واشنطن ـ العرب اليوم
في الشهر الماضي، نشر العلماء الذين يعملون ببيانات من «تروبومي»، أداة المراقبة على متن القمر الصناعي «سنتينيل - 5» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، بعض النتائج المذهلة، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية. وقد ذكر الفريق في مجلة العلوم أنه اكتشف نحو 1800 حالة إطلاق ضخمة من الميثان (أكثر من 25 طناً في الساعة) في الغلاف الجوي بين عامي 2019 و2020. وأضاف الفريق أن ثلثي الانبعاثات كانت من منشآت النفط والغاز، مع تركز التسريبات على أكبر أحواض النفط والغاز في العالم، فضلاً عن خطوط أنابيب النقل الرئيسية.
وتقول لينا هوغلوند - إيزاكسون، باحثة الميثان في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية، إن «تروبومي»، الذي أطلق عام 2017، كان خطوة هائلة إلى الأمام بالنسبة للعلماء الذين يجرون أبحاثاً على الميثان، كونها الأداة الأولى في الفضاء التي يمكنها رؤية أعمدة انبعاثات الميثان مباشرة. على سبيل المثال، تمكنت الأداة من اكتشاف تسربات ضخمة من الميثان في تركمانستان لم يكن الباحثون على علم بها من قبل، كما تقول.
لكن هذه الانبعاثات ليست سوى غيض من فيض الميثان. ويقول ريلي دورين، المدير التنفيذي لشركة «كربون مابر» والباحث بجامعة آريزونا، والمشارك في الورقة البحثية، «يمكن للكوكبة الحالية من السواتل في مدار حول الكوكب اليوم رؤية نحو 10 في المائة من انبعاثات الميثان من النفط والغاز على الكوكب. ونسبة 90 في المائة الباقية من انبعاثات غاز الميثان والنفط هي دون حد مقدرة السواتل على الكشف، ولكنها لن تبقى دون اكتشاف لفترة طويلة».
وإن الكشف بشكل أفضل عن الأماكن التي يأتي منها الميثان أصبح يشكل ضرورة عالمية. وكشف تحليل صدر الشهر الماضي عن وكالة الطاقة الدولية، أن انبعاثات الميثان من النفط والغاز والفحم تزيد بنسبة 70 في المائة عما تنشره الحكومات رسمياً. إذا كان العالم يهدف لتحقيق تخفيضات كبيرة من هذا الغاز، فإنه يحتاج إلى معرفة من أين ينبعث.
وفي السنوات القليلة المقبلة، من المقرر إطلاق عدة سواتل جديدة ذات إمكانات اكتشاف أعلى كثيرا، بما في ذلك الساتل «ميثان سات»، الذي من المقرر أن يطلقه صندوق الدفاع البيئي غير الربحي في الولايات المتحدة أوائل عام 2023، وأول قمرين صناعيين من شركة «كربون مابر» أواخر عام 2023، وتخطط الشركة الأخيرة لتكوين «كوكبة» كاملة من السواتل في المدار بحلول عام 2025.
قد يهمك ايضا
ناسا تمنح عشاق الفلك فرصة لإرسال أسمائهم إلى الفضاء في رحلة "أرتميس 1"
ناسا تستعين بـ"سبيس إكس" لإرسال ثلاث بعثات أخرى لمحطة الفضاء الدولية
أرسل تعليقك