دمشق ـ العرب اليوم
ادت حالة الفوضى التي خلفتها الحرب في سورية الى حدوث تغيرات هزت بنية المجتمع ما انعكس بشكل مباشر على منظومة الاخﻻق والقيم فظهرت انحرافات اخﻻقية كان من ابرزها الاغتصاب والتحرش الجنسي والممارسات غير الاخﻻقية في الاماكن العامة .
و أكد رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي في سورية حسين نوفل إن عددًا كبيرًا من الأسر السورية النازحة استأجرت في غرف صغيرة ما زاد من عمليات العنف والاغتصابات، إضافة إلى انتشار الفقر والعادات السيئة كشرب الكحول وغيرها من العادات التي تساهم في نشر الاغتصاب، لافتاً إلى ازدياد حالات التحرش.
وأشار نوفل إلى أن الدراسات الأخيرة دلت في عام 2011 إلى أن عدد حالات الاغتصاب في دمشق وريفها وصلت إلى 75 حالة، على حين لم يتم إعداد دراسة في الوقت الراهن عن عدد حالات الاغتصاب، باعتبار أن هناك العديد من المناطق ساخنة ولا يمكن الوصول إليها لإجراء الدراسات المناسبة عن هذا الموضوع.
وكشف نوفل أن نسبة ضرب المرأة ارتفعت حالياً إلى 50 بالمئة سواء من الزوج أم الإخوة أم الأب، معتبراً أن ارتفاع النسبة يعود إلى الضغوط الاجتماعية التي تعانيها الأسرة نتيجة سوء المعيشة ما أدى إلى ارتفاع كبير في نسب الطلاق بين الزوجين وكثرة الشكاوى المتعلقة بضرب المرأة.
وبين نوفل أن المجتمع السوري يتعرض للكثير من المخاطر نتيجة ظهور بوادر تفكك الأسرة وخاصة من ناحية العنف الذي تتعرض له المرأة وحتى الطفل،
وأضاف نوفل إن هناك الكثير من الآباء يتخوفون كثيرًا من خروج بناتهم حتى في منتصف النهار نتيجة الفكرة السائدة أن المجتمع لم يعد فيه أمان وهذا ضمن المدينة الآمنة، معتبراً أن هذا التخوف أصبح مسوغا وذلك نتيجة ارتفاع حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي وغيرها من الأمور التي تثير المخاوف لدى الأب أو الأم.
في السياق أكدت حسناء انها رفعت قضية اغتصاب في المحكمة على قريب اضطرت عائلتها للسكن مع عائلته بسبب الاحداث مشيرة الى انها تكتمت على الامر في البداية لكن محاوﻻته المتكررة للاعتداء عليها جعلها تخبر امها التي لم تسكت على هذه الجريمة ورفعت القضية للقضاء للحكم بها سيما وان صاحبة القضية قاصر .
وليس فقط الاغتصاب هو الحالة الملفتة للنظر بل ان الحدائق العامة في دمشق اصبحت تشهد ممارسات غير اخﻻقية تتم بين شبان وفتيات في وضح النهار ما دعى جيران هذه الحدائق الى تقديم الشكاوى ﻻغﻻق الحدائق ، واستجابة لهذه الشكاوى اطلقت حملة على صفحات الفيسبوك بعنوان (كمشتك ) نشر فيها صور لهذه المشاهد علّ اصحابها يرتدعون
لكن هذه الصفحة اغلقت بسبب التبليغات واستمرت هذه الظاهرة بل وتفشت بشكل اكبر .
من جانبه أكد الاخصائي الاجتماعي حسن حمدان ان ظروف الحرب وتاخر سن الزواج اضافة الى الفقر وانعدام الامان ادت الى انتشار ظواهر اجتماعية مقلقة تنذر بخطر كبير يتهدد المجتمع السوري، مبينًا ان الاغتصاب والعنف انتشر بشكل كبير نتيجة الضغوطات التي يتعرض لها السوربون وخاصة فئة الشباب مشيرا الى انه ﻻبد من حمﻻت توعية دينية واخﻻقية تنقذ المجتمع السوري من هذه الكوارث .
أرسل تعليقك