علماء مركز الأزهر الشريف للفتوى يتناولون معنى نقد الذات
آخر تحديث GMT19:45:39
 العرب اليوم -

علماء مركز الأزهر الشريف للفتوى يتناولون معنى "نقد الذات"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - علماء مركز الأزهر الشريف للفتوى يتناولون معنى "نقد الذات"

الأزهر الشريف
القاهره - العرب اليوم

تناول علماء مركز الأزهر الشريف للفتوى، معنى نقد الذات، من خلال تفسير ميسر لقول الحق سبحانه "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" {آل عمران: 165}.

وعادة الخلقِ تبرئة ساحتهم من الضلوع فيما لحقهم من محنٍ أو خسارةٍ وما يتبعهما، والفكاك من ذلك بالرّجوع بالخطأ على الآخرين مرة، وعلى الأسباب، وما دهمتهم به الظّروف مرة أخرى، ونحن لا ننكر أنه قد يكون لجملة ذلك مدخل فيما أصابهم، إلاّ أنه حقيقٌ بالعاقل أن يعطي لكلّ سببٍ وزنه، ويفيد ممّا أصابه في التّدارك، ومراجعة النّفس، ووضع اليد على جوانب القصور عنده، ومن أين أٌخذ، حتّى لا يقع في الخطأ ذاته مرةً تلو الأخرى، ثمّ هو مكبٌّ في ذلك على وجهه.

وفي هذه الآية يصارح الله أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم - أنّ ما نالهم يوم أحدٍ، إنّما نالهم من جهتهم، بتركهم الموضع الّذي أشار عليهم النّبي – صلى الله عليه وسلّم – بملازمته وعدم مغادرته، حرصًا على الغنيمة، يقول الله لهم: هذا الّذي أصابكم لا من عند غيركم، بل من عند أنفسكم، إن القرآن الكريم هنا يعطي درسًا في النّقد الذاتي، وذلك بالرّجوع بالتّهمة على النّفس، وعدم الرّكون إلى راحة إلقاء اللائمة على الآخرين، إنّ فردًا وقف من نفسه موقف النّاقد لهو حريٌّ أن يقوّم عوجها، ويردّها من غيّها وهو حريٌّ كذلك بأن يكون أهلا للمسؤوليّة، إن من يقلب صفحات التّاريخ ليعجب من تلك الأحداث الجسام المتطابقة، والأهوال العظام التي تتكرّر بحذافيرها، حتّى جرت ألسنة المؤرخين بقولهم: "التّاريخُ يعيد نفسه".

وإنّ واحدًا من الأسباب المحوريّة التي تكسب هذه العبارة صدقها وتحققها، هو أنّ التاريخ يحدثنا عن أولئك الّذين آثروا راحات البال والأنفس، على أن يعترفوا بخطئهم، وأولئك الّذين أصابتهم لوثة الافتتان بما بلغوا من جاهٍ فعزّ عليهم أنّ يمرغوه بمراجعةٍ أو تدارك، وسورة القيامة توقفنا على حقيقةٍ نافذة، لا يجدُ المرء – وإن كابرَ- بدًا من الإذعان لها وهي: "بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ*وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ" {القيامة:14،15} يقول المفسرون: له من نفسه وبها معرفةٌ تامّة.

وممّا يجدرُ التنبيه عليه في هذا المقامِ، أنّ الفرق شاسعٌ بين نقد الذاتِ، وجلدِ الذات، فالجلدُ لا يعرف أبعد من حدود الاستمرار في الاعتراف بالخطأِ، ثمّ هو موهنٍ ومثبّطٌ ومقعدٌ، أمّا النقد فهو مدعاةٌ إلى السعي في الكمالات، والتّرقي في مدارجِ الفلاح والرشد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء مركز الأزهر الشريف للفتوى يتناولون معنى نقد الذات علماء مركز الأزهر الشريف للفتوى يتناولون معنى نقد الذات



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab