كرماء النسب في دولة العراق بين حق العيش ونظرة المجتمع
آخر تحديث GMT17:54:36
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

"كرماء النسب" في دولة العراق بين حق العيش ونظرة المجتمع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "كرماء النسب" في دولة العراق بين حق العيش ونظرة المجتمع

كرماء النسب
بغداد - العرب اليوم

يترك رضعٌ لمصيرهم في العراء عند باب مسجد أو دار أيتام. بعضهم جاء إلى الحياة نتيجة علاقة خارج إطار الزواج، آخرون تركوا نتيجة فقر الأسرة. كثيرون شقوا طريقهم في الحياة، وبعضهم ينتظره مصير مجهول. في المقال قصص من العراق.

هنالك من يتمنى إنجاب طفل، في المقابل هناك من يرمي طفلاً لأسباب عدة، أبرزها الفقر. وبعد سلسلة الحروب والإرهاب التي ضربت البلاد منذ عقود، زادت ظاهرة التخلي عن الأطفال في العراق بشكل مخيف. وبين فترة وأخرى نسمع عن طفل مرمي في حاوية للنفايات أو في أماكن لا تخطر على البال، معظم من يُرموّن من حديثي الولادة، ليكبروا من دون معرفة ذويهم، ويطلق عليهم اسم "اللقطاء" أو مجهولي النسب أو كما يشار إليهم منذ نهاية 2013، باسم "كرماء النسب".

يقول مدير مستشفى فاطمة الزهراء التعليمي للنسائية والأطفال في بغداد، د. عباس عويد لـDW عربية "يحدث أن يُترك الطفل قرب المستشفى أو تجلب إحدى دوريات الشرطة الطفل لفحصه"، مشيراً إلى وجود حالات تخص "نساء داعشيات معظمهن أجنبيات، بمعدل اليوم الواحد تأتي حالة إلى حالتين، يلدن بالمستشفى ويتم مراقبتهن مع العناية الطبية الكاملة".

ويشير إلى أن "بعض الأسر تسأل إذا كان هناك طفل مجهول النسب، لغرض تبنيه أو امرأة تريد ترك طفلها لأسباب معينة".

"تعبت نفسيا عند معرفة الحقيقة"

ك.م (13 عاما)، عيناه مغمورتان بالحزن منذ معرفته الحقيقة، ويقول لـDW عربية وهو يبكي: "منذ معرفتي أن المرأة التي ربتني والرجل الذي كان يدللني كثيرا ليسا والدي تعبت نفسيا وذهبت للمستشفى".

يقول ك.م: "المرأة التي ربتني مثل ابنها وحاربت الجميع من أجلي لن أتركها ولا تهمني نظرة المجتمع"، يستمر بالبكاء ويرفع رأسه إلى السماء داعيا بحرقة "كل عائلة رمت طفلها بالشارع حسبي الله ونعم الوكيل بهم".

قصته قد بدأت في شهر تموز/ يوليو، تحت أشعة الشمس الحارة بمدينة الموصل، حين عثر رجل على طفل حديث الولادة. كان ك.م مرمياً عند باب الجامع، فقرر أن يأخذه الرجل ليربيه مع زوجته أسماء (اسم مستعار)، بعد عشرين سنة من عدم الإنجاب. ولم يتأخر الرجل كثيراً، فقد دبر له المستمسكات الرسمية مع بيان ولادة.

تقول أسماء (39 عاما) لـDW عربية "أخذت الطفل وعمره يوم واحد وذهبت به إلى المستشفى لأنه كان مختنقا ليخرج الطبيب من حلقه قطعة قطن، ربما تتصور أسرته الحقيقية أنه ميت الآن".

وبعد دخول "داعش" لمدينة الموصل توفي زوج أسماء، فهربت بصحبة ابنها ك.م إلى سوريا وتركيا، من ثم عادت إلى بغداد، تنتقل من مخيم إلى آخر لتستقر حاليا مع عائلتها بإحدى المخيمات للنازحين.

تقول أسماء: "حالتنا صعبة، لا كهرباء ولا ماء وليس لدي راتب لأصرف على نفسي وابني الذي لا يستطيع الدراسة ونعيش حاليا على الصدقات والتبرعات".

تتابع كلامها: "ك.م لم يكن يعرف الحقيقة لكن في إحدى الأيام طلب رجل يدي للزواج ورفضت لأنه لا يريده، فتشاجرت أختي معي وقالت هذا الطفل سيضيّع مستقبلك اتركيه أو سأخبره بالحقيقة".

بعمر التاسعة عرف ك.م الحقيقة المرة من أخت أسماء، ليشعر وكأنه في حلم يريد الاستيقاظ منه بسرعة. تقول أسماء: "أخي الكبير يعتبره ابن نزوة وطلب مني أن أضعه بالميتم وعائلة زوجي تريد إخراجه من النسب حتى لا يدخل في الميراث"، تضيف "عندما وجدني ك.م باكية طلب مني أن أضعه في الميتم وزيارته بين فترة وأخرى لكني لن أفعل ذلك أبدا".

إجراء العملية ستخفي الحقيقة          

منذ نحو سنة وجد أحد مواطني مدينة بعقوبة، طفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها اليومين مرمية في العراء تحت أشعة الشمس الحارة في شهر آب/ أغسطس، ليذهب بها إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج.

هذه القضية أثارت الرأي العام بوقتها وخلقت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد تعرض الطفلة إلى حشرات ضارة وقوارض أكلت خمسة من أصابع يدها اليمنى وأصبعين من يدها اليسرى، لبقائها في العراء لمدة يومين.

الطفلة بقيت بالمستشفى لمدة شهرين تتلقى العلاج والعناية الطبية الكاملة وفي أثناء ذلك جاءت طلبات عدة للمحكمة والمستشفى من عائلات داخل وخارج العراق لتبنيها، إلى أن تبنتها الممرضة التي رافقتها منذ مجيئها المستشفى وأصبحت بحالة صحية جيدة.

DW عربية حاورت الممرضة هدى (اسم مستعار)، التي قالت: "إنني متزوجة منذ أربع سنوات ولم أنجب الأطفال وقد تعلقت بالطفلة، ورغم إعاقتها أردت تبنيها فأقنعت زوجي لأنه كان معارضا. لكن بعد أن رأى الطفلة تعلق بها وعائلتي وعائلة زوجي أحبوا الطفلة كثيرا". تتابع كلامها: "قدمنا طلب للمحكمة لتبنيها واستوفينا جميع الشروط ولم يبق سوى إخراج المستمسكات وتسجيل الطفلة باسم زوجي".

الطفلة الآن بحالة صحية ممتازة تأكل وتلعب، لكن هل ستُخبر يوماً بالحقيقة. تأخذ هدى نفسا عميقا وتقول: "الجميع يعرف بأني تبنيت الطفلة خصوصا بعدما انتشرت قصتها، ولا أدري ماذا يحدث في المستقبل. إذا لم أخبرها ربما تعرف من غيري ولا أعلم كيف سيكون رد فعلها".

 تتابع الكلام: "لكن إذا أجرينا عملية ليديها وفمها ستختفي الآثار ولا أحد سيتعرف عليها وربما نسافر إلى بلد آخر أو محافظة أخرى حتى نضمن أيضا أنها لن تتزوج بشخص قد يكون أخيها"، تفكر هدى بكل التفاصيل الصغيرة حول مستقبل الطفلة.

نظرة القانون العراقي "لكرماء النسب"

د.عماد البدري هو المحامي الذي تبنى قضية الطفلة الرضيعة، يتحدث لـDW عربية قائلا: "القانون العراقي ذكر الضم بدل التبني حفاظا على نفسية الطفل وشروط الضم هي: تقديم طلب من زوجين عراقيين سليمين عقليا وخاليين من الأمراض المعدية، مع تقديم ما يؤيد حسن السيرة والسلوك، وأن تكون للطفل حصة لا تتجاوز ثلث التركة، ولم يرزقا بطفل، ومر على زواجهما فترة لا تقل عن خمس سنوات".

ويضيف المحامي "بعدها تصدر المحكمة قرارا بضم الطفل مؤقتا لستة أشهر للمراقبة وترسل باحثا اجتماعيا للتحقق من الرعاية الكاملة للطفل وبعد التأكد تصدر المحكمة قرارها بضم العائلة للطفل بشكل نهائي".

مدير عام دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة ومدير مكتب هيئة رعاية الطفولة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، د.عبير الجلبي، تقول لـDW عربية: "الوزارة أطلقت تسمية كريم النسب لأنهم ضحايا وحاليا نريد أعداد مسودة قانون للطفل العراقي وسنضمن هذه التسمية ضمن القانون".

تقول د.عبير: "سابقا كان مجهول النسب يعزل بدور خاصة فقررنا دمجهم مع دور الأيتام ونستخرج لهم مستمسكات بأسماء وهمية نختارها لهم"، وتؤكد "بعد 2003، معظم كرماء النسب لا يعرفون حقيقتهم لأننا لا نخبرهم ونعدهم يتامى بسبب نظرة المجتمع الدونية، مع حقهم بالعيش".

تتابع كلامها: "فقط نحن ووزارة الداخلية نعرف أن هذا الشخص مجهول النسب عن طريق رمز محدد في الهوية، حتى حامل الهوية لا يعرف الرمز". وتشير إلى أن "56 شخصا كريما للنسب، عينوا في وظائف محترمة، منهم ضباط ومدرسين وموظفين بوزارات ومنهم من تزوج وأنجب الأولاد".

دور الأيتام

DW عربية توجهت إلى إحدى دور الأيتام للبنين والبنات تأسست عام 1979 في محافظة أربيل. مدير الدار زيتو توفيق يتحدث قائلا: "في عامي 2014 و 2015 استقبلنا أطفالا من الموصل والفلوجة وديالى بسبب داعش، وأطفال النازحين والسوريين، وإلى الآن يوجد في الدار ثلاثة أطفال من الموصل".

يقول زيتو: "كرماء النسب يأتون للدار حديثي الولادة. يوجد مربيات لرعايتهم، ومعظمهم لا يبقون بالدار بعد تبنيهم من عائلات. وفي عام 2015، وجدنا طفلا داخل كارتون متروك عند الباب الخلفي للدار وتم رعايته وتبنيه من عائلة".

يتابع كلامه: "هنالك كثير من الجهات الخيرية التي تدعم الدار معنويا وماديا لإعادة تأهيل الأطفال ودمجهم في المجتمع".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرماء النسب في دولة العراق بين حق العيش ونظرة المجتمع كرماء النسب في دولة العراق بين حق العيش ونظرة المجتمع



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025
 العرب اليوم - نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab