يحتفل العالم بعد غد /الاثنين/ باليوم الدولي للحد من الكوارث 2014 تحت شعار " القدرة علي الصمود من أجل الحياة "، حيث يؤكد خلاله على دور كبار السن في الحد من مخاطر الكوارث ويدعو إلى تشجيع المزيد من الشراكات معهم ومع منظماتهم، والتأكيد على دورهم في عمليات صنع القرار لبناء مجتمعات قادرة على مواجهة الكوارث، كما يؤكد على حقوقهم وحاجاتهم في كل ظروف ومراحل الكوارث لاسيما النـزاعات المسلحة والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية، مهما تعددت أشكالها ودرجاتها.
ويتأثر أكثر من 226 مليون شخص سنويا بالكوارث.. وخلال الأربعين سنة الماضية، فإن معظم حالات الوفاة البالغ عددها 3.3 مليون حالة والناجمة عن الكوارث كانت في أشد الأمم فقرا. وبين عامي 2000 - 2010، لقى أكثر من 680 ألف شخص حتفهم بسبب الزلازل، وكان من الممكن اتقاء معظم حالات الوفاة هذه التي سببتها تدني حالة المباني. وبين عامي 2002 - 2011، تم تسجيل 4130 كارثة ناجمة عن الأخطار الطبيعية حول العالم، وهي الكوارث التي لقى بسببها أكثر من 1.117 مليون شخص مصرعهم وبلغت الخسائر الناجمة عنها ما لا يقل عن 1.195 مليار دولار.
وفي شرق آسيا والمحيط الهادي، قلت حالات الوفاة بسبب الفيضانات والأعاصير بما يعادل الثلثين منذ عام 1980، ويتم تخصيص أقل من 0.7 % من مجموع مساعدات الإغاثة لأنشطة الحد من مخاطر الكوارث، رغم أن كل دولار ينفق في إجراءات التأهب لمواجهة هذه المخاطر يوفر 7 دولارات في المقابل.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بموجب قرارها 236/44 في ديسمبر 1989 اعتبار يوم 2 أكتوبر للاحتفال باليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية، وقد واصلت الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم العالمي بشكل سنوي خلال العقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية من 1990 - 1999، ثم قررت الجمعية العامة بموجب قرارها 64/200 في 21 ديسمبر تحديد يوم 13 أكتوبر موعدا للاحتفال وتغيير اسم اليوم إلى اليوم الدولي للحد من الكوارث، والهدف من الاحتفال هو توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث.
وقال بن كي مون الأمين العام للأمم المتحدة - في رسالته بهذه المناسبة - إننا "كأسرة بشرية نتقدم في السن، فعلى الصعيد العالمي هناك ما يقرب من 700 مليون شخص - أي 10 % من سكان العالم - يزيد سنهم على 60 عاما، وبحلول عام 2030 سيفوق عدد المسنين عدد الأطفال لأول مرة في التاريخ، ويعد الاحتفال باليوم الدولي للحد من الكوارث فرصة لإدراك دور المسنين من الرجال والنساء في تعزيز القدرة على التحمل".
وأضاف أنه "حين تقع كارثة طبيعية، يعاني المسنون من ارتفاع غير متناسب في معدل الوفيات والإصابات، ولا بد من تغير هذا الاتجاه الفاجع عن طريق الخطط والخدمات والدعم التي تكفل لنا معالجة مواطن الضعف التي تواجه كبار السن مع الاستفادة إلى أقصى حد من مساهماتهم في الأمن والرفاه الجماعي، ويجب أن يأخذ التخطيط لمنع الكوارث بعين الاعتبار ضعف القدرة على الحركة الذي يعاني منه الكثير من المسنين، وينبغي علينا أن نمكنهم من التأهب لاحتمال وقوع كارثة، وبلوغ بر الأمان وحماية أنفسهم، ويجدر أيضا مراعاة احتياجات كبار السن في نظم الإنذار المبكر، وآليات الحماية الاجتماعية، وخطط الإجلاء والتصدي لحالات الطوارئ، وحملات التوعية العامة".
وذكر مون أنه في الوقت نفسه من المهم إدراك أن المسنين لديهم نقاط قوة يمكن أن تخدم المجتمع بشكل عام، ذلك أن سنوات خبرتهم يمكن أن تساعد في الحد من المخاطر التي تطرحها الكوارث. وينبغي علينا أن نشركهم في إدارة مخاطر الكوارث إلى جانب ما يتصل بذلك من عمليات التخطيط وصنع القرار.. وبوسع المسنين أيضا أن يثروا مناقشاتنا العالمية الحيوية بشأن معالجة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة، ودعونا نذكر أنفسنا في هذا اليوم الدولي للحد من أخطار الكوارث، بأن بناء القدرة على مواجهة الكوارث ليس لها حد زمني في حياة المرء؛ فهي تبدأ في مرحلة الشباب وتتزايد أهميتها مع تقدمنا في السن".
ولفت إلي أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد شهدت ارتفاع درجة حرارة حوالي 0.8 درجة مئوية في القرن الماضي ، مع حوالي ثلثي هذه الزيادة تحدث منذ عام 1980، مما يؤدي إلى المخاطر البيئية والمناخية أكبر، وحذر تقرير فريق الأمم المتحدة الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ #### (IPCC) #### في عام 2014 أن تغير المناخ أصبح خطرا على الحياة وسبل العيش في حين يجري أيضا عاملا في ارتفاع الضخمة الكوارث، هذه التغيرات التي تحدث جنبا إلى جنب مع النمو السكاني السريع وشيخوخة السكان، فقد تضاعف أربع مرات عدد سكان العالم إلى 7 مليارات نسمة في ما يزيد قليلا على 100 سنة.
اليوم والناس الذين تزيد أعمارهم على 60 تشكل 11 % من سكان العالم، وبحلول عام 2050 سيكون قد تضاعف هذه النسبة إلى 22 %، أي سيبلغ عدد المسنين 2 مليار نسمة.. أن السكان يشيخون بسرعة أكبر في البلدان النامية حيث سيصل عددهم إلي 60 % من المسنين في العالم، ويتوقع أن ترتفع إلى 80 % بحلول عام 2050، هذا الارتفاع سيؤدي إلي زيادة تعرضهم لمخاطر الكوارث الطبيعية.
وكشف تقرير منظمة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية أن كوارث الطقس أودت بحياة ثلاثة أرباع المليون شخص وألحقت خسائر مادية تقدر بحوالي 400 مليار دولار في العالم خلال 30 سنة الماضية، مشيرا إلى أن الطقس وراء 80 % من الكوارث الطبيعية في العالم.
ويشير التقرير أن الكوارث التي يسببها الطقس علي أن الدول الفقيرة والغنية على حد السواء معرضة للكوارث الناجمة عن الطقس إلا أن اقتصاد الدول الفقيرة أكثر هشاشة وحساسية للكوارث الطبيعية.
وأفاد تقرير دولي بأن 22 مليون شخص تم تشريدهم من ديارهم حول العالم بسبب الكوارث الطبيعية في 2013، وهو ما يزيد على 3 أضعاف المشردين نتيجة الصراعات المسلحة في نفس العام.
وأشار يان الياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة ويان إيجلاند رئيس المجلس النرويجي لشئون اللاجئين، عزا تلك الزيادة الكبيرة في أعداد المشردين إلي النمو الهائل في عدد السكان على مستوى العالم، وتزايد تمركزهم في المناطق الحضرية، ولاسيما في البلدان الضعيفة اقتصاديا.. ووفقا للتقرير لا توجد منطقة في العالم محصنة من حدوث الكوارث ولكن كما هو الحال في السنوات السابقة، كانت بلدان القارة الآسيوية هي أكثر البلدان تضررا من الكوارث، ويتواجد بها أكثر من 19 مليون شخص من النازحين داخليا، وهو ما يمثل، حسب التقرير، نحو 87.1 % من إجمالي عدد المشردين في العالم.
ونوه التقرير إلى أن 85 % من المشردين يعيشون في البلدان النامية، مقابل 15% فقط في الدول المتقدمة، وحذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة من أن نصف سكان دولة جنوب السودان يواجهون التشرد أو الجوع أو الموت في حال استمرار الصراع الحالي (صراع دموي على السلطة منذ 9 أشهر) في بلادهم.
في حين تسبب الإعصار هايان في أكبر حركة نزوح بعد أن هجر 4.1 مليون شخص منازلهم في الفلبين بزيادة حوالي مليون شخص عن عدد من نزحوا في إفريقيا والأمريكتين وأوروبا وأوقيانوسيا مجتمعين.. وشرد الإعصار ترامي 1.7 مليون شخص آخرين في الفلبين وشردت الفيضانات في الصين 1.6 مليون.
وتظهر الإحصاءات الجديدة أن عدد المتضررين من الكوارث الطبيعية ارتفع إلي أكثر من المثلين عما كان عليه قبل 40 عاما، وأن من المتوقع أن هذا المنحى سيصبح أكثر سوءا مع انتقال المزيد من الناس إلى المدن المزدحمة في الدول النامية.
وقال يان ايجلاند أمين عام المجلس النرويجي للاجئين "هذا الاتجاه التصاعدي سيستمر مع انتقال المزيد والمزيد من الناس للعيش والعمل في المناطق المعرضة للخطر، وأضاف أن "من المتوقع أن يتفاقم في المستقبل بسبب تأثيرات التغيرات المناخية".
وستكون أفريقيا بشكل خاص عرضة للخطر في ظل توقعات بتضاعف عدد سكانها إلى المثلين بحلول 2050..وفي العام الماضي تسببت الفيضانات الموسمية في نزوح كبير في المنطقة الواقعة جنوبي الصحراء الإفريقية لا سيما في النيجر وتشاد والسودان وجنوب السودان وهي دول تأثرت أيضا بالصراعات والجفاف.
كما ذكر التقرير أنه من المتوقع أن تصل كلفة الخسائر التي سببتها الكوارث الطبيعية والإنسانية خلال عام 2013 إلى 130 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقا لتقديرات نشرتها شركة "سويس ري" للتأمين.. وهذا المبلغ في تراجع حاد قياسا بالخسائر التي سببتها الكوارث في عام 2012، والتي بلغت 196 مليار دولار، خصوصا بعد وقوع إعصار ساندي والجفاف في الولايات المتحدة.
وتميز هذا العام أيضا بالفيضانات التي اجتاحت وسط وشرق أوروبا في شهر يونيو، مما تسبب في خسائر اقتصادية بلغت 18 مليار دولار، منها 4 مليارات تم تغطيتها من قبل شركات التأمين، وقد حصلت فيضانات في مقاطعة ألبرتا الكندية، ما تسبب بأضرار لشركات التأمين بلغت ملياري دولار، وهو مبلغ قياسي لكارثة في هذا البلد يتم تغطيتها.
وإلى جانب الفيضانات، ضربت قارة أوروبا كوارث مناخية مثل العاصفة اندرياس، التي اجتاحت ألمانيا وفرنسا مما تسبب بخسائر لشركات التأمين بلغت 3 مليارات دولار تمت تغطيتها.
كما تسببت العاصفة كريستينا، التي ضربت شمال ووسط أوروبا بخسائر لشركات التأمين بلغت مليار دولار تمت تغطيتها.. وأخيرا، العاصفة الأخيرة كزافييه، التي ضربت نفس المنطقة مما تسبب بخسائر إضافية بلغت مليار دولار لشركات التأمين، وبذلك كان على شركات التأمين تقديم 44 مليار دولار لكوارث عام 2013.. وهذا المبلغ أقل بكثير من المبالغ التي دفعت لكوارث عام 2012 والتي بلغت 81 مليار دولار لتعويض الأضرار التي سببتها تلك الكوارث، وفيما يتعلق بالعام 2013 تتوقع شركة "سويس ري" أن تصل تكلفة عمليات التأمين إلي 38 مليار دولار للكوارث الطبيعية و6 مليارات دولار للكوارث المرتبطة بالإنسان.
أرسل تعليقك