في الفرَاغِ
واللانهاياتُ بلا جسَدٍ باذِخٍ
كأنَّ شيْطانًا يرْقدُ في المُتُونِ
يمْلَا الدَّوَاةَ دمًا فاسدًا
ويكتبُ عنِّي ما لمْ أقُل :
البابٌ مَغلُوقٌ
ولا منْ طريقٍ تُشِيرُ إلى جِهةٍ فِي اليسَارِ
حيثُ تركتُ قلبي يسِيرُ طَوالَ الليلِ وحْدَهْ
بلا بوْصَلةٍ أو دَلِيلْ .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصيدة  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ قصيدة  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ



GMT 09:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 09:10 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 14:20 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

وهم التفوق

GMT 12:47 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 07:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 09:57 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 06:48 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab