القاهرة - العرب اليوم
باتت الحياة الزوجية باهتة، وشاحبة خالية من المودة والتآلف والرحمة، اللبنات الأساسية في تكوينها، حيث أصبح الأزواج والزوجات اليوم أقرب للإنفصال، بدلا من المواجهة والتطرق للأسباب التي أصابت أساس حياتهم وساهمت في سرعة إنهيار الأسرة، حتى يتم دراستها جيدا في محاولة لإنقاذ الحياة الزوجية والأسرية.
فما أحوج الأسر اليوم إلى التقارب، والتآلف مرة أخرى تحت مظلة المودة والإحترام، فقد زادت حالات الطلاق في الأونة الأخيرة في أغلب البلدان، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، بلغ إجمالي عدد حالات الطلاق في دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 12 ألفا و279 حالة خلال ثلاث سنوات، إذ ارتفعت حالات الطلاق التي تم تسجيلها في 2013 على مستوى الدولة إلى 4233 حالة مقارنة بـ3901 حالة في 2012، و4145 حالة في 2011، حسب تقرير للمركز الوطني للإحصاء، أشار إلى أن عدد حالات الطلاق بين مواطنين ومواطنات في 2013 بلغ 1749 حالة، في حين بلغ في 2012 نحو 1704 حالات، مقابل 1849 حالة في 2011، أي ما يعادل 5302 حالة خلال السنوات الثلاث.
ولكن ما السبب وراء إزدياد حالات الطلاق؟
أرجع المتخصصون والباحثون في مجال الأسرة زيادة نسبة الطلاق إلى مواقع التواصل الإجتماعي، حيث ظهرت معها العديد من السلوكيات المدمرة للأسرة، فقد تفشت ظاهرة الخيانة الزوجية بسبب التقدم التكنولوجي السريع، والإنترنت، فاليوم لا يوجد منزل إلا ويتوافر به إنترنت، متاح في أي وقت.
وما يدمي القلوب أننا دائما ما نتمسك بسلبيات أي تقدم، ولا ننظر للإيجابيات، فقد أهملت إيجابياته، وتم إستخدامه كأداة تدمير للأسر، بسبب الخيانة الزوجية التي وجدت بيئة خصبة لحدوثها، وإنتهاك حياة الزوجين والأسرة بشكل سيء للغاية.
وقد ساعد على ذلك عدة عوامل منها
•إنشغال كل من الزوج والزوج بهاتفه النقال المتصل بالإنترنت طوال الـ 24 ساعة، وبالتالي غياب الحديث والنقاش بين الزوجين، فأصبح الإنترنت الصديق الأولى بالصحبة لكل منهما.
•إهمال الزوج لزوجته، بسبب تعرفه على إحدى الفتيات من خلال الإنترنت، والوقوع في أوهامه عميقة الأثر، والسقوط في بئر الخيانة الزوجية.
•قد تخضع الزوجة في ظل إهمال زوجها لها، وبعده عنها، للكلام المعسول التي تتلهف إلى السماع إليه، فتكون بذلك فريسة سهلة الصيد من رجال الإنترنت الباحثين عن قصص للتسلية واللعب.
•نفور الزوجين من العلاقة الحميمة وكفاية كل منهما بعلاقته غير الشرعية مع طرف آخر.
ولذلك زادت حالات الطلاق، والتي لن تقف عند هذا الحد، بل من المتوقع إزدياد الحالة سوءا، وزيادة نسبة الطلاق في الأعوام القادمة على مستوى جميع الدول، ، بحسب ما أشار له المختصون في مجال الأسرة، ومن هنا وجب التنبيه لأثر ذلك على حياة الأزواج، والأسر بوجه عام، وإعداد برامج توعية مكثفة وكافية لتوعية الزوجين للحفاظ على حياتهما معا، وحماية الأسرة من الإنفصال والتفكك.
أرسل تعليقك