بروكسل - العرب اليوم
أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع مركز الطوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية والحرائق، والذي يقوم بالتنسيق بين الدول الأعضاء وتقديم الدعم أيضا لدول خارج الإتحاد الأوروبي، شريطة أن تتقدم تلك الدول بطلب رسمي.
في شهر مايو/ آيار الماضي أطلق الإتحاد الأوروبي مشروع مركز الطوارئ، الذي يهدف إلى التعامل السريع وبكفاءة كبيرة مع الكوارث داخل دول الإتحاد وخارجها. يقع المركز في بروكسل إلى جانب عدد من المؤسسات الأوروبية، حيث لا تتعدى مساحته خمسين مترا مربعا، وهو محاط بالزجاج ومجهز بخرائط إلكترونية وبتقنيات عالية.
حاليا، هناك سبعة موظفين يشتغلون أمام شاشات المراقبة. وهو عدد كبير مقارنة بالماضي، ويأتي ذلك بعد اندلاع حرائق كثيرة في منطقة البلقان، ما دعا بجمهورية البوسنة والهرسك إلى طلب دعم من المركز الأوروبي بسبب إخفاقها في السيطرة على حرائق هناك. من جهتها بادرت كرواتيا إلى إرسال طائرتين لإخماد الحرائق في البلد المنكوب. وهي عمليات تتم مراقبتها من خلال شاشات المركز الأوروبي في بروكسل.
مهام المركز
ويوضح بيتر بيلينغ، نائب مدير مركز الطوارئ أن للمركز ثلاث مهام رئيسية. تتجلى الأولى في مراقبة تطورات الكوارث الطبيعية على مستوى العالم، لكي يتم التحذير من احتمالية حدوث فيضانات أو زلازل أو غيرها في باقي المناطق. وتكمن المهمة الثانية في جمع أكبر قدر من المعلومات حول كوارث حدثت في الماضي وتحدث في مناطق متفرقة من أوروبا، حيث يتم تبادل المعلومات حولها بين الدول الأعضاء والمركز الاوروبي.
أوروبا وسياسة الخصوصية
أما المهمة الثالثة، فتعنى بتنسيق عمليات الإنقاذ لتوفير الجهود المادية والبشرية. بيد أن الكلمة الفصل في عمليات مواجهة الكوارث تبقى لدى الدول الأعضاء نفسها، ولا يستطيع المركز التدخل إلا إذا طالبت الدول بذلك. وتقوم السلطات الأوروبية في بروكسل سنويا بالتنسيق في حوالي ثلاثين كارثة.
وإذا كانت للمؤسسات الأوروبية تجربة طويلة في هذا المجال، فإن إنشاء مركز الكوارث في مايو الماضي أضاف جدية أكبر للتعامل مع هذا الموضوع. ويوضح نائب مدير المركز وجود "حضور بشري دائم في المركز أي أن هناك موظفين دائمين في مركز المراقبة، وحتى بعد ساعات الدوام يتم إحضارهم إذا ما اقتضت الحاجة لذلك، ليكون مفتوا على مدار أيام السنة".
ويضيف المسؤول أن عبر الضغط على زر فقط يتم التواصل مع الفرنسيين والألمان والدنماركيين وغيرهم من الزملاء في هذا القطاع، علما أن ايسلاندا والنرويج وليشتنشتاين وجمهوريات يوغوسلافيا السابقة غير منضوية تحت لواء الإتحاد الأوروبي، لكنها لها عضوية في المركز.
آليات الإنقاذ الاحتياطية
ويمكن لجميع دول العالم طلب النجدة من مركز الكوارث الأوروبي. وبالفعل فإن جل العمليات التي قام بها تم تنفيذها خارج دول الاتحاد. بيد أن الخبراء ينتقدون عدم وجود مخزون احتياطي للمساعدة، حسبما أفاد نائب مدير المركز الذي شدد على أنه "يجب توفير المعدات والآليات لمواجهة الكوارث ولإنقاذ الأرواح ووضع طاقات بشرية تحت تصرف المركز حتى يتم اللجوء إليها عند الحاجة، حيث لا يجب الاعتماد على بادرة الدول الأعضاء فقط، كما كان الأمر بالنسبة لكرواتيا التي أرسلت طائرتين للبوسنة".
وإلى ذلك الحين، هناك أربعون موظفا يعملون في مركز الطوارئ، حيث ينسقون بين 32 دولة أوروبية وبلغات مختلفة، كما يتم أخذ خصائص كل دولة على حدة بعين الاعتبار. بعض هؤلاء هم موظفون لدى المفوضية الأوروبية، وبعضهم الآخر تمّ إرساله من الدول المشاركة في المركز إلى بروكسل. اختصاصات العاملين هناك مختلفة، فهناك عالم الاجتماع وعالم الجيولوجيا والزلازل والفزيائي والأخصائي في علوم السياسية.
أرسل تعليقك