آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل
آخر تحديث GMT06:20:09
 العرب اليوم -

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل
القاهرة - العرب اليوم

منذ عدة عقود والباحثون يعلمون أن الأطفال الذين ينشأون في أجواء منزلية تعصف بها المشاكل، خاصة تلك التي بين الوالدين، سيعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية وتعليمية واجتماعية. 

وكان تعليل ظهور الاضطرابات في الجانب التعليمي غامضًا إلى حد كبير، مما حدا بكثير من الباحثين إلى إجراء دراسات لمعرفة السبب، يرى الباحثون أن الشجار بين الزوجين أمام الطفل أو المراهق يؤثرسلبًا على الأمان العاطفي لديه مما يجعل من الصعب عليه التفاعل مع العالم الخارجي من حوله، كما ويعطي انطباعا سلبيًا عن مشاكل ذويهم ونظرتهم إلى الزواج برمته.

* نوم الطفل واضطرابه:

وعرض الباحثون من جامعة إيبيرن في ألباما بالولايات المتحدة نتائج ملاحظة قياس مقدار ووتيرة الخلافات بين الزوجين وعلاقتها بنوم الطفل، وذلك بناء على ما يخبر به كل من الزوجين والطفل كذلك. 

وشملت الدراسة متابعة تأثير الخلافات الزوجية على نوم 55 طفلا ممن تتراوح أعمارهم ما بين ثماني إلى تسع سنوات، وقد جد الباحثون أن الطفل من المنزل الذي درجة المشاكل الزوجية فيه عالية، عادة ما يذهب إلى سريره للنوم في وقت شبيه بالطفل من المنزل ذو درجة متدنية من تلك المشاكل، أي أن وقت النوم لا فرق فيه بين الأطفال من كلا المنزلين، ولا تأثير للمشاكل الزوجية عليه، وخصوصًا أنه لا يجعل الطفل يذهب مبكرًا للنوم خوفًا مما يجري في المنزل أو ليتخلص من الإزعاج أو الضرر الذي قد يلحق به أو غير ذلك. 

لكن الملاحظ أن الطفل الذي يعاني من منزل مشحون بالخلافات ينام وقتًا أقصر أو ربما لا ينام بالليل مقارنة بغيره، ويتحرك ويتقلب كثيرًا على السرير، كما أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى أن يناموا بالنهار سواء في المدرسة أو المنزل.

الخلافات الزوجية فيها هي ضمن الطبيعي فإن تأثير غضب أحد الوالدين أو شجارهما من السهل أن
يؤدي إلى اضطرابات في نوم الطفل، وهذا الأمر مهم بدرجة بالغة لأن النقص المتوسط في مدة نوم الطفل سيؤثر سلبًا على تعليم الطفل ويضعف همته ويزيد من توتره ويقلص من قدرات التحكم في العواطف لديه، وأضافت أن هذه النتائج تفرض على الزوجين التعامل مع الخلافات بينهما ومساعدة الأطفال على تفهم دواعيها.

والمتأمل فيما تقدم من الدراسة يلحظ ثلاثة أمور على الوالدين أن يأخذوها في الاعتبار، الأول هو تأثر مدة ونوعية نوم الطفل وليس وقت الذهاب إليه، فاعتقاد الوالدين بأن الطفل لم يتأثر نومه نتيجة الشجار العائلي بمجرد ذهابه إلى السرير في الوقت المعتاد لا يعني شيئًا وليس صحيحًا. 

الثاني أن ما يراه الطفل، وليس الوالدين من درجة الخلاف هو الأمر المهم، وهنا يأتي علو درجة فهم الوالدين لنفسية وعقلية الطفل، فالأم أو الأب عليهم أن يمتلكوا قدرة النظر إلى الأمور بنفس الطريقة التي ينظر إليها الطفل وذلك إن أرادوا أن يُحسنوا، تربيته ويلبوا احتياجاته بشكل صحي وسليم.

والثالث هو تأثير اضطرابات النوم السلبي على تحصيل الطفل التعليمي، الأمر الذي يجب أن يهذب من سلوك الوالدين أمام أبنائهم خاصة عند حصول حالات إخفاق دراسي لدى الطفل، فمن السذاجة بمكان أن يعاقب أحد الوالدين، الطفل على تأخير في التحصيل العلمي للطفل بدلًا من مراجعة الوالدين لسلوكهم داخل المنزل كسبب محتمل لما حصل لتعليم وتحصيل الطفل.

* الأمان العاطفي:

من جهتهم يرى الباحثون أن الكيفية التي تعامل بها الآباء والأمهات مع الخلافات الزوجية، لها دور مهم في تدهور شعور الطفل بالأمان والتأثيرات المستقبلية على عواطفه.

كما أن الأمان العاطفي للطفل هو الجسر الذي يربط بين الطفل والعالم من حوله، والاستقرار الأسري هو صمام الأمان العاطفي، فكلما كانت العلاقة الزوجية قوية كانت قدرات الطفل على اكتشاف العالم الخارجي وعلاقاته مع الآخرين فيه أقوى. 

والمشاكل الأسرية تدمر هذا الجسر مع العالم، الأمر الذي يجعل من الصعب على الطفل اقتحام العالم من حوله أو التفاعل مع ما يجري فيه.

هذا وإن الشجار بين الزوجين أمام الطفل أوحتى إهمال أحدهما للآخر، يترك أثرًا من الأفكار السلبية عن الزواج والوالدين لدى الطفل ويستمر هذا لديه لمدة طويلة. 

ويقول الدكتور، باتريك ديفس، أحد الباحثين: إن حضور الطفل ومشاهدته للشجار المحطم بين الأزواج؛ ينتج عنه عدم استقرار نفسي لدى الطفل، ومعاناة من أفكار سلبية في مواجهة مثل هذه المشاحنات الأسرية تستمر لديه لمدة طويلة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل



GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 21:06 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

الإجهاض في الشهر الثاني بين الأسباب والوقاية

GMT 21:37 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

عادات تفسد الزواج السعيد وتسبب في الانفصال الدائم

GMT 20:01 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

الإجهاض في الشهر الثاني بين الأسباب والوقاية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab