في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة

سوسا ـ أ.ف.ب

يهمس تادايوشي اودونو وهو يرفع شفرته "انه مؤلم اليس كذلك؟ انا آسف ساقوم بذلك بهدوء".. هذا الرجل ليس بجراح بل "نحات اشجار" يصمم "اشجار بونزاي صغيرة جدا" وهو على ثقة ان الشجرة قد تأوهت. يميل هذا التقليد الى الاندثار خصوصا بسبب تقدم "نحاتي الاشجار" في السن وعدم توافر من يخلفهم في هذه الحرفة. لكن في مدينة سوسا الصغيرة الواقعة على بعد مئة كيلومتر من طوكيو يستمر هؤلاء في فتل الاشجار و تجريحها وحزها وشدها لفرض شكل معين عليها. ويقول ماكوتو ايشيباشي وهو يركز على شجرة صنوبر "انها انثى انظروا الى اوراقها الناعمة". ويتنقل مقصه ببراعة من غصن صغير الى اخر لكي تحتفظ الشجرة بشكلها المثلث الذي فرض عليها خلال مرحلة النمو. ويدير ماكوتو (55 عاما) المشتل العائلي حيث عمدت اجيال من اسلافه على فرض "معاناة" على الاشجار باسم جمالية معينة. وتنتشر الكثير من تصاميم سوسا في حدائق ومتنزهات عامة في طوكيو. وبطبيعة الحال ثمة حب كبير للشجرة ومهارة وخفة كبيرتان. ماكوتو يتذكر انه في احد ايام الشتاء الباردة عندما كان يخطو خطواته الاولى في هذه المهنة في سن الثامنة عشرة، وبخه والده لانه كان يضع قفازين. فهو يعتبر ان اليد تفقد كل رشاقتها بذلك. وقد اكتسب قدرة كبيرة على التحكم بما يفعل على مر السنين لكن ماكوتو يؤكد بتواضع ياباني بامتياز، ان عليه ان يتحسن اكثر "لن اتمكن من تعلم كل شيء قبل ان اموت". ويستحق ان يطلق عليه لقب "الرجل الذي يهمس في اذن الاشجار". وهو يقول "الاشجار هي عائلتي. لا تقول لي ماذا تريد لكنها توجه الي رسائل لتشير الى الشكل الذي ترغب به". تادايوشي اودونو هو خبير في تقنية "نومير" الدقيقة التي تقوم على حز اغصان على امتداد طولها لكي تنمو وتنثني نحو الارض وهو من معايير الجمال في الحدائق التقليدية اليابانية. وينبغي الحز بدقة لابقاء الشجرة على قيد الحياة لكن بشكل كاف للحصول على التقويس المطلوب. وان كانت اليابان معروفة بصادراتها الصناعية ولا سيما السيارات والمنتجات الالكترونية، يعتقد في سوسا ان هذه "الاشجار المنحوتة" يمكن ان تشكل سفراء ممتازين لثقافة البلاد وروحانيتها الشهيرة. لكن هذه الثقافة ليست برخيصة فبعض تصاميم ماكوتو تباع باربعين الف دولار. ولا تنسى سوسا اشجار البونزاي، لاسيما الصغيرة جدا منها. فهذا الاختصاص الياباني حقق 82 مليون دولار من عائدات الصادرات العام الماضي من بينها 41 % من منطقة شيبا التي تقع فيها سوسا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة



GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشف صيادان نوعا جديدا من الثعابين بأنياب “تشبه النصل”

GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أثبت علماء أن القطط "تشعر بعاطفة حقيقية تجاه البشر

GMT 04:01 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

الشمبانزي المريض يعالج نفسه بالنباتات

GMT 09:18 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

زرافة تنتزع فتاة صغيرة من يد أمها وتثير الذعر

GMT 03:39 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اكتشاف نوع جديد من الثعابين في تايلاند

GMT 06:36 2024 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

تأسيس مركز آمن لإنقاذ طائر أكيكيكي من الانقراض

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab