عادات وتقاليد متوارثة تُرافق العروس قبل الزواج

عندما تقدم الفتاة على الزواج فإنّ مَن حولها من الناس يلفتون إنتباهها الى عدم نسيان العديد من “ضرورات” الزفاف كفستان الزفاف والطرحة والمحبس وغيرها العديد من مكمّلات أناقة الزوجة والزوج على حدّ سواء، إلّا أنّ هذه الضرورات التي أصبحت اليوم من أساسات الزواج ولم تعد مجرّد كماليات تحمل العديد من المعاني والرموز. • 1 – طرحة الوجه… للحماية من الأرواح تقول العادة إنّ على المرأة وضع طرحة من الموسلين أو التول أو الدانتيل على وجهها على أن يكشفها لها والدها ما ان يصلا الى موقع إقامة الزفاف، وتعود هذه العادة الى الحقبة التي كان يستخدم فيها الرجال قطعة من القماش ليخبئوا بها رأس الفتاة التي إختطفوها وذلك كي لا تعرف طريق العودة الى المنزل. وقد تحوّلت عادة “الفوال” هذه مع الوقت، وباتت تُستخدم في حقبة الزواج المدبّر حيث كانت تخفي “العروس” وجهها عن زوجها المستقبلي ولا تكشفه له إلّا بعد الزفاف، أما اليوم فباتت تُستخدم بشكلها الحالي وكقطعة مكمّلة للأناقة. وبالنسبة الى الوثنيّين، فكانوا يستخدمون “الفوال” لدرء الأرواح الشريرة التي تحوم حول الزوجين في يوم زفافهما. • 2 – فستان الزفاف… عادة قديمة يعود الفستان الابيض الى الامبراطورية الرومانية حيث كان على العروس أن ترتدي فستاناً أبيض اللون وتضع على رأسها إكليلاً من زهرة الليمون أو البرتقال. وفي الحقبة ذاتها، كانت الفتيات المُقدمات على الزواج واللواتي يعشن حول البحر الاحمر يربطن شعورهنّ بربطة زرقاء للدلالة على نقائهنّ ووفائهنّ وإخلاصهنّ. ولكن مع مرور الوقت وفي القرون الوسطى كان على العروس أن ترتدي أجمل ما لديها من فساتين ولم يعد يظهر اللون الأبيض إلّا قليلاً، وكانت الفتيات القاطنات في جبال آسيا يفضّلن إرتداء فساتين حمراء اللون ما يدلّ على الشرف والسعادة، وأيضاً يسهل صبغها. ولكن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتحت تأثير الكنيسة باتت النساء يعلنّ عن عذريتهن بإختيار فستانٍ للزفاف بألوان زاهية، ولعلّ عادة الأبيض ترجع الى الملكة فيكتوريا التي إرتدت هذا اللوان عند زفافها من الأمير ألبير دو ساكس كوبورغ غوتا في العام 1840. ومع الوقت، أصبح فستان الزفاف يواكب الموضة ويتخذ لون الابيض والبيج والعاج. أما كلمة فستان أو ثوب ذات الاصل الألماني “روبا” فلها دلالتها أيضاً وتعني “الملابس التي تؤخذ كغنيمة”. • 3 – الطرحة… أكسسوار ذكوري؟ إنّ الطرحة هي تلك القطعة من قماش الدانتيل أو التول التي توضع على الفستان في أسفل الظهر فتطفو وتمتدّ أمتاراً وراء العروس، وهي معروفة بما يسمّى بالـ”ترين”. وإنّ لهذه القطعة ذات الاصول اللاتينية دلالات عديدة تتخطى الاناقة والجمال، فليس إلّا على الرجل الذي يخاف على سلطته في منزله الزوجي الجديد أن يدوس على هذه القطعة المنسدلة على الأرض أثناء مباركة المحابس. • 4 – الجارتيير… كتلة رموز إن كلمة “جاريت” المستمدّة من كلمة “جارا” التي تعود الى بلاد الغال وتعني الساق، بدأت تظهر في القرن الثالث عشر وتعود الى الكثير من الحضارات والثقافات، وكانت تدلّ على قطعة الدانتيل التي تضعها العروس في أعلى ساقها وتبيعها بالمزاد للضيوف. ولهذا الأكسسوار الذي يحمل رموزاً ومعاني سحرية وجهان: فالاوّل أسطوري ويرتبط مع الأساطير، أما الثاني فيرمز الى الطهارة والعذرية المتمثلة باللونين الأزرق أو الأبيض. وتقول الأسطورة إنّ قصّة الجارتيير تعود الى ملك إنكلترا إدوار الثالث فحين كان يراقص عشيقته الكونتسا دو ساليسبوري، وقعت منها الجارتيير وتعرّضت الى سخرية المحكمة، محافظاً على هدوئه إلتقطها الامير ووعد حبيبته بأن يصنع من هذه القطعة أمراً مهماً ونبيلاً ومن حينها، إتّخذت الجارتيير رمز الشجاعة والعنفوان، وباتت تقدّم للجنود تقديراً لهم على صدقهم وإخلاصهم وأدائهم العسكري المتميّز. • 5 – مفاتيح السعادة الأربعة يأتينا هذا التقليد من إنكلترا وتحديداً من اواخر القرن التاسع عشر، حيث أنّ على العروس في يوم زفافها ارتداء أربعة أشياء تضمن سعادتها في زواجها وإستمراريته، وهي: أ- قطعة قديمة: جوهرة تعود الى الأسرة مثلاً وترمز الى التاريخ العريق، او فستان زفاف جدّتها. ب- قطعة جديدة: فستان أو حذاء أو أيّ أكسسوار آخر يكمّل أناقة العروس ويدلّ على تجدّدها. ج- قطعة مستعارة: أكسسوار يتناسب مع الفستان أو جوهرة د- قطعة زرقاء: رباط على الفستان أو جارتيير أو أيّ قطعة أخرى تدلّ على الطهارة والنقاء.