واشنطن ـ رولا عيسى
تروي السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما، في كتاب مذكراتها المنتظر نشره اليوم الثلاثاء، تفاصيل واحد من أكثر الأيام المحزنة التي مرَّت عليها خلال فترة رئاسة زوجها. وتكشف أوباما في مقتطفات حصرية من الكتاب والتي نشرت على "آبل نيوز"، أنها كانت انتهت لتوها من إلقاء خطاب عندما أبلغتها مساعدتها تينا بشأن إطلاق نار داخل مدرسة في ولاية "كونيتيكت".
وتقول: إن الرئيس باراك كان في المكتب البيضاوي وحده، وقالت مساعدتي "إنه يطلب منك أن تأتي"، فأجابت قائلة: "على الفور"'، وأضاف: "زوجي كان بحاجة لي، كان هذا هو الوقت الوحيد خلال ثماني سنوات الذي طلب فيه وجودي معه في يوم عمل".
تحكي ميشيل عن مشاهدتها في ذلك اليوم، عندما وقف زوجها وهو يخاطب الأمة الأميركية الحزينة، بينما أخفت هي حزنها في الداخل وركزت على ابنتيهما، ماليا وساشا. وكتبت ميشيل تقول: "لقد شاهدته يتقدم للشعب بالتعازي، وأنا أعلم أنني نفسي لم أكن مستعدة"، وكان باراك قد فاز للتو بإعادة انتخابه قبل شهر من إطلاق النار، وكتبت ميشيل أن المعلومات الأولية التي علمها بشأن الحادثة غيرته بالفعل، وقالت: "أمكنني أن أرى في عينيه كيف كسره الحادث، وكيف تأثر إيمانه برسالته".
وتشرح ميشيل بالتفصيل مدى حب باراك للأطفال، ومدى استمتاعه بجولة في البيت الأبيض مع الصغار وحمل الأطفال، وتدريب فريق "ساشا" لكرة السلة في المدارس الإعدادية، وتوضح: "تعرُّض الأطفال للخطر جعل كل شيء آخر قليلاً بالنسبة له. كان يعرف جيدا أن الأمل فُقِد مع فقدان أرواح الأطفال العشرين".
انتظر الاثنان بعد المعرفة بالحادث، لقاء ابنتيهما ساشا وماليا بعد المدرسة وعانقا الفتاتين، اللتين أصبحتا محور اهتمام ميشيل. وبعد تلك اللحظة الحزينة جداً، ألقى باراك خطاباً عاماً اعتبرته ميشيل أنه يمكن أن "يظل واحداً من أكثر الخطابات التي لا تنسى في فترة رئاسته التي امتدت لفترتين".
وكتبت ميشيل تقول: "في وقت لاحق من ذلك اليوم، عقد باراك مؤتمرا صحفيا في الطابق السفلي، في محاولة للتعبير ببعض الكلمات عما يمكن أن يشبه العزاء، لقد ذرف الدموع بينما كانت الكاميرات الإخبارية تحوم حوله، مدركا أنه لم يكن هناك أي عزاء حقيقي".
ثم سافر باراك إلى "كونيتيكت" حتى يتسنى له أن يكون مع العائلات في المدينة التي وقعت فيها هذه المأساة من أجل الصلاة معهم، ولإحياء ذكرى 20 طالباً في الصف الأول و 6 معلمين فقدوا حياتهم. وكتبت ميشيل تقول: "لم أستطيع أن أنضم إلى زوجي، لقد كنت مهزوزة كثيرا لدرجة أنني لم تكن لدي قوة متاحة لأقدمها، لقد كنت سيدة أولى منذ ما يقرب من أربع سنوات، وكان هناك الكثير من القتل بالفعل - الكثير من الوفيات التي لا يمكن تجنبها بدون القدرة على عمل أي شيء، لم أكن متأكدة من الراحة التي يمكن أن أعطيها لشخص فقد طفله ذا ستة أعوام في إطلاق نار بالمدرسة."
أرسل تعليقك