قنوات أطفال تبث رسائل ضمنية بشأن تغيير مفاهيم التربية المنضبطة
آخر تحديث GMT22:13:03
 العرب اليوم -

قنوات أطفال تبث رسائل ضمنية بشأن تغيير مفاهيم التربية المنضبطة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قنوات أطفال تبث رسائل ضمنية بشأن تغيير مفاهيم التربية المنضبطة

قنوات الأطفال
القاهرة ـ العرب اليوم

أضحى الآباء والأمهات يخشون على أبنائهم من المشاهد والألفاظ الخارجة (+18) التي ترد في المسلسلات والأفلام، فيضعونهم أمام قنوات الأطفال بكل ثقة، باعتبارها مخصصة لهم ولن تقدم سوى ما يتناسب مع طفولتهم البريئة، لكن الأمر لم يعد كذلك، بل أصبحت وسيطا لتمرير أفكار تتنافى مع معتقداتنا وفطرتنا السليمة، خاصة فيما يتعلق بأفكار الشذوذ الجنسي والترويج للعلاقات الجنسية عموما بين الأطفال. كمٌ هائل من الرسائل الضمنية بشأن تغيير مفاهيم التربية المنضبطة في أفلام الكارتون يتعرض لها الأطفال يوميا بطريقة مدروسة وممنهجة، في ظل غياب تام للرقابة العائلية… والخطة بسيطة: اجعل الطفل يعتاد على هذه الأفكار والمشاهد فتصبح مألوفة لديه، وعندما يكبر يتقبّلها بسهولة بل ويقلدها، فهي مرتبطة بأهم فترات تكوينه العقلي وأفضل أيام ذكرياته.

الأمر الذي جعل هذه الرسائل تتطور من كونها ضمنية مبطنة لأفكار عامة يتم الإعلان عن تأييدها، مثلما فعلت قناة Cartoon Network قبل أيام، بأن غيّرت صورتها على فيس بوك بشعار قوس قزح، دعما لحقوق الشواذ جنسيا حول العالم، واحتفالا بـ”شهر الفخر” كما يطلقون عليه،  الذي يشهد الكثير من الفعاليات الخاصة بمجتمع الشواذ حول العالم. لم تكتفي بتغيير الشعار فقط، بل نشرت فيديو يدعو الأطفال لتقبّل كل العائلات المثلية، المكونة من امرأتين أو رجلين، وذلك بمحاورة عدد من تلك العائلات، والتركيز على ردة فعل الأبناء الذين يقومون بتبنيهم، ليظهروا كيف أن الأمر به تسامح وحب وسعادة غامرة، مع تأكيد القناة على أنها ستحتفل لمدة شهر من كل عام بمجتمع المثليين.

قناة Cartoon Network تابعة لشبكة تليفزيونية أمريكية أنشئت منذ أكثر من 25 عاما، ولديها قنوات موجهة لأغلب دول العالم، منها القناة الناطقة باللغة العربية التي أطلقت في عام 2010، وأحدثت تأثيرا كبيرا في كل الدول العربية، إذا يتابعها ملايين الأطفال باستمرار، وهو ما جعل عدد من الانتقادات تظهر من آن لآخر حول المحتوى الذي تقدمه، والذي لا ينفصل كثيرا عن سياسات الشبكة ككل، بل بالعكس يتم اختيار طريقة توصيل هذه الرسائل الفكرية للأطفال وفقا لبلدانهم، فيتم اختيار بعض الحلقات لعرضها في بلدان معينة ومنعها في أخرى تجنبا للانتقادات، مع استمرار إيصال الرسائل بشكل غير مباشر.

تركيز عدد من القنوات والأفلام الكارتونية الأجنبية الموجهة للأطفال على إظهار شخصيات شاذة جنسيا داخل العمل، ثم الإعلان رسميا عن ذلك بعد أن تحقق نجاحا كبيرا يثبت أن الأمر غير عشوائي على الإطلاق، فقبل نحو أسبوعين، احتفلت شبكة Nickelodeon الشهيرة بشخصيات شاذة جنسيا عبر شاشتها، كان أبرزهم سبونج بوب، الذي ظهر في إحدى الحلقات سابقا وقد تبنى قوقع بحر هو وصديقه باتريك، وكأنهما زوجين، وقام سبونج بوب بدور الأم، فضلا عن مشاهد متعددة ظهر في إحداها باتريك وهو يضع في مؤخرته لافته مكتوب عليها سبونج بوب.

أيضا نشر موقع buzzfeed.com الأمريكي من قبل، تقريرا مطولا عن الشخصيات الكرتونية المروجة للمثلية الجنسية، التي كان أبرزها شخصية Judy Funny في كارتون Doug، التي وصفها التقرير بأنها تركت تأثيرا كبيرا وقدمت دعما هائلا لجيل القرن العشرين من الشواذ. كذلك شخصية Johnny Bravo الذي اشتهر بارتداء “تي شيرت” أسود يقوم بخلعه أحيانا كثيرة ليقف بنصف جسده العلوي عاريا، وتظهر تحركاته وإيحاءاته وحتى لهجته مقاربة لتصرفات الشواذ.

الكرتون الشهير “وقت المغامرة” أثار أيضا بعض الشكوك حول ميول مارسيلين وعلاقتها بأميرة العلكة، ليؤكد المؤلف بعد ذلك أنّ الفتاتين كانتا في علاقة غراميّة قصيرة قديمة، لكن هذا لا يظهر في المسلسل بحسب دبلجة شخصية مارسيلين لأنّ الشذوذ ممنوع في بعض البلدان، لذلك تبدو الفتاتان متخاصمتان من دون أي سبب ظاهر في المسلسل كما رصدت تقارير صحفية ما تضمنه كارتون “ستيفن البطل” المذاع عبر Arabic Cartoon Network منذ عام 2014، إذ ركز على ظهور الشواذ جنسيا، لتوضح المؤلفة أنها أيضا شاذة، وأنّ هذه الفكرة مقصودة لتوعية الأطفال بقضية الميول الجنسية.

الأمر ليس فقط في دعم القضايا الجنسية في أعمال مثل غامبول وبن تن وأبطال التايتنز ووقت المغامرة وريك أند مورتن… وغيرها الكثير، لكن أيضا في إيصال رسائل أخرى حول معتقدات وأفكار غير مناسبة لمجتمعاتنا مثل التركيز على فكرة “الطبيعة الأم”، وأنها السبب في كل شيء وفي خلق كل شيء، مثل كارتون “السنافر” الشهير، فضلا عن انتشار ظهور شخصيات بلهاء وغبية بشكل زائد يتعلق بها الأطفال لأنها مضحكة.

أحدهم سيقول ما ضرر ظهور ألوان قوس قزح أو قبلات في ثوان معدودة أو رسائل مبطنة وليست مباشرة عن أي شيء، قد لا يلاحظها الطفل أساسا ولا يفهمها لو سألته عنها.. حسنا إليك ما أورده دكتور وليد فتيحي الطبيب السعودي الأمريكي الشهير، عن دراسة هي الأولى من نوعها، إذ أثبت العلماء والباحثون في معهد ماكس بلانك أن قراراتنا تصنع في عقلنا اللاواعي 7 ثوانٍ قبل أن نصبح مدركين لها بعقلنا الواعي، ففي الدراسة أعطي المشاركون الحرية الكاملة في استخدام اليد اليمنى أو اليسرى للضغط على زر أمامهم، وعليهم أن يُشعِروا الباحثين في اللحظة التي قرروا فيها أي يد سيستخدمون، وبمساعدة أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفية استطاع الباحثون أن يحددوا وبكل دقة أي يد سيستخدمها المشارك قبل أن يقرر هو ذاته في عقله الواعي أي يد سيضغط بها على الزر.

يشرح البروفيسور بروس ليبتون عالم الأحياء البيولوجية في ستانفورد، عمل العقل اللاواعي بأنه أشبه ما يكون بكمبيوتر عظيم محمل ببنك معلومات من التصرفات والسلوكيات المبرمجة، والتي تم اكتسابها وتحصيل معظمها في السنوات الأولى من حياتنا، ويتحدث عن عقلين منفصلين؛ أحدهما العقل الواعي الذي يفكر بحرية ويكوّن أفكارا جديدة خارج الصندوق، ومسؤول عن الأعمال التي تحتاج المنطق والحساب، والآخر هو العقل اللاواعي الذي لا يستطيع الخروج عن برمجته المحددة فهو يتفاعل ويستجيب ويكون رد فعله المبرمج أوتوماتيكيا وتلقائيا بناء على ردود الفعل السلوكية المخزنة سابقا (خاصة مرحلة الطفولة)، وتعمل بدون علم أو سيطرة من العقل الواعي، فهو أقوى وأسرع بكثير منه، وهو الذي ينظم ويشكل طريقة حياتنا.

ويبين العلماء أن 95% إلى 99% من قراراتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا وعواطفنا وانفعالاتنا تعتمد على نشاط الدماغ في العقل اللاواعي، وكذلك فهو يتحكم في سرعة دقات القلب وسرعة التنفس وكل الوظائف اللاإرادية في الإنسان باختصار ما يخزنه الطفل بوعي أو بدون وعي في مرحلة الطفولة هو ما يؤثر بقوة على اختياراته وقناعاته مستقبلا، لذلك يجب أن تكون مدركا لما يتلقاه أطفالك من رسائل وأفكار في هذه المرحلة، لا أن نسلمهم بشكل تام لقنوات الأطفال ثم نتفاجأ بعد ذلك بميول وقناعات غير سوية، لن تُقبل في مجتمعاتنا أبدا.

قد يهمك أيضا : 

"تن" تٌقرر تخفض رواتب العاملين في القناة بنسبة لا تقل عن 20 في المائة

شتائم بذيئة وألفاظ نابية في كواليس القناة "التربوية" السورية بين العاملين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنوات أطفال تبث رسائل ضمنية بشأن تغيير مفاهيم التربية المنضبطة قنوات أطفال تبث رسائل ضمنية بشأن تغيير مفاهيم التربية المنضبطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 العرب اليوم - هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab