القاهرة - العرب اليوم
تكون مواهب كثير من الأطفال أحيانا ظاهرة للعالم ولكل من حولهم، وفى الوقت نفسه قد يكون هناك أطفال آخرون لديهم مواهب كامنة تظهر فى أشكال مختلفة غير واضحة مثل كلامهم الكثير، أو كونهم يحلمون أحلام يقظة مستمرة أو يمتلكون طاقة عالية أو قد تكون حتى إساءة تصرفهم تعبيرا عن موهبة ما كامنة داخلهم. وفى كثير من الأحيان كان الأطفال يتم التفريق بينهم على أساس أنهم أذكياء أو أغبياء فى المدرسة، وكان هذا التقييم نابعا من أداء الطفل فى الامتحانات ومدى صحة إجاباته وأدائه أيضا فى المسائل الحسابية، وهذا الأمر عادة ما يكون سببا فى تقييم الطفل على أنه غبى، وخاصة أنه يكون لديه طرق مختلفة للحل والفهم والتعامل مع المشكلة أو المسائل الدراسية المتنوعة. ولكن فى الحقيقة يجب على الأم ألا تقيِّم طفلهاعلى أساس أنه ذكى أو غبى، ولكن مهاراته تعكس شخصيته المتفردة التى لها طابعها الخاص. ويجب أن تكون مهمة الأم هى التعرف على مهارات طفلها ومواهبه ومساعدته على تنميتها والبناء عليها ومساعدته على الشعور بالراحة.
حاولى ألا تقيدى طفلكِ فى حدود ما هو مريح ومتعارف عليه بالنسبة لكِ فيما يخص المواهب والهوايات، فعلى سبيل المثال قد تكونين قد كبرتِ وأنتِ تمارسين الرياضة وبالتالى فإنكِ ستشجعين طفلكِ على ممارسة الرياضة، ولكن هذا الأمر لا يعنى أن الرياضة هى الأمر الذى يفضله الطفل أو يتفوق فيه. يجب أن تحاولى أن تبحثى لطفلكِ عن مجموعة نشاطات متنوعة مع الوضع فى الاعتبار أنكِ أنتِ وطفلكِ يجب أن تكونا منفتحين على العديد من الخيارات. يجب أن تستمعى جيدا لكل ما يقوله طفلكِ عن الأشياء التى تجذبه أو الهوايات التى يفضلها، وتأكدى أن الطفل سيتحدث دائما عما يفضله وما يكرهه، ولذلك فحتى لو كان الأمر لا يعنيكِ فيجب أن تستمعى إليه. وعلى سبيل المثال، فقد يكون الطفل لا يحب الرياضة أو الموسيقى ولكن هذا الأمر قد يعنى أنكِ حصلتِ على معلومات مهمة عن طفلكِ.
إن طفلكِ الذى يتحدث كثيرا قد يكون لديه مخزون لغوى كبير ويحب رواية القصص ولكن قد تكون فى نفس الوقت لديه بعض الأخطاء اللغوية وبعض الأخطاء فى النطق، وقد يكون طفلكِ أيضا يتحدث سريعا ويحب دائما أن تكون كلمته هى الكلمة الأخيرة، مع الوضع فى الاعتبار أن كل تلك الأمور السابق ذكرها قد تعنى أن طفلكِ موهوب وسيتفوق فى العديد من مجالات الحياة. وفى تلك الحالة عليكِ أن تشجعى طفلكِ وتنمى مهاراته بأن تطلبى منه مثلا أن يحكى لكِ عن القصص التى يقرأها، ويمكنكِ أن تسجلى أفكاره وتطلبى منه أن يساعدكِ فى كتابة خطابات لأفراد العائلة إذا احتجتِ لهذا الأمر ويجب أن تشجعى طفلكِ أيضا أن يكون مستمعا جيدا. ويمكنكِ أن تقومى بزيارة المكتب واختيار قصص وكتب وروايات لطفلكِ تتحدى مواهبه ومهاراته وكونى حريصة على التناقش مع طفلكِ والاستماع لآرائه جيدا.
أرسل تعليقك