أبوظبي ـ العرب اليوم
تحظى جامعة السوربون في أبوظبي بإقبال متزايد سنوياً من قبل الطلبة المواطنين والذين يُمثّلون اليوم 35% تقريباً من الملتحقين بها، وهم يواجهون في بداية الدراسة تحدي تعلم اللغة الفرنسية، ولكنهم يعملون بجهد كبير لتخطيه بهدف التخرج في النهاية من جامعة عريقة تتمتع بطرق تعليمية مختلفة ومتميزة. وحول تجربتهم والتحديات التي يواجهونها في دراستهم تحدثت مجموعة من الطلبة المواطنين».
الطالبة ميعاد الحمادي تخطت اللغة الفرنسية بنجاح وتدرس حالياً تخصص اللغات التطبيقية والذي تجمع فيه بين تعلم ثلاث لغات إضافة لإدارة الأعمال، وتقول ميعاد: إن أي انسان قادر على النجاح والتميز إذا امتلك الإرادة والطموح وحدد أهدافه، وهي تتمنى أن تتميز لتكون إضافة للتنمية في بلادها، فهي تضع أمامها الاستدامة والتطوير و"رؤية أبوظبي 2030"، وأنها يجب أن تعد ذاتها للمستقبل وليس لليوم فقط.
وذكرت أنها تعمل في احدى الجهات المحلية وتعرفت على سوق العمل من خلال وظيفتها، ولتميزها في عملها حصلت على منحة دراسية للدراسة في السوربون من جهة عملها، وأكدت أنها خريجة مدرسة حكومية ولم يكن لديها أية احتكاكات باللغة الفرنسية أوغيرها، ولكنها تحدت وتمكنت من دراسة اللغة الفرنسية في السنة الأولى وحصلت على الدبلوم فيها، ومن ثم تخصصت في مجال اللغات التطبيقية، حيث تدرس الآن اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية .
بالإضافة لإدارة الأعمال، مشيرة إلى أنها اختارت الألمانية لأنها لمست من خلال عملها في مجال العلاقات الدولية، أنه من المهم أن يكون لدى أبناء الإمارات اهتمام بتعلم لغات الدول المختلفة التي ترتبط معها الإمارات بعلاقات جيدة في مختلف المجالات، ووجدت أن ألمانيا من تلك الدول وقلة من المواطنين يدرسونها، لهذا اختارتها لتحقق حاجة سوق العمل، كما أنها تشجع العديد من الطالبات على الالتحاق بجامعة السوربون دون التخوف من اللغة الفرنسية، مشيرة إلى أنها تحدت ونجحت وها هي تواصل دراستها بحماس.
أما الطالب خالد النعيمي، فالتحق بالسوربون رغبة في دراسة القانون لكنه يواجه تحديين أولهما دراسة اللغة الفرنسية التي يدرسها لأول مرة رغم أن لديه احتكاكاً بسيطاً بها خلال سفره سابقاً لباريس، لذا فإنه يبذل جهوداً كبيرة للنجاح فيها بتفوق، أما التحدي الثاني فمرتبط بطبيعة عمله فهو موظف بإحدى الجهات الحكومية ويعمل بجهد كبير للتوفيق بين العمل والدراسة، حيث لم تتح له فرصة أن يحصل على تفرغ دراسي من جهة عمله، وهنا يتمنى أن تكون جهات العمل أكثر دعماً لموظفيها الراغبين في مواصلة تعليمهم، خاصة أنه كلما تميز وارتقى علمياً ومعرفياً سيكون أكثر إفادة لذاته ولعمله ووطنه.
كما يرى خالد أنه من الضروري أيضاً طرح عدة لغات للطلبة في المدراس وليس فقط الإنجليزية، لأن اللغات مهمة خاصة لدولة مثل الإمارات التي لديها انفتاح كبير على العالم وعلاقات متميزة مع مختلف الدول، ولابد لأبناء الإمارات أن يهتموا بتعلم اللغات المختلفة، ومن الجيد أن تطرح في المدارس كمساقات اختيارية خاصة مع التوجه لافتتاح أفرع للجامعات العالمية بالدولة.
واعتبر الطالب عبد الله المزروعي أن التحاقه بجامعة السوربون يُمثّل تحدياً كبيراً، لأنها جامعة قوية وسمعتها عالمية، فالتحدي بالنسبة له على مستوى تعلم الفرنسية التي يتعرض لها لأول مرة كلغة، بالإضافة لمستوى وأساليب الدراسة، لأن خريج سوربون أبوظبي يعادل بشهادته خريج سوربون باريس، مشيراً إلى تقديرهم الكبير لمبادرة حكومة أبوظبي بافتتاح فرع لهذه الجامعات العريقة داخل الدولة، موضحاً أن تعلم اللغة الفرنسية يتم من خلال أساليب فعالة كما أنه يتاح لهم خلال فترات الصيف السفر لفرنسا للانخراط بمدارس أو الانضمام لأسر فرنسية تستضيفهم كطلبة لتعلم الفرنسية وممارستها بشكل واقعي.
وأكد عبد الله أيضاً أهمية تعاون جهات العمل في إعطاء الموظف الفرصة والتفرغ لمتابعة دراسته، فهو أيضاً يعمل على التوفيق بين الدراسة والوظيفة بما يُمثّل ضغطاً عليه، بالإضافة إلى الجانب ذاته الذي طرحه زميله والمتعلق بأهمية اهتمام المدارس بطرح اللغات المختلفة الهامة لهم مستقبلاً، ويسعى عبد الله لاجتياز الفرنسية ليتمكن من دراسة تخصص العلوم السياسية أو القانون لأنهما من التخصصات المطلوبة كما أنه يحب هذه المجالات، ويتمنى أن يعمل يوماً في وزارة الخارجية ويُمثّل بلاده خير تمثيل وبكفاءة عالية.
الطالب محمد الدرمكي يدرس حالياً السنة التأسيسية في اللغة الفرنسية بجامعة باريس السوربون والتحق بها لأنها جامعة عالمية وقوية وقد تخرج منها أخوه الأكبر وأقنعه بالالتحاق بها، لهذا فهو يعمل بجد للتميز في دراسته ليلتحق بتخصص الاقتصاد، وذكر أنه درس في مدرسة خاصة وكانت أمامه فرصة للتعرض للغة الفرنسية مسبقاً في المرحلة الثانوية لأنها كانت من الخيارات التعليمية المتاحة بالمدرسة، لذا فهو متحمس لدراسة الفرنسية بشكل أوسع في السوربون لدعم دراسته خلال سنوات التخصص.
وأضاف محمد أنه اختار تخصص الاقتصاد لأنه يحب الرياضيات، وأن اختياره لتخصص المستقبل يرتبط بشكل أكبر بميوله وقدراته وليس فقط احتياجات سوق العمل، لأن الشخص بإمكانه التميز والإبداع فيما يحب.
أرسل تعليقك