تعد تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تمكين المرأة نموذجا لكثير من دول المنطقة والعالم ليس فقط لما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات نوعية في المجالات كافة وإنما أيضا لأن هناك تطورا مستمرا في الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع الإماراتي يؤهلها لتصدر المسؤولية في كل مواقع العمل الوطني .
وقال تقرير لوزارة الخارجية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إن الإنجازات التي تحققت للمرأة خلال العقود الأربعة الماضية منذ قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة جاءت بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
ونوه التقرير إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " كان له الدور الأساس في إنصاف المرأة ضمن مشروعه الرائد والطموح لبناء الوطن والإنسان حينما تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في عام 1966 وبعد أن نجح " رحمه الله " في تأسيس اتحاد الإمارات قبل 43 عاما .
وأضاف التقرير أن المرأة في الامارات حظيت برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والتي ساهمت في تقديم الدعم والتوجيه لها والارتقاء بمكانتها في المجتمع ..
مشيرا إلى أن سموها ساعدت المرأة الإماراتية على الارتقاء بفكرها وعملها من أجل صالح الوطن والمجتمع والأسرة .
وأوضح تقرير وزارة الخارجية أن الدولة حرصت على اتخاذ مجموعة من التدابير من أجل تمكين المرأة منها إنشاء آليات وطنية متمثلة في مؤسسات نسائية تعمل على النهوض بالمرأة في مختلف الجوانب مثل الاتحاد النسائي العام الذي يعمل على وضع الخطط الوطنية الاستراتيجية لتقدم المرأة والجمعيات النسائية ومؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي ومؤسسة تنمية المرأة بدبي والمجلس الأعلى للأسرة بالشارقة والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ..
كما حرصت الدولة على الانضمام إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وإبرام تسع اتفاقيات دولية حول تنظيم ساعات العمل وتساوي الأجر والامتيازات الأخرى وسن التشريعات والقوانين التي توفر الحماية القانونية للمرأة وتعاقب كل من يتعدى بالعنف ضد المرأة ويأتي قانون مكافحة الاتجار بالبشر في مقدمة هذه القوانين .
ونوه التقرير إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " حرص في إطار استراتيجية المشروع النهضوي واستراتيجية الخطة العشرية الاتحادية الخامسة على تمكين المرأة في جميع المجالات وعلى المستويات كافة لتكون شريكا فاعلا في بناء الوطن.
وأشار التقرير إلى أن سموه أكد " أن الدولة ركزت منذ قيامها في الثاني من ديسمبر 1971 على النهوض بالمرأة وتمكينها لتضطلع بدورها الطبيعي كمشارك فاعل في عملية التنمية المستدامة ".
وأوضح أن سموه قال في حديث آخر في التاسع من شهر ديسمبر عام 2009 " إننا ننظر للمرأة كمكون رئيس من مكونات المجتمع الإماراتي وهي شريكة للرجل في كل مواقع العمل .. وما وصلت إليه المرأة الإماراتية في الآونة الأخيرة لم يكن تطورا مفاجئا بل هو تتويج لمسيرة طويلة رسم خطوطها القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي حرص على تشجيع المرأة وتمكينها من ممارسة حقوقها جنبا إلى جنب مع الرجل".
ولفت التقرير إلى قول سموه كذلك " لقد أثبتت المرأة الإماراتية أنها أهل لثقتنا وثقة شعبنا واستطاعت في كل المواقع التي احتلتها أن تترك بصمة واضحة تجعلنا على ثقة بأنها ستحقق مزيدا من الإنجازات والمكاسب التي تعطي لمشاركتها في الحياة العامة مضمونا حقيقيا وبعدا اجتماعيا ".
وأوضح التقرير أنه خلال القمة الحكومية 2015 التي عقدت في دبي مؤخرا أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " عن تشكيل " مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين " برئاسة حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة.
وأضاف التقرير أنه خلال الكلمة التي ألقاها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في أعمال اليوم الثاني من القمة الحكومية وحملت عنوان "نحن الإمارات" أكد سموه أن المسيرة الحضارية لدولة الإمارات كانت ستبقى ناقصة لولا الدور المحوري والهام للمرأة الإماراتية كشريك رئيسي في نهضة الدولة وتطورها منذ البداية وفي حاضرها ومستقبلها .. منوها إلى أنه وبعد عامين فقط من تأسيس الاتحاد قامت أول جمعية نسائية برئاسة " أم الإمارات " سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وحققت المرأة الإماراتية منذ ذلك الحين إنجازات يشار إليها بالبنان .. وشدد على أن تمكين المرأة ليس شعارا تتغنى به الحكومة أو مقولة يرددها المسؤولون بل هي بحسب ما أكد سموه حقيقة ملموسة من خلال منجزات تحمل بصمات سيدات إماراتيات في شتى المجالات كالسياسة والطيران وإدارة المتاحف والرياضة وغيرها ".
وقال التقرير الصادر عن وزارة الخارجية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إنه استلهاما من مبادرات ودعم وتشجيع " أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة رائدة العمل النسائي في الدولة وبدعم ومباركة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " رحمه الله " تقدمت المرأة الإماراتية بخطى متسارعة وثابتة وحققت إنجازات غير مسبوقة قياسا بحداثة عمر دولة الاتحاد حيث انطلقت الجهود الدؤوبة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للنهوض بالمرأة الإماراتية وتأسيس الحركة النسائية في الإمارات العربية المتحدة منذ بداية تأسيس دولة الاتحاد في ديسمبر1971.
ونوه التقرير إلى أنه كان لجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دور في النهوض بالمرأة الإماراتية ودعمها ومساعدتها ما جعل دولة الإمارات نموذجا متميزا في تمكين المرأة ومشاركتها الفاعلة في مجال التنمية .
وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 1981 عملت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على رعاية وتكريم الخريجات المتفوقات في مؤسسات التعليم العالي وقد وفرت سموها العديد من المنح الدراسية لهن كما أطلقت سموها الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " للأعوام العشرة 2012-2021 .
وأوضح التقرير أن مشاركة المرأة الإماراتية في عمليات اتخاذ القرار لا تقتصر على دخولها المجلس الوطني الاتحادي فقط بل تشمل توليها المناصب القيادية في المؤسسات العاملة بالدولة كوزيرة ووكيلة وزارة ومديرة إدارة بالإضافة إلى الدبلوماسيات وتمثيل الدولة في الخارج واستطاعت المرأة الإماراتية وبفضل دعم القيادة السياسية لها أن تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع حيث وصلت إلى عدد من المناصب القيادية التي تسهم من خلالها في تقديم الرأي والمشورة واتخاذ القرار .
وأشار التقرير إلى أن المرأة الإماراتية تتولى أربع حقائب وزارية منذ عام 2008 في حين خطت وزارة الخارجية خطوة مميزة بتعيينها خمس سفيرات للدولة في الخارج هن سعادة الشيخة نجلاء القاسمي سفيرة الدولة لدى جمهورية البرتغال وسعادة الدكتورة حصة عبد الله أحمد العتيبة سفيرة الدولة لدى مملكة أسبانيا وسعادة حفصة العلماء سفيرة الدولة لدى جمهورية الجبل الأسود "مونتنيغرو" وسعادة السفيرة لانا نسيبة مندوبة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك وسعادة نورة جمعة قنصل عام الدولة في ميلانو .
وأضاف أن عدد الدبلوماسيات العاملات في مقر الوزارة بلغ 153 موظفة وأن عدد الدبلوماسيات العاملات في البعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج بلغ 27 موظفة وهو ما يؤكد رؤية القيادة الإماراتية الحكيمة الداعمة لدور المرأة الإماراتية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي عبر تضافر جهودها جنبا إلى جنب مع الرجل في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد بحيث استطاعت الوصول إلى العديد من المناصب القيادية العليا ومواقع صنع القرار .
وقال التقرير إنه في عام 2011 دخلت ست نساء إلى عضوية المجلس الوطني الاتحادي وتم اختيار واحدة عن طريق الانتخاب ليصل العدد الى سبع نساء وبذلك بلغت النسبة 17.5 في المائة .
وأكد تقرير وزارة الخارجية أن المرأة الإماراتية تنطلق اليوم بكفاءة وجدارة إلى جانب الرجل في مسيرة البناء تحقيقا لاستراتيجية الحكومة والرؤية الطموحة لمستقبل الوطن.
أرسل تعليقك