الرباط - العرب اليوم
يبدو افتتاح مركز لتعليم الموسيقى في أي مدينة خبرا عاديا، لكنه ليس كذلك بكل تأكيد حينما يحدث في كربلاء وسط العراق. فقد افتتح الشاب الكربلائي خميس عبد الوهاب مركزا لتعليم وتدريس الموسيقى، في مبادرة يهدف منها لتعزيز ثقافة حب هذا الفن وتذوقه، في المدينة التي يعرف عنها طابعها شديد المحافظة. وتحدث عبد الوهاب (31 عاما) عن تجربته الفريدة، التي بدأها كما يقول من غرفته الخاصة في منزله في شهر مايو من عام 2019، حتى افتتح مركزه رسميا قبل 3 أشهر.
ويضيف: "شيئا فشيئا كبر حلمي في أن أتعلم الموسيقى ثم أن أعلمها أنا للآخرين. طورت مهارة عزفي على العود من دون دراسة وإنما بشغفي به، لكن بعد افتتاح الفنان العراقي الكبير نصير شمة لبيت العود في بغداد، سارعت للتسجيل فيه كي أتعلم بشكل أكاديمي فنون العزف والموسيقى، ودرست فيه سنتين أتقنت خلالهما قراءة وكتابة النوتة الموسيقية". ويردف عبد الوهاب: "قررت بعدها فتح مركز تعليم موسيقى في مدينتي كربلاء، التي رغم كونها مدينة دينية محافظة فإن شبابها يقبلون على الفن والموسيقى، فبمجرد نشري بيانا عن افتتاح مركز التدريب والتدريس الموسيقي هذا حتى تواصل معي العديد من شباب كربلاء، معبرين عن حماستهم لهذه المبادرة وتفاعلهم معها".
ويقدم المركز الذي أطلق عليه عبد الوهاب اسم "باهرون"، دراسة موسيقية أكاديمية وليست فقط سمعية، ويقول الشاب الموهوب إن مركزه "كان سابقا ملتقى ثقافيا وفنيا مصغرا يملكه صديق مقرب لي، لكننا الآن حولناه لمركز تعليم موسيقى وعزف، خاصة فيما يتعلق بآلات مثل العود والكلارنيت". ويضيف: "حاليا أدرس في كلية الفنون الجميلة قسم الموسيقى في جامعة بغداد، وأتعلم العزف على الغيتار والبيانو، حيث سأعمل لاحقا على تدريس العزف عليهما أيضا ضمن مركزنا في كربلاء".
إلا أن المشروع الوليد لعبد الوهاب قد يواجه بعض العقبات، لا سيما في وسط محافظ مثل مدينة كربلاء. وتحدث الشاب عن بعض هذه العقبات قائلا: "نحن نخشى المضايقات إلا أننا بصراحة لحد الآن لم نتعرض لها. نحن والشباب المتدربون عندما نمشي في الشوارع حاملين آلاتنا الموسيقية كالعود فإن أنظار المارة لنا تعبر عن الدهشة والاستغراب، كونه منظرا غير مألوف في مدينة ذات طابع ديني واجتماعي محافظ مثل كربلاء، وتقريبا تمكنا من كسر هذا النمط، ففي البداية كنا نخبئ آلاتنا عندما نكون في الشوارع، لكننا نحملها الآن على أكتافنا علانية".
ويستطرد عبد الوهاب: "فضلا عن مركز كربلاء، فتحت منذ أقل من شهر مركز تدريب موسيقي آخر في بغداد داخل مكتبة تابعة لأحد أصدقائي، حيث خصص مكانا كي أُدرّس فيه الموسيقى". ويتابع: " أسبوعيا ألقي محاضرتين في كربلاء ومحاضرة في بغداد، وحاليا يوجد لدينا 8 طلاب في كربلاء من بينهما فتاتان، وفي بغداد هناك 4 طلاب. لكوننا في البداية فإن الإقبال يعتبر مقبولا نظرا للظروف المحيطة خاصة في كربلاء، حيث على مدى السنتين الماضيتين درسنا نحو 30 طالبا بينهم طالبات، وهو رقم واعد وإن بدا قليلا نسبيا، كوننا نتحدث عن بيئة منغلقة".
ويوضح عبد الوهاب: "مدة الدورة التعليمية الموسيقية التي ننظمها عادة 3 أشهر، لكن بعض الطلاب يمددونها أكثر كي يزيدوا من تحصيلهم العلمي الموسيقي. نحن نعتمد مناهج علمية لتدريس الموسيقى والتدرب على عزفها وفق مختلف الآلات"
قج يهمك ايضا
الشيخ محمد بن راشد يصف التدريس فى اليوم العالمى للمعلمين بـ"أشرف وظيفة"
تفاصيل العودة إلى المدارس في لبنان والقضايا التي تؤخذ بعين الاعتبار
أرسل تعليقك