الأيام الأولى بعد الولادة من الأيام الفارقة في حياة أي امرأة بالأخص إن كانت أم لأول مرة! فوقتها لا تستطعين توقع ما يمكن أن يحدث بعد الولادة وتجدين تغيرات كثيرة تحدث سواء جسمانية، نفسية، أو في روتين الحياة بوجود طفلك الصغير في حياتك. ووسط كل هذه التغييرات تجدي محور اهتمامك بالكامل على طفلك دون أن تعطي لنفسك الاهتمام الكافي. لذا أنت بحاجة إلى معرفة نصائح هامة حول كيفية العناية بنفسك بعد الولادة لأن جزء كبير من اهتمامك بمولودك الصغير يعتمد على اهتمامك أولا بنفسك لتكوني في حالة صحية ونفسية تسمح لك بهذا. تابعي في السطور التالية أهم النصائح عن كيفية الاعتناء بنفسك بعد الولادة لتتمكني من العودة سريعا إلى طبيعتك والاهتمام بطفلك بأقصى درجة.
النوم وقت نوم طفلك
بالتأكيد سمعت من قبل هذه النصيحة وأنت لا تعلمين أهمية تطبيقها في الحقيقة! فبعد الولادة يكون جسمك مرهقا وبحاجة إلى كل لحظة راحة ممكنة، ولكن هذا بالطبع صعب لأن طفلك سيحتاج الرضاعة مرة كل ساعتين تقريبا. هذا يعني أنك لن تستطيعي النوم طوال الليل في الشهور الأولى بعد الولادة، لهذا تحتاجين تعويض هذا بالنوم عندما يكون طفلك نائما وليس بحاجة للرضاعة أو تغيير الحفاض.
النوم بالقرب من طفلك
تفضل بعض الأمهات الجدد وضع سرير مولودها في غرفة نومها، في حين أن أخريات يفضلن أن يكون للطفل غرفته الخاصة التي بها سريره الصغير. في الحقيقة أيا كان المكان الذي تريدين وضع سرير طفلك فيه، ننصحك بأن تنامي في نفس الغرفة التي ينام فيها مولودك. هذا لأنك تحتاجين القيام بالعديد من الأشياء وأنت متعبة أو مرهقة بالأخص وقت الرضاعة ليلا فمن الأسهل أن يكون طفلك بجوارك لترضعيه ثم تكملا نومكما.
عدم الالتزام بأي مهام سوى طفلك
في الفترة الأولى بعد الولادة حاولي قدر المستطاع التفرغ تماما عن أي مهام قد تشغلك عن رضيعك. فسواء كان هناك التزامات في العمل، أعمال منزلية، أو أي شيء آخر حاولي إسنادها لشخص آخر لأنك ستحتاجين أن يكون تركيزك الكامل على طفلك وعلى نفسك فقط. هذا يأخذنا للنقطة التالية التي ستساعدك على تحقيق هذا الأمر.
الاستعانة بمساعدة المقربين إليك
لا تترددي في طلب مساعدة أفراد عائلتك المقربين مثل زوجك، والدتك، شقيقتك وأقرب أصدقائك. هذا هو أكثر وقت ستحتاجين فيه إلى مساعدة حقا ولا داع أن تكوني خجولة من السؤال أو التحدث برغبتك في المساعدة. حتى إن تطلب الأمر، يمكنك الاستعانة بشخص مختص مقابل مبلغ مادي للاهتمام بنظافة المنزل أو ما إلى ذلك من مهام منزلية.
تناولي وجبات متكاملة
لا يمكنني التأكيد كفاية على أهمية تناولك للطعام بانتظام والحرص على تناول وجبات متكاملة. الاهتمام بطفلك بعد الولادة يحتاج مجهود وطاقة ولن تحصلي عليهما سوى بتناول وجباتك. احرصي على اختيار أطعمة غنية بالبروتين، فيتامين سي، الألبان، والحديد لأنها تساعدك على استعادة صحتك بعد الولادة كما أنها هامة لإنتاج لبن جيد عند الرضاعة الطبيعية. أعلم أنك تريدين استعادة رشاقتك ولكن تأكدي أن الشهور الأولى بعد الولادة ليست ملائمة لعمل رجيم على الإطلاق!
مارسي قليل من الرياضة يوميا
إن أردت استعادة لياقتك وصحتك بشكل صحي بعد الولادة احرصي على ممارسة قليل من الرياضة يوميا. لا أعني بالرياضة تمارين قاسية ولكن يكفي المشي لمدة نصف ساعة في الخارج أو حتى حول المنزل. تذكري أن المبالغة في أي شيء سيأتي عليك بنتيجة عكسية، فالجلوس في الفراش طوال اليوم أو عمل تمارين رياضية زائدة كلاهما يسببان ضرر لك.
تحدثي مع أمهات جدد دائما
إن كنت تعرفين أمهات جدد أو تعرفت على مجموعة من الأمهات اللاتي بدأن مشوار الأمومة مثلك، تحدثي معهم باستمرار. ليس فقط للاطمئنان عليهم ولكن من الجيد أن تؤكدي لنفسك أن هذه الفترة يمر بها الجميع وأن التغيرات التي تحدث معك أيضا تحدث مع الجميع. هذا الأمر يعطيك راحة نفسية بعض الشيء وإحساس بالمشاركة والتواصل مع باقي الأمهات الجدد.
تعرفي على أعراض اكتئاب بعد الولادة
قد تعاني بعض النساء من اكتئاب بعد الولادة، حيث أن تغير الهرمونات السريع والجذري الذي يحدث بعد الولادة يؤدي إلى الشعور بتغيرات مزاجية شديدة والتي بدورها قد تصل مع بضع النساء إلى حد الاكتئاب. عليك أن تعرفي ما هي أعراض اكتئاب بعد الولادة وتفهميها جيدا لاكتشافه إن حدث معك لسببين. أولهما، معرفة أن هذا اكتئاب بسبب التغيرات الهرمونية يساعدك على تقبل الأمر ومعرفة أنها فترة وستزول سريعا إن اعطيت نفسك الاهتمام اللازم. والسبب الثاني هو الذهاب مبكرا للطبيب المختص حتى تتحسن حالتك النفسية وعدم تفاقم الاكتئاب دون معرفتك أن ما تشعرين به يحتاج منك الذهاب إلى طبيب.
اجعلي توقعاتك واقعية!
نعرف أنك تريدين أن تفعلي كل شيء لطفلك على أكمل وجه ولكن الحياة في الواقع ليست مثالية، فعليك تقبل هذه الفكرة وأن ترضي بعمل كل ما تستطيعين حتى وإن لم يكن الشيء المثالي. لا يوجد من يستطيع فعل كل شيء في كل وقت بأفضل طريقة، وأنت انسانة تفعل ما تستطيع من أجل طفلها وهذا يكفي. أنت أما رائعة!
أرسل تعليقك