أبوجا ـ منى المصري
كشفت محبة للخير كيف أن تجربتها المؤلمة، في فقدان طفلها أثناء الولادة أدت بها في مهمتها لتحسين صحة الرضع والأمهات، كانت "توين ساراكي" 52 عاماً في الـ 25 حاملاً في 6 أشهر، عندما عادت إلى نيجيريا في عام 1992، لحضور حفلة زفافها "لبوكولا سراكي"، وهو الآن رئيس مجلس الشيوخ النيجيري.
وكانت السيدة ساراكي، وهي مواطنة "أنجلو- نيجيرية" ، تخطط لزيارة البلد لحضور الاحتفال قبل أن تعود إلى لندن في وقت مناسب للولادة، ولكن قبل يوم من زواجها، في 28 أسبوعا من الحمل، تم نقل الأم إلى المستشفى المحلي.
حيث تم تسليم الطفل الأول بأمان ولكن الثاني كان مازال داخلها، وطلبت السيدة "ساراكي" قسم الطوارئ للعمليات القيصرية، وفي نهاية المطاف تأخيرعليها كل شيء وتوفي الطفل، وبالنسبة للسيدة ساراكي، تفاقمت المأساة بسبب المعرفة بأن حالات مثلها كانت شائعة بشكل مخيف في نيجيريا وفي دول نامية أخرى.
وأدى ذلك إلى تأسيس مؤسسة الرفاهية في أفريقيا (وبفا)، التي تعمل على تحسين صحة الأمهات والمواليد والأطفال في جميع أنحاء القارة , وقد كان المحسن، الذي حضر هذا الأسبوع الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مفيدا في تحسين صحة الأم والطفل في جميع أنحاء نيجيريا.
فواحدة من برامجها المميزة هي عيادات 'ماماكار'، التي توفر الرعاية الحيوية للأمهات الحوامل والتدريب الأساسي للقابلات. وتقدم الدورات الشهرية التي تعقد في المستشفيات للنساء المعلومات التي تحتاج إلى التعرف عليها إذا كانت الولادات تدار بشكل صحيح ، وتمكينهن من السيطرة على الوضع إذا كان هناك شيء ما . كما يوفر تدريبا إضافيا للقابلات المؤهلات بالفعل، مما يسمح لهن بتحسين نوعية رعايتهن. وتناقش أيضا مواضيع مثل التغذية والعنف المنزلي والمدخرات، وذلك تمشيا مع النهج السخي للسيدة "ساراكي" لتحسين الرعاية الصحية.
وهذه البرامج أساسية في دولة يحتلها ثاني أعلى معدل لوفيات الأمهات على الصعيد العالمي. وفي عام 2015، توفيت حوالي 303 آلاف امرأة على الصعيد العالمي.والبيانات التي تم جمعها على مدى 22 شهرا ماماكاري في عملية تكشف عن الفوائد التي لا جدال فيها من هذا البرنامج .
ولم تتوفى واحدة من أكثر من 000 200 من الأمهات اللواتي التحقن بالبرنامج، وقامت كل الأمهات بتوصيات منظمة الصحة العالمية المرجعية المتمثلة في ثماني زيارات على الأقل قبل الولادة.
وكان للبرنامج أيضا أثر إيجابي على معدلات وفيات الرضع، حيث أن الأمهات والقابلات مجهزة لمعرفة الحالات الطارئة والتصدي لها. وتعتقد السيدة ساراكي أيضا أن للقابلات دورًا مهمًا في القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية . ويقدر تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2017، أن واحدة من بين كل أربع نساء وفتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 عاما خضعن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في نيجيريا.
وقالت السيدة ساراكي: " يمكن للقابلات تثقيف المجتمعات المحلية كمراكز تنسيق مجتمعية للصحة، حول أهمية حظر الفعل و الاثار السلبية له . فالقابلات يمكنها أيضا أن تكون موضع ثقة للمراهقات والنساء المعرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والمساعدة المجتمعات المحلية، وأعتقد أنه يجب علينا تمكين الفتيات الصغيرات من إحداث تغيير جذري في تصورات المجتمع حول تعليم الفتاة ، وصحة المرأة، وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وحقوق المرأة" .
أرسل تعليقك