غزة - وكالات
أوصت دراسة ماجستير على ضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية، وبأن تبدأ حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالبحث عن مصادر تمويل داخلي بعيدا عن إيران، و بضرورة الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للوطن العربي عموما وسوريا على وجه الخصوص ، كما أوصت بأهمية إقامة علاقات طيبة مع شعوب المنطقة أولا ومن ثم مع أنظمتها ثانياً.
وجاءت تلك التوصيات خلال مناقشة رسالة ماجستير للباحث محمد أحمد أبو سعدة، في دراسات الشرق الأوسط، والتي جاءت بعنوان ( السياسية الإيرانية تجاه حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين "1994-2011")، والتي منح الباحث بموجبها درجة الماجستير من برنامج الدراسات العليا بجامعة الأزهر بغزة.
وتشكلت لجنة المناقشة من كل أ.د أسامة ابو نحل مشرفا ورئيسا ود.ر زهير المصري مشرفاً، د. رياض الأسطل مناقشاً داخلياً، ود. خالد صافي مناقشاً خارجياً.
و قد قسم الباحث دراسته إلى خمسة فصول حمل الفصل الأول منها عنوان " تطور الموقف الايراني من القضية الفلسطينية حتى عام 1991" وقد قسم هذا الفصل الى عده مباحث، الاول هو موقف ايران من القضية الفلسطينية (1948-1978) أي ما قبل الثورة الايرانية والتى امتازت بقوة العلاقات الايرانية الاسرائيلية في اثناء فترة حكم الشاه الايراني .
وفي المبحث الثاني ناقش الباحث ما بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران فقد قُطعت العلاقات الايرانية مع اسرائيل وتطورت لصالح القضية الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ،و تجلّى هذا التقارب من خلال دعم محدود للقضية الفلسطينية في اثناء الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987م.
اما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان " تطور السياسة الايرانبة تجاه حركات المقاومة الاسلامية في فلسطين في ضوء عملية التسوية السلمية "، وجاء فيه الموقف الايراني الرافض لعملية التسوية السلمية التى وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل مما ادى الى تمتين علاقات ايران بالحركات الاسلامية الفلسطينية وبالتحديد " حركة حماس" و"حركة الجهاد الاسلامي " علما بان هذا التطور جاء ايضا نتيجة للموقع الاستراتيجي التى تتمتع به ايران بالاضافة الى قدراتها الاقتصادية واهداف سياستها الخارجية .
وفي الفصل الثالث وهو بعنوان" محددات السياسة الايرانية تجاه القضية الفلسطينية، استعرض الباحث المحددات الداخلية والاقليمية والدولية بالنسبة لايران "، حيث جاءت المحددات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية اهم المحددات الداخلية لرسم السياسة الايرانية ، وايضا جاء التقارب الايراني السورى والايراني مع حركات المقاومة في الوطن العربي اهم المحددات الاقليمية . بالاضافة للموقف الامريكي والروسي والاوربي من التقارب الايراني مع حركات المقاومة الاسلامية اهم المحددات الدولية .
وفي الفصل الرابع وهو بعنوان " تاثير المتغيرات الاقليمية على السياسة الايرانية تجاه حركات المقاومة الاسلامية في فلسطين ( 2006-2010) ناقش الباحث فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 الذي مثل نقطة هامة في تقوية العلاقة ما بين ايران وحركات المقاومة الاسلامية في فلسطين وعلى وجه الخصوص حركة حماس وفيها قد ظهر الدور الايراني بوضوح على الساحة الفلسطينية وذلك من خلال تقديم الدعم الايراني للحكومة العاشرة بقيادة حركة حماس علما بان هذا الدعم قد زاد بعد ان سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة العسكرية عام 2007م كما وقفت ايران الى جانب حركتي حماس والجهاد الاسلامي في اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2008سواء كان على المستوى الشعبي او الرسمي او الاعلامي .
ولفت الباحث إلى أن من مظاهر التدخل الايراني في الشئون الفلسطينية رغبتها في تحقيق مصالحة فلسطينية فلسطينية بما يحقق مصالح ايران ومن هنا جاء اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لايران بانها تعطل المصالحة الفلسطينية .
وفي الفصل الخامس وهو بعنوان " علاقات ايران بحركات المقاومة الفلسطينية في ظل الحراك الشعبي في سورية والتدخلات الغربية "، فنتيجة لموقف حماس من الحراك الشعبي السورى تأثرت العلاقات ما بين ايران و حماس سلبيا بينما لم تتاثر مع حركة الجهاد الاسلامي . اما بالنسبة لمستقبل العلاقة ما بين ايران وحركات المقاومة الاسلامية في فلسطين فان هذه العلاقة على المنظور القريب لن تنقطع الا ان العلاقة على المنظور البعيد تشير بانها لن تدوم، وخصوصا ان ايران امام ثلاث سيناريوهات هما :-
الاول حصار اقتصادي على ايران ( وبالتالى عجز ايران عن تقديم أي دعم للحركات المقاومة الاسلامية في فلسطين ).
الثاني توافق ايراني امريكي غربي ( وسيكون ذلك على حساب على الحركات الاسلامية الفلسطينية )
الثالث مواجهة ايرانية امريكية غربية ( وهذا سيضعف ايران ويحجم قوتها ) وبالتالى جميع السيناريوهات تشير بان العلاقة ما بين ايران وحركات المقاومة الاسلامية لن تستمر .
أرسل تعليقك