نيويورك - وكالات
توصل علماء الفيزياء الفلكية الى معرفة اسباب تقييم معدن الذهب عاليا. فقد تبين ان هذا المعدن ليس نادرا فقط على كوكب الارض، بل وفي عموم الكون، وقد ولد بنتيجة اصطدام نادر للكواكب النيترونية. لقد بقي مصدر نشوء الذهب مجهولا لغاية هذا الوقت، وذلك لانه لا يتكون في داخل كوكبنا مثل العناصر الخفيفة. وتعتقد مجموعة من علماء مركز هارفرد – سميتسون للفيزياء الفلكية برئاسة ايدو بيرغر، بأن الذهب في الكون ولد بنتيجة اصطدام كواكب ميتة. وهذه حوادث نادرة جدا وضخمة في الوقت نفسه، ولقد تمكن هؤلاء العلماء من مراقبة ومضات انفجار اشعة غاما القصيرة لموقع (GRB 130603B ) بواسطة تلسكوب Swift التابع لوكالة الفضاء الامريكية "ناسا" الذي يعتبر مثالا لكوارث حدثت قديما. وهذا ما يحدث في درب التبانة باستمرار. وحسب قولهم ان الذهب وغيره من المعادن الكريمة وصلت الى الارض مع النيازك. ولقد حدث هذا قبل حوالي 4 مليارات سنة عندما تعرض كوكبنا الى امطار نيزكية مستمرة. ويفترض ايدو بيرغر، بان الذهب ليس نادرا فقط على كوكب الارض، بل وفي عموم الكون. وذلك لان الذهب يولد فقط في بوتقة كارثة فضائية ضخمة، ولا يمكن ان يحصل "بصورة طبيعية" في داخل الكواكب، كما الحديد أوالكربون. توصل العلماء الى هذا الاستنتاج بعد دراستهم بدقة انفجار الموقع (GRB 130603B) الذي يبعد عن كوكب الارض 3.9 مليار سنة ضوئية. وهذا الانفجار هو الاقرب من بين جميع الانفجارات التي شوهدت على مدى تاريخ الدراسات الفلكية. وقع هذا الانفجار نتيجة اصطدام نجمين نيترونيين ولد عنه سطوع خاص استمر لعدة ايام. وبعد دراسة وتحليل هذا السطوع يمكن الافتراض بانه نتج عن هذا الاصطدام ظهور كمية كبيرة من العناصر الثقيلة من ضمنها الذهب. وحسب حساباتهم بلغت كمية الذهب التي نتجت عنه حوالي 10 اضعاف كتلة القمر، وليست هذه كمية كبيرة اذا اخذنا بالاعتبار ضخامة النجمين المصطدمين. ويعتقد العلماء، بأن مجمل كميات الذهب في الفضاء ولدت بنتيجة هذه الاصطدامات، وهذا يعني ان كمية الذهب في الكون قليلة، ولهذا سعره مرتفع جدا.
أرسل تعليقك