القردة ذات الكتفين تلقي الضوء على الأصول المشتركة مع الإنسان
آخر تحديث GMT22:23:00
 العرب اليوم -

القردة ذات الكتفين تلقي الضوء على الأصول المشتركة مع الإنسان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القردة ذات الكتفين تلقي الضوء على الأصول المشتركة مع الإنسان

القردة ذات الكتفين
نيويورك - مادلين سعادة

كشف الباحثون، عن أنّ السلف المشترك بين الرجل والقرد؛ يميل إلى كونه قرد أكثر من كونه إنسانًا بشريًا، حيث كشفت دراسة جديدة يقودها باحثون من جامعة "كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو، عن أنّ مفتاح الاكتشاف يكمن فى الأكتاف، وأخذ البشر الأوائل، خطوة تطورية، بعيدًا عن القرود، عندما غادروا الغابات والأدوات؛ ولكن بقي شكل السلف المشترك الأخير مع القرود غير واضح، حتى الآن.

وأكد ناثان يونغ من مدرسة الطب فى جامعة "كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو والمؤلف الرئيس للدراسة، أنّ "البشر كائنات فريدة بأشكال عدة، ونحن لدينا مميزات تربطنا على نحو واضح مع القردة الأفريقية، ولدينا أيضًا مميزات تبدو أكثر بدائية، ما يؤدي إلى عدم اليقين في شأن الشكل الذي يبدو عليه السلف المشترك لدينا، وتشير دراستنا إلى تفسير بسيط يتمثل فى أنّ السلف بدى يشبه الشمبانزي أو الغوريلا على الأقل في الأكتاف".

وأوضح يونغ، أنّ شكل الكتف ارتبط مع تغير السلوك الإنساني المبكر مثل قلة التسلق وزيادة استخدام الأدوات، ويتشابه البشر مع القردة الأفريقية بما في ذلك الشمبانزي والبابون، قبل ستة أو سبعة ملايين عام، كما تشبه الصفات البشرية القرود أو إنسان الغاب.

ويثير هذا المزيج من الخصائص؛ سؤالًا خاصًا، فيما إذا كان السلف المشترك الأخير للإنسان والقردة الأفريقية يشبه الغوريلا أو الشمبانزي، فى العصر الحديث أم يشبه القرد القديم؟، وتشير الدراسة العلمية التي تحمل عنوان "Fossil Hominin Shoulders " التي نشرت في دورية "journal PNAS " في السابع من أيلول/ سبتمبر؛ إلى أنّ السلف المشترك يشبه القرد الأفريقي.

وتتكون أكتاف القردة الأفريقية، من شفرة على شكل مجرفة ومقبض مثل العمود الفقري الذي يوجه مفصل الذراع نحو الجمجمة، ما يعطى ميزة للأذرع عند التسلق أو التأرجح من خلال الفروع، وفي المقابل يتجه العمود الفقري الكتفي في القرود إلى الأسفل، وتعد هذه الصفة أكثر وضوحا في البشر، ما يدل على سلوكيات مثل صنع الأدوات الحجرية والرمي بسرعة عالية.

وكان السؤال السائد؛ هل تطور البشر بهذا التكوين من قرود أكثر بدائية أم من قرود أفريقية حديثة؟ واختبر الباحثون هذه النظريات المتنافسة؛ من خلال مقارنة القياسات ثلاثية الأبعاد لحفريات الأكتاف للبشر الأوائل والإنسان الحديث والقردة الأفارقة والجيبونز والقرود التي تعيش في الأشجار.

وكشفوا، عن أنّ شكل كتف الإنسان الحديث فريد من نوعه حيث يتشابه مع التوجه الجانبي لإنسان الغاب وشكل شفرة الكتف مع القرود الأفريقية، مبينين أنّ كتف الإنسان مختلفة عن جميع القرود،  فهو بدائي بعض الشيء ويختلف عن الجميع في الوقت ذاته؛ ولكن كيف تطورت السلالة البشرية وهل كان لدى السلف المشترك للإنسان الحديث كتف مثلنا؟".

وحللوا بعضا من أوائل الأنواع البشرية وتدعى "Australopithecus"؛ لتحديد مدى تشابه شكل الأكتاف بينها، وقال الدكتور ريراي أليمسيغيد من أكاديمية "كاليفورنيا للعلوم"، أن العثور على الحفريات للسلف المشترك يعتبر شيئا مثاليا وفي حالة غياب الحفريات يعتبر توظيف التقنيات المتعددة الحل الأفضل.

حيث أظهرت نتائج فحص الفصائل البشرية الأولى، أنّ فصيلة "australopiths" تقع في منطقة متوسطة بين القرود الأفريقية والبشر، أما فصيلة "A. afarensisshoulder" فكانت أقرب للقردة الأفريقية عن البشر، أما فصيلة "A. sediba" فكانت أقرب للبشر عن القردة، وتتسق هذه النتائج مع زيادة استخدام الأدوات في فصيلة "Australopithecus".

وأضاف ألييمسيغيد، أنّ المزيج الملحوظ من القرد والإنسان في كتف فصيلة ""A. afarensis يدعم فكرة مشاركة الفصائل التي تحمل قدمين في تسلق الأشجار، واستخدام الأدوات الحجرية، ويعد هذا خطوة رئيسة واضحة في طريقها حتى تصبح بشرا.

وأفاد نيل تي روش زميل علم الأحياء التطوري البشري في جامعة "هارفارد"، أنّ تطور الكتف ساعد في تطوير سلوك آخر بالغ الأهمية يتمثل في قدرة الإنسان على رمي الأشياء بسرعة ودقة، وربما كان تطور الكتف مدفوعًا في البداية باستخدام الأدوات، ومن المرجح أن قردة الرمي الفريدة؛ ساعدت أجدادنا في الصيد وحماية أنفسهم، ما حوّل جنسنا البشري إلى كائنات مسيطرة على الأرض".

وعلى الرغم من تميز القدرة الرائعة في الرمي؛ إلا أنها تجعل البشر أكثر عرضة لإصابات الكتف، ولذلك يحصد الأميركيون ما يقرب من مليون إصابة من الكفة المستديرة سنويًا؛ ولكن ليس الجميع في خطر متساو، نظرًا لاختلاف شكل الكتف على نطاق واسع بين البشر المعاصرين، ويساعد فهم هذه الخلافات؛ بالتنبؤ فيمن أكثر عرضة للإصابة عن غيرهم.

وشرح يونغ، أنّه من المحتمل استخدام المعلومات حول شكل كتف القرد فى التنبؤ باحتمالية التعرض للإصابة على نحو أكبر ومن ثم التوصية بتمارين شخصية للممارسة لتجنب الإصابات، ويعتمد الحصول على كرة البيسبول على شكل كتفك، ولذلك ربما ترغب في إجراء بعض التمارين للتقوية لتجنب خطر الإصابة.

وتكمن الخطوة التالية للباحثين في تحليل التباين في كتف الإنسان المعاصر والتسلسل الجيني الذي تسبب في هذه الاختلافات لفهم مدى تأثير هذه العوامل على احتمالات إصابة الكتف، ووجه الأستاذ المساعد في علم الأحياء التطوري البشري تيرينس كابليني في جامعة "هارفارد" إلى أنه "عندما نفهم كيف يؤثر شكل الكتف على المصابين تصبح الخطوة التالية اكتشاف الجينات التي تجعل هذه الأشكال أكثر عرضة للإصابة، ومن خلال هذه المعلومات نأمل في أن يتمكن الأطباء من تشخيص وتفادي إصابات الكتف قبل أعوام من وقوعها، وذلك من خلال فرك قطعة من القطن ببساطة على خد المريض لأخذ عينة من الحامض النووي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القردة ذات الكتفين تلقي الضوء على الأصول المشتركة مع الإنسان القردة ذات الكتفين تلقي الضوء على الأصول المشتركة مع الإنسان



GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشف صيادان نوعا جديدا من الثعابين بأنياب “تشبه النصل”

GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أثبت علماء أن القطط "تشعر بعاطفة حقيقية تجاه البشر

GMT 04:01 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

الشمبانزي المريض يعالج نفسه بالنباتات

GMT 09:18 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

زرافة تنتزع فتاة صغيرة من يد أمها وتثير الذعر

GMT 03:39 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اكتشاف نوع جديد من الثعابين في تايلاند

GMT 06:36 2024 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

تأسيس مركز آمن لإنقاذ طائر أكيكيكي من الانقراض

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab