تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا
آخر تحديث GMT20:21:34
 العرب اليوم -

تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية "ولا تمش في الأرض مرحا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية "ولا تمش في الأرض مرحا"

الأزهر الشريف
القاهرة - العرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوي بالأزهر الشريف، معنى التواضع، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" {الإسراء: آية 37}.

الكبر: هو بطر الحقّ وغمط النّاس، وبطرُ الحقّ: إنكارهُ، وغمط النّاس: احتقارهم، والنّبي –صلى الله عليه وسلم – يقول :"لا يدخُلُ الجّنّةَ مَنْ كَانَ في قلبِهِ مثقَالُ ذَرّةٍ مِنْ كِبْرٍ"، وعكس الكبر التّواضع، والتّواضع من أهم أخلاق السّائرين إلى الله، وخصلة لا بدّ للعبد أن يتعاهد نفسه حتى يحققها، إن التواضعَ أدبٌ مع الله، وأدبٌ مع الناس، أدبٌ مع الله بعدم منازعته في أوصافه، ففي الحديث القدسيّ، يقول الله – عزّ وجل -:"الكِبريَاءُ رِدَائِي، والعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَن نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا، ألقَيْتُهُ فِي جَهَنّم" وأدب مع الله تعالى كذلك بلزوم وصف العبوديّة، وأدبٌ مع النّاس بإعلاء قيمة الأّخوة الإنسانيّة، وأخوة الدين، إنّ المجتمعات التي يتخلّق أفرادها بالتّواضع، تنفض عنها أمراض الطّبقية والعنصريّة، والآفات التي يجلبها العجبُ والخيلاء، إن من نظر في حقيقة نفسه بعين البصيرة والهدى تواضع لا محالة، ورسول الله هو الأسوة الحسنة، قد حثّ على التّواضع قولاً، فقال في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه:"إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ" وفعلا، فقد أتى رجلٌ إلى النبي – صلّى الله عليه وسلم – فكلّمه، فجعلت فرائصه ترعد، فقال له النبي - عليه السلام-: "هوّن عليك، إنما أنا ابن امرأةٍ من قريش، كانت تأكلُ القديد"، وكانت الجارية تأخذ بيده ، فتذهب به في المدينة حيث شاءت، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلبُ الشاة لأهلهِ، ويأكل مع الخادم، ويمشي مع الأرملة، ويحبّ المساكين، ويبدأ من لقيه السّلام، ويجيب من دعاه، وَمما يستعان به على التواضع، أن يدفع العبد خاطر السوء الّذي قد يجعله يرى لنفسه على أحدٍ من عباد الله مزيةً بأن يقول: لعله عند الله أوفر منّى حظًا، وأكرم منّي مكانة، ولعل في قلبه من التقوى ما لم أبلغه، وليستغفر له، ويجاهد هذا الخاطر ما استطاع، والتواضع الحقيقي هو الناشئ عن شهود عظمة الله تعالى، كما يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري، وعنه – رحمه الله –"ليسَ المتواضع الّذي إذا تواضع رأى أنّه فوقَ ما صنع، بل المتواضع الّذي إذا تواضع رأى أنّه دونَ ما صنع" ومن ثمرات التواضع طهر القلب، وتفرغه لما وكِل إليه من العبادات، وسلامته من الغلّ والغش للمسلمين، ومن ثمرته أيضا الرّفعة التي أخبر عناه النّبي –صلى الله عليه وسلم – في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه:"مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لله، إلاّ رَفَعَهُ الله".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab