السياحة مصدر حماية لحيوانات الغوريلا في الأدغال الأوغندية
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

السياحة مصدر حماية لحيوانات الغوريلا في الأدغال الأوغندية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السياحة مصدر حماية لحيوانات الغوريلا في الأدغال الأوغندية

حيوانات الغوريلا
بويندي - أ ف ب

 في الادغال الواقعة جنوب غرب اوغندا، تبدو حيوانات الغوريلا الجبلية بمنأى عن الخطر ، الا ان استمرار وجود هذه الفصيلة المهددة يعود جزئيا الى السياح الذين يزورون هذه المنطقة والاموال التي ينفقونها.
وتضم غابة بويندي حوالى 400 غوريلا جبلية، اي ما يقارب نصف عدد الحيوانات من هذه الفصلية في العالم. وفي هذه المنطقة النائية، تساعد المداخيل المتأتية من السياحة على حماية القردة الكبيرة التي دأب القرويون في السابق على اصطيادها حفاظا على حقولهم.
وقال نائب المدير المكلف شؤون الحفاظ على الاجناس المهددة في الهيئة الاوغندية للحيوانات البرية تشارلز تومويسيغيي لوكالة فرانس برس "لحماية هذه الفصيلة المهددة علينا اظهار المنفعة الاقتصادية المرتبطة بحيوانات الغوريلا".
واضاف "السياحة بدأت كوسيلة للاظهار للسكان ان حيوانات الغوريلا يمكن ان تحمل اهمية اقتصادية وبأننا نستطيع تحقيق مداخيل قادرة على تحسين حياتنا اليومية".
وتعتبر اوغندا وجارتاها رواندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية البلدان الوحيدة التي تعيش فيها حيوانات الغوريلا الجبلية حاليا.
الا ان مشاهدة هذه الحيوانات في بيئتها الطبيعية له ثمن: اذ يبلغ ثمن "الاذن بتتبعها" داخل غابة بويندي حوالى 600 دولار.
واشار  بليز بيتشيا غاليتو وهو سائح فرنسي الى ان معرفته بان هذا المال يصب لصالح حماية حيوانات الغوريلا "تساعد في تقبل الموضوع"، لافتا الى ان زوار هذا المكان يشعرون بأنهم يختبرون "امرا مختلفا حقا".
ووصلت التهديدات التي كانت ترخي بثقلها على حيوانات الغوريلا الجبلية، من حروب وتدمير لمساكنها وامراض، الى حد تشكيل تهديد بانقراضها في نهاية القرن الماضي. لكن اعدادها سجلت تزايدا في العقود الماضية وذلك خصوصا بفضل تكثيف الجهود لحمايتها.
وروى سيت بياروغابا رئيس نزل فندقي ووكالة سفريات تنظم رحلات خاصة لتتبع حيوانات الغوريلا "تعين منع السكان من الذهاب الى الغابة حيث كانوا يجدون مجانا كل لحوم الطرائد".
واضاف "حاليا الناس سعيدون لأن ثمة مداخيل تصل" بفضل هذه الحيوانات.
لكن ثمة صعوبة لا تزال تكمن في تعايش الاهالي مع هذه الحيوانات التي تنهب الحقول احيانا، كما ان سكان هذه المنطقة الفقيرة غالبا ما تستهويهم فكرة تكبير مساحة اراضيهم الزراعية والاستفادة من خيرات الغابة.
من هنا، ادى تدمير مواطن حيوانات الغوريلا هذه والنمو السكاني في هذه المناطق الى تماس اكبر بين السكان وهذه الحيوانات. وبنتيجة ذلك انتقلت الامراض البشرية الى هذه الحيوانات التي تأتي احيانا لمهاجمة البشر.
وخلال مؤتمر كبير للامم المتحدة في نيروبي نهاية حزيران/يونيو، دق خبراء ناقوس الخطر، فالاستغلال السريع والكبير للموارد الطبيعية خصوصا الخشب والمعادن والنفط والغاز، شكل تهديدا كبيرا على القردة الكبيرة في افريقيا وايضا في اسيا.
كذلك وقعت هذه الحيوانات ضحية عمليات صيد غير قانونية وتجارة غير مشروعة. فبحسب تقرير حديث صادر عن الامم المتحدة والشرطة الدولية (انتربول)، فإن اكثر من 22 الف قرد كانت ضحية لهذه التجارة غير الشرعية بين 2005 و2011 وتم القضاء عليها او القبض عليها بهدف بيعها.
لكن في اوغندا، لا تزال المداخيل السياحية تمثل حافزا لحماية حيوانات الغوريلا.
وذكر تشارلز تومويسيغيي بأن "المجتمعات كانت تعيش الى جانب حيوانات الغوريلا هذه قبل البدء بجهود المحافظة عليها بوقت طويل"، ووجدت في الغابة مصدرا للاخشاب وللعلاجات الطبية. واعتبر انه "من المهم جدا" ان يدرك الناس ان "حيوانات الغوريلا موجودة دائما لدر الارباح عليهم".
وقد اتت الاموال التي انفقها السياح بمردود ايجابي على الاقتصاد المحلي.
فبالاضافة الى المداخيل التي درتها الفنادق ومحال بيع التذكارات والوظائف في المنتزهات، تحصل المجتمعات المحلية على 20 % من ثمن الدخول الى المنتزهات وعلى خمسة دولارات لكل "اذن بالتتبع" لحيوانات الغوريلا.
وتتولى دوريات من الحراس المسلحين حراسة هذه المحمية الوطنية، وذلك حفاظا على امن السياح (اذ ان متمردين روانديين قتلوا ثمانية سياح في 1999)، وسلامة حيوانات الغوريلا انفسها.
الا ان كثيرين يرون ان الاثار الايجابية للسياحة على المنطقة غير كافية خصوصا في ظل استمرار معدلات الفقر الكبيرة فيها.
واوضح سامويل سينغواير من منظمة "ذي غوريلا" غير الحكومية ان "السياحة تكون دائما موجهة نحو الخارج"، مشيرا الى ان هذا القطاع "تعتمد بشكل اساسي على الزوار الاجانب والارباح ستصل خصوصا الى جيب مالكين" يعيشون خارج المنطقة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة مصدر حماية لحيوانات الغوريلا في الأدغال الأوغندية السياحة مصدر حماية لحيوانات الغوريلا في الأدغال الأوغندية



GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشف صيادان نوعا جديدا من الثعابين بأنياب “تشبه النصل”

GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أثبت علماء أن القطط "تشعر بعاطفة حقيقية تجاه البشر

GMT 04:01 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

الشمبانزي المريض يعالج نفسه بالنباتات

GMT 09:18 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

زرافة تنتزع فتاة صغيرة من يد أمها وتثير الذعر

GMT 03:39 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اكتشاف نوع جديد من الثعابين في تايلاند

GMT 06:36 2024 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

تأسيس مركز آمن لإنقاذ طائر أكيكيكي من الانقراض

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab