العين ـ وام
شهد قسم الرياضيات بكلية العلوم بجامعة الإمارات مناقشة أول أطروحة دكتوراة على مستوى الجامعة لحالة من فئة ذوي الإحتياجات الخاصة .
فقد ناقشت طالبة الدكتوراة "دعاء حاتم عبدالرحمن" أطروحتها " النمذجة الرياضية للتفاعلات بين خلايا الأورام السرطانية وجهاز المناعة" بإشراف الدكتور فتح الله ريحان من قسم الرياضيات بكلية العلوم .
وتعتبر هذه هي الحالة الأولى من نوعها بالجامعة لطالبة تعاني ضعفا حادا في الإبصار يمنعها من قراءة الكتب أو استخدام الحاسوب أو الأجهزة اللوحية.
وتمت المناقشة في كلية العلوم بحضور عميد الكلية البروفيسور ديفيد ويرنير وأعضاء لجنة المناقشة التي تألفت من الدكتور محمد نعيم أنور أستاذ الرياضيات بجامعة الإمارات والدكتور عبد المجيد الخاجة من قسم الأحياء والدكتور جينادي بوتشروف من معهد موسكو للرياضيات إضافة إلى مشرف الأطروحة الدكتور فتح الله ريحان ومجموعة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة حيث قدمت الباحثة شرحا مفصلا عن موضوع أطروحتها وتمت مناقشتها من قبل اللجنة ليتم قبول الأطروحة وحصولها على درجة الدكتوراه.
وقالت الطالبة دعاء حاتم عبد الرحمن إن هذا اليوم يعتبر يوما مميزا ومهما بالنسبة لها وإنجازا آخر كبيرا يتحقق في مسيرتها الجامعية والحياتية ..وأوضحت أن وصولها إلى التميز اليوم جاء من عوامل عدة في مقدمتها الثقة بالله والإرادة والعزيمة ودعم الأهل ودعم الجامعة حيث تعتبر جامعة الإمارات ومن خلال مركز ذوي الإحتياجات الخاصة فيها من المؤسسات التعليمية الرائدة في دعم هذه الفئة، إذ يوفر المركز لي كل ما إحتجت اليه طيلة فترة دراستي الممتدة على 9 سنوات.
وأضافت الطالبة "دعاء" التي تحفظ القرآن الكريم كاملا أن موضوع أطروحتها يتعلق بمجال حيوي ومهم يربط بين تخصصين مهمين هما: الرياضيات والطب بحيث يدخل علم الرياضيات من خلال المعادلات والنماذج كمساعد في حل بعض ألغاز الحالات الطبية المستعصية والتي لا يمكن التوصل إلى نتائج بخصوصها من خلال الأبحاث الطبية البحتة وهنا يأتي دور الرياضيات في المساهمة للتوصل إلى نتائج طبية سليمة وهنا يتلخص موضوع الأطروحة والتي قدمت معادلات رياضية جديدة لم يتطرق إليها من قبل.
وتفضل الدكتورة دعاء أو كما يطلق عليها زملاؤها في الجامعة "بصمة تحدي" العمل في الميدان الأكاديمي أو في مجال البحث العلمي والدراسات نظرا للاهتمام المتزايد من قبل الدولة في هذا المجال والمستقبل الذي ينتظر الأكاديميين والباحثين في بيئة تعليمية مميزة في الدولة.
من جهته أعرب الدكتور فتح الله ريحان المشرف على أطروحة الدكتوراة عن مدى إعجابه بالمستوى الذي كانت عليه الطالبة أثناء فترة البحث ..موضحا أنها كانت تتمتع بنقاط قوة كثيرة أهلتها للوصول إلى هذه المرحلة خاصة حينما نعلم أن الرياضيات من التخصصات العلمية الدقيقة والصعبة وهذا لم يكن يمكن تحقيقه لو لا الدعم والبيئة المميزة التي توفرها جامعة الإمارات لهذه الفئة فالتميز العلمي والاعتماد الأكاديمي لا يأتي فقط من خلال الخدمات المقدمة للطلبة الأسوياء وإنما للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا ما تتميز به جامعة الإمارات.
أرسل تعليقك