تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية "ولا تمش في الأرض مرحا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية "ولا تمش في الأرض مرحا"

الأزهر الشريف
القاهرة - العرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوي بالأزهر الشريف، معنى التواضع، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" {الإسراء: آية 37}.

الكبر: هو بطر الحقّ وغمط النّاس، وبطرُ الحقّ: إنكارهُ، وغمط النّاس: احتقارهم، والنّبي –صلى الله عليه وسلم – يقول :"لا يدخُلُ الجّنّةَ مَنْ كَانَ في قلبِهِ مثقَالُ ذَرّةٍ مِنْ كِبْرٍ"، وعكس الكبر التّواضع، والتّواضع من أهم أخلاق السّائرين إلى الله، وخصلة لا بدّ للعبد أن يتعاهد نفسه حتى يحققها، إن التواضعَ أدبٌ مع الله، وأدبٌ مع الناس، أدبٌ مع الله بعدم منازعته في أوصافه، ففي الحديث القدسيّ، يقول الله – عزّ وجل -:"الكِبريَاءُ رِدَائِي، والعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَن نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا، ألقَيْتُهُ فِي جَهَنّم" وأدب مع الله تعالى كذلك بلزوم وصف العبوديّة، وأدبٌ مع النّاس بإعلاء قيمة الأّخوة الإنسانيّة، وأخوة الدين، إنّ المجتمعات التي يتخلّق أفرادها بالتّواضع، تنفض عنها أمراض الطّبقية والعنصريّة، والآفات التي يجلبها العجبُ والخيلاء، إن من نظر في حقيقة نفسه بعين البصيرة والهدى تواضع لا محالة، ورسول الله هو الأسوة الحسنة، قد حثّ على التّواضع قولاً، فقال في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه:"إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ" وفعلا، فقد أتى رجلٌ إلى النبي – صلّى الله عليه وسلم – فكلّمه، فجعلت فرائصه ترعد، فقال له النبي - عليه السلام-: "هوّن عليك، إنما أنا ابن امرأةٍ من قريش، كانت تأكلُ القديد"، وكانت الجارية تأخذ بيده ، فتذهب به في المدينة حيث شاءت، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلبُ الشاة لأهلهِ، ويأكل مع الخادم، ويمشي مع الأرملة، ويحبّ المساكين، ويبدأ من لقيه السّلام، ويجيب من دعاه، وَمما يستعان به على التواضع، أن يدفع العبد خاطر السوء الّذي قد يجعله يرى لنفسه على أحدٍ من عباد الله مزيةً بأن يقول: لعله عند الله أوفر منّى حظًا، وأكرم منّي مكانة، ولعل في قلبه من التقوى ما لم أبلغه، وليستغفر له، ويجاهد هذا الخاطر ما استطاع، والتواضع الحقيقي هو الناشئ عن شهود عظمة الله تعالى، كما يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري، وعنه – رحمه الله –"ليسَ المتواضع الّذي إذا تواضع رأى أنّه فوقَ ما صنع، بل المتواضع الّذي إذا تواضع رأى أنّه دونَ ما صنع" ومن ثمرات التواضع طهر القلب، وتفرغه لما وكِل إليه من العبادات، وسلامته من الغلّ والغش للمسلمين، ومن ثمرته أيضا الرّفعة التي أخبر عناه النّبي –صلى الله عليه وسلم – في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه:"مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لله، إلاّ رَفَعَهُ الله".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا تعرف علي معني التواضع في تفسير الآية القرآنية ولا تمش في الأرض مرحا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab