زواج القاصرات في المغرب المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر
آخر تحديث GMT22:22:04
 العرب اليوم -

زواج القاصرات في المغرب المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - زواج القاصرات في المغرب المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر

الرباط ـ أ.ف.ب

تتفاقم ظاهرة زواج القاصرات في المغرب بشكل يثير حفيظة كل المعنيين والمهتمين بهذه الظاهرة، وذلك على الرغم من التقييدات التي تضمنتها مدونة الأسرة، ما يدفع بمكونات المجتمع المدني وفعالياته إلى دق ناقوس الخطر والتعبئة لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها. بالاتفاق مع هسبريس ومكن لقاء عقد مؤخرا بفاس حول موضوع "أمومة في عمر الطفولة .. مواجهة تحدي حمل المراهقات" نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، بتعاون مع مركز حقوق الناس، من الوقوف على حجم هذا الظاهرة ومدى انتشارها وعلى تداعياتها على المجتمع وكلفتها الاقتصادية. وحسب وزارة العدل والحريات فقد ارتفع عدد الفتيات المتزوجات قبل سن 18 من 33 ألف و253 سنة 2009 ليصل إلى 39 ألف و31 فتاة سنة 2011، أي ما يمثل نسبة 12 بالمائة من جميع الزيجات التي تمت خلال هذه الفترة. كما أن عدد الولادات لدى الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و19 سنة تقدر ب50 ألف حالة أي ما يمثل 7 بالمائة من مجموع الولادات. وتنضاف هذه الإحصائيات المقلقة إلى تلك التي تعدها المندوبية السامية للتخطيط، والتي تؤكد أن 8ر62 بالمائة من النساء في المغرب كن ضحايا للعنف، ما يفرض على الجميع التكتل ومحاولة محاصرة هذه الآفات الاجتماعية التي لا تخفى تأثيراتها على المجتمع. وبرأي العديد من الخبراء ورجال القانون والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين شاركوا في هذا اللقاء فإن حالات الحمل المسجلة لدى المراهقات هي نتيجة طبيعية لزواج الأطفال والعنف الجنسي إلى جانب انعدام التربية على الصحة الجنسية والإنجابية. ففي المغرب مثلا فإن شابا واحدا من أصل خمسة لا يعرف ما معنى داء فقدان المناعة المكتسبة (سيدا)، كما أن واحدا فقط من أصل 10 شبان من له إلمام بباقي الأمراض المنقولة جنسيا، في حين أن 15 بالمائة من الشباب لا يعرفون أي وسيلة من وسائل منع الحمل. كما أن حمل المراهقات يظل مرتبطا، بالأساس، بالفقر وبضعف القوانين الخاصة بحماية النساء، فضلا عن انعدام التربية والهدر المدرسي، بالإضافة إلى فشل الأنظمة والتشريعات الخاصة بحماية حقوق المراهقين. وفي هذا الصدد، اعتبرت مييكو ياتوبا، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، خلال افتتاحها لهذا الملتقى، أن زواج القاصرات يظل "أحد التحديات التي يواجهها المغرب" وذلك على الرغم من "التقدم الملحوظ" الذي تم تسجيله في مجال المساواة بين الجنسين، وكذا في ما يتعلق بحقوق النساء خاصة بعد أن رفع المغرب تحفظاته بخصوص الاتفاقية الخاصة بالقضاء على الميز اتجاه النساء واعتماده لدستور جديد ومدونة للأسرة أقرت المساواة وحددت سن الزواج في 18 سنة بالإضافة إلى مراجعة القانون الجنائي خاصة ما يتعلق بزواج القاصرات ضحايا العنف. ولاحظت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان أن تسجيل نسبة 12 بالمائة من زواج القاصرات بالمغرب خلال سنة 2011 لا يعني فقط تسجيل ارتفاع في هذا النوع من الزواج، ولكن يؤكد على أن هذه الظاهرة تعرف منحى تصاعديا من سنة لأخرى مما يفرض تكاثف جهود جميع المعنيين والمتدخلين من أجل محاصرتها في أفق القضاء عليها. وتتسبب ظاهرة حمل القاصرات في آثار خطيرة على صحة الفتيات، كما تقلص قدرتهن على ممارسة حقهن في التعليم وفي الاستقلال الذاتي وعلى اختياراتهن في الحياة وفي الشغل والتكوين، وفي المشاركة في اتخاذ القرار فضلا عن تأثيراتها على ارتفاع نسبة الفقر وعدم المساواة والتهميش والإقصاء الاجتماعي. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان فإن الفتيات الصغيرات في السن اللواتي يصبحن حوامل يكن في الغالب معرضات للإجهاض، كما أن الأمهات الصغيرات اللواتي يصبحن حوامل لأول مرة يكن عرضة للموت أو الإصابة بمجموعة من الأمراض. واعتمادا على هذه المعطيات فإن ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب تؤكد على أن زواج القاصرات يشكل "خرقا لحقوق الإنسان"، كما أن هذه الظاهرة تعتبر برأيها "نتيجة لنظرة ضيقة للإمكانيات والمؤهلات التي تتوفر عليها الفتاة باعتبارها تقلص بشكل كبير من حقوقها الأساسية في التعليم والتكوين وتحصرها في دور الإنجاب فقط". من جهتها، ترى سفيرة كندا المعتمدة بالمغرب ساندرا مكارديل أن ظاهرة زواج القاصرات تقضي على حق الفتاة في التعليم وفي الصحة والشغل والتكوين، كما تقلص من حقوق الإنسان الخاصة بها ومن إمكانية مشاركتها في الحياة العملية مما يفرض العمل بشكل قانوني على منع هذا الزواج. وبعد أن تحدثت عن معدل الخصوبة لدى المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و19 سنة، والذي يقدر بالمغرب بنسبة 32 في المائة ومقارنته بمعدل الخصوبة بتونس الذي لا يتجاوز نسبة 6 بالمائة، استعرضت السفيرة الآثار السلبية لزواج القاصرات على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وعلى تجدد دورة الفقر والهشاشة والتهميش جراء هذه الظاهرة. كما أن الكلفة الاقتصادية لزواج القاصرات وحملهن تظل جد مرتفعة بالنسبة للمجتمع، خاصة ببعض الدول الإفريقية كأوغندا وكينيا التي يتسبب فيهما الانقطاع عن الدراسة لدى المراهقات بعد الحمل إلى خسارة ما يقارب 30 بالمائة من الناتج الداخلي الخام لهذين البلدين على اعتبار أن نسبة هامة من الفتيات اللواتي أصبحن حوامل كان بإمكانهن أن يساهمن في التنمية الاقتصادية.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زواج القاصرات في المغرب المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر زواج القاصرات في المغرب المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:22 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن تطلب من إسرائيل عدم قصف مطار بيروت
 العرب اليوم - واشنطن تطلب من إسرائيل عدم قصف مطار بيروت

GMT 18:23 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رمضان يستعد لفيلم سينمائي جديد بالتعاون مع أحمد مراد
 العرب اليوم - محمد رمضان يستعد لفيلم سينمائي جديد بالتعاون مع أحمد مراد

GMT 20:44 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نحن وانتظارنا الطويل... الطويل جداً!

GMT 11:11 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نووي إيران... الحقيقي

GMT 23:59 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تجدد هجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت

GMT 16:22 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

غارة تدمر مسجدا في بلدة يارون جنوبي لبنان

GMT 21:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 21:26 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير ويليام يكشف سبب غيابه عن الأولمبياد 2024

GMT 00:31 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روح أكتوبر!

GMT 01:26 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab