رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد
آخر تحديث GMT21:22:01
 العرب اليوم -

رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد

الرياضية العراقية أطياف محمود
بغداد - العرب اليوم

أطياف محمود، لاعبة المنتخب الوطني للفنون القتالية من بغداد كسرت حدود المألوف في كل شيء، فهي مصورة وعاملة بناء ولاعبة فنون قتالية، وراكبة دراجة نارية. DW تابعت قصتها من بغداد

فجأة يرن الهاتف المحمول لتسرع أطياف لالتقاط الهاتف قبل فوات الأوان فهذه المكالمة قد تكون مكالمة عمل تنتظرها منذ أسابيع لأن عملها يعتمد على رنة الهاتف، ومضمون العمل الذي تمارسه أطياف كسرت فيه حواجز العادات والتقاليد التي مازالت مفروضة على الكثير من النساء العراقيات وأيضا بسبب البطالة التي تجتاح المجتمع العراقي.

الدراجة النارية "هواية وعمل"

أطياف، 24 عاما، تدرس حاليا في كلية التربية الرياضية ومعروفة في الوسط الرياضي فهي لاعبة طموحة حلمها العالمية مارست أنواع عديدة من الرياضة أبرزها كيكوشنكاي، ومواي تاي، وكونغ فو، وحصلت على عدة ميداليات ومراكز متقدمة توج بعضها بالفوز محليا وعربيا ودوليا، كما تستعد حاليا لبطولة العرب لكيكوشنكاي بتونس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

الجانب الآخر الذي لا يعرفه كثيرون هو أنها راكبة دراجة نارية محترفة علمت ودربت نفسها بنفسها كانت لسنوات تركب الدراجة التي تستعيرها من أحد أصدقائها لتجوب بها شوارع بغداد إلى أن استطاعت في العام الماضي شراء دراجة نارية بتكلفة مناسبة لتعتمد عليها في تنقلاتها.

تقول أطياف لـDWعربية: "أحب ركوب الدراجة وأتمنى المشاركة بمسابقة للدراجات النارية حيث أنني أسوق الدراجة بجميع مناطق بغداد وفي المناطق الشعبية ارتدي القبعة على شعري القصير لأبدو كشاب، وإذا حدث عطل بالدراجة أقوم بتصليحها بنفسي، لكن استخدامي الأول للدراجة النارية للذهاب إلى عملي بسبب تكاليف المواصلات".

تتابع حديثها "أعمل عاملا لبناء الطابوق أو كهربائي أو حفريات للمجاري أو مصورة لحفلات الأعراس وتزيين السيارات وغرف نوم العرسان، وببعض الأحيان اضطر للتأخر عن البيت إلى الساعة الثانية صباحا".

 وتضيف أطياف "عملي يعتمد على رنة هاتف المحمول من أحد أصدقائي الذين أثق بهم، فإذا كان هنالك حاجة إلى شخص للقيام بأحد هذه الأعمال، فورا يتصل بي الأصدقاء لأقوم بعملي ولأحصل على أجري اليومي لأعيل نفسي وعائلتي".

مظهر الشاب

عائلة أطياف متواضعة الحال، وتسكن حاليا ببيت للإيجار في منطقة الأعظمية، شمالي بغداد، وبعد مقتل الأخ الأكبر والمعيل لهم أمام عيني أطياف عام 2007، بسبب الطائفية، أثرت كثيرا هذه الحادثة على نفسيتها ما جعلها تأخذ دور أخيها الكبير لإعالة نفسها والعائلة.

تقول أطياف لـDWعربية: "والدتي ربة بيت ووالدي يعمل كهربائيا وأختي الكبيرة مدرسة وأخي التوأم يعمل كاسبا".

 تتابع الحديث "لكني من بينهم جميعا قوية أكثر وحازمة ولا أخاف كثيرا خصوصا بعد ممارسة رياضة الفنون القتالية لأنها علمتني كيف اعتمد على نفسي وكيف أدافع عن نفسي، وأعطتني القوة والصلابة لذلك حملت إعالة العائلة على ظهري نيابة عن أخي الكبير".

وتضيف "لكوني توأم مع أخ لي، من صغري أحب القصات القصيرة وملابس تميل للمظهر الذكوري لكن بقيت بهذا المظهر إلى الآن لأتجنب المضايقات والتحرش عند ركوب الدراجة والقيام بعملي بسبب مجتمعنا المحافظ".

بشعرها القصير وملابسها الفضفاضة ووشم على أنحاء متفرقة من جسدها معبرا عن حبها لأصدقائها الذين يساعدوها كثيرا، فالذي لا يعرف أطياف سيقول كأنها شاب لكن عندما يكتشف بأنها امرأة شابة قد تتغير النظرة وتبدأ المضايقات.

تقول أطياف: "تعرضت إلى انتقادات ومضايقات عديدة منها قيام مجموعة من الشباب بالتحرش بشكل غير لائق بعد خروجي من التمرين مع أحد من زملائي فاضطررت لاستخدام قوتي للدفاع عن نفسي، كما تعرضت إلى تهديدات لكوني أمارس رياضتي القتالية في أثناء التدريب مع ذكور".

وتضيف "عندما أخرج بمظهر الشاب سأتجنب العديد من المشكلات سواء عند ركوبي الدراجة النارية والقيام بعملي الصعب المقتصر على الرجال وحتى أكسر العادات والتقاليد وأعمل عملا حرا بسبب البطالة، لكن عند حدوث حفلة أو مناسبة أعود إلى مظهري الأنثوي".

الدعم العائلي

تحظى أطياف بدعم عائلي كبير، فتقول عن ذلك: "عائلتي تدعمني وتشجعني وتعتبرني فخر لهم وللعراق، صحيح أنهم يخافون علي كثيرا بسبب الأوضاع في البلاد لكنهم يعلمون مدى قوتي وصلابتي وكيف أفرض احترامي على الآخرين".

تضيف "الأقرباء والجيران أيضا نظرتهم مختلفة لي لأنهم عرفوا أخلاقي وطموحي، كما هنالك العديد من الأصدقاء الذين يحبوني ويدعموني".

في هذا السياق، تحدث مدرب نادي الأعظمية للعبة الكيكوشنكاي الكاراتيه، محمد اسماعيل، لـDWعربية عن أطياف قائلا: "تعرفت على اللاعبة أطياف عام 2009، ووجدت فيها روح القتال وعدم التردد والخوف وفي حينها قررت تدريبها ودعمها مستمرا بذلك إلى الآن".

ويمضي في القول متابعا "في الحياة العامة أطياف إنسانة مكافحة ومثابرة وعند ركوبها الدراجة لا تفعل شيئا خاطئا بل العكس أفادتها من ناحية المواصلات كما ستفيد الكثير من النساء العراقيات لكن تبقى المشكلة بمجتمعاتنا ذات النظرة القاسية على المرأة".

وعلى ضوء ذلك، تقول  أطياف: "حاليا أقوم بتدريب بعض الشابات على ركوب الدراجات النارية وأنصح كل شابة عراقية بركوب الدراجة النارية لأن ركوبها سيقتصد الكثير من الأمور".

 تتابع "كما أطلب من الجهات الحكومية الاهتمام بالرياضة النسوية في العراق لعدم وجود الدعم الكافي لأن لدينا طاقات رياضية شبابية هائلة بحاجة إلى الدعم لذلك حاولت أكثر من مرة الهجرة خارج العراق ومنها الذهاب إلى ألمانيا عام 2014، لكن والدتي منعتني خوفا علي، لكن إذا تكررت الفرصة سأعيدها أكيد لأحقق طموحي إلى العالمية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 العرب اليوم - فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab