التعديات على غابات حماة تهديد بوجودها وآثار بيئية خطيرة
آخر تحديث GMT18:19:18
 العرب اليوم -

التعديات على غابات حماة تهديد بوجودها وآثار بيئية خطيرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التعديات على غابات حماة تهديد بوجودها وآثار بيئية خطيرة

غابات حماة
حماة-سانا

تزداد في الفترة الحالية التعديات على الغابات والأحراج والمحميات في محافظة حماة بقصد الاحتطاب في ظل نقص المشتقات النفطية والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي نتيجة الأوضاع الراهنة والحاجة الماسة لتأمين وسائل التدفئة ولا سيما مع بدء فصل الشتاء ما يترك آثارا بيئية واقتصادية خطيرة على الثروة الحراجية.

ولعل غابات وأحراج الغاب ومصياف في حماة من أكثر المناطق التي تشهد استنزافاً حاداً في ثروتها الحراجية ما استدعى استنفار فعاليات المجتمع المحلي والأهلي والمبادرة تطوعاً لمساعدة الجهات المعنية في حماية الأشجار ونشر الوعي البيئي والتنبيه إلى مخاطر الاحتطاب فيها باعتبارها احد أهم عوامل التنوع الحيوي وموئلاً طبيعياً للكثير من أنواع الحيوانات والطيور والزواحف والنباتات البرية ونقطة جذب سياحي فضلا عن مساهمتها في تلطيف الجو وتحسين المظهر الحضاري والجمالي للبيئة.

وكان قانون الحراج الصادر بالمرسوم رقم 25 لعام 2007 اضافة إلى قانون الضابطة الحراجية رقم 4 لعام 2006 أعطى الصلاحية للضابطة الحراجية كقوة تنفيذية تتمتع بصلاحيات الضابطة العدلية والضابطة المانعة ومهمتها حماية أحراج الدولة والخاصة والحيلولة دون وقوع التعديات عليها وقمع كل نوع من أنواع المخالفات الحراجية من قطع وحرق وغيرها.

وشهدت التعديات على الغابات مستويات قياسية بحسب ما يقول رئيس قسم الموارد الطبيعية في مديرية زراعة حماة المهندس موفق السباهي لسانا جراء الظروف الراهنة وارتفاع أسعار المحروقات وفقدانها في كثير من الأحيان الأمر الذي دفع كثيراً من سكان المناطق والقرى الواقعة بجوار هذه الغابات والاحراج للاعتداء عليها والاحتطاب الجائر من اغصانها وجذوعها وتهديدها بشكل مباشر وملحوظ.

ويعزو السباهي ارتفاع نسبة التعديات على غابات وأحراج منطقة مصياف قياساً بالغابات الواقعة في حماة وسلمية إلى أسباب أهمها قرب التجمعات والبيوت السكنية من أماكن الغابات أو وقوعها ضمن حرمها الأمر الذي سهل على الأهالي ارتكاب مخالفات بحق الغابات فضلاً عن أن منطقة مصياف منطقة جبلية عالية وتشتهر ببرودة طقسها.

ويؤكد السباهي أنه تم اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية لمنع دخول المخالفين مع آلياتهم إلى الإحراج كقطع الطرق الحراجية بشكل مؤقت خلال فصل الشتاء إضافة إلى تعزيز إجراءات حماية الغابات والأحراج ضد أي تعديات والسماح للأهالي الراغبين في الحصول على بعض الأحطاب الناتجة عن أعمال التقليم بما يسهم في تأمين جانب من احتياجاتهم من الحطب وإطلاق حملة توعوية تعريفية بأهمية وقيمة الغابات.

وبهدف كبح جماح التعديات وصون الغابات والحفاظ عليها يكشف السباهي أنه تم خلال الفترة السابقة تنظيم أكثر من 330 ضبطاً حراجيا يتعلق بالتعديات على الغابات مع حجز عدد من المركبات التي تم ضبطها في حرمها محملة بكميات من أغصان الأشجار مبينا أن معظم التعديات تطال الحراج الطبيعية في حين أن الحراج الاصطناعية كان نصيبها من التعديات أقل مشيرا إلى أن حدة المشكلة تزداد في حال استهداف أشجار الصنوبر والسرو التي تستغرق وقتاً طويلاً في نمو أغصانها وتعويض ما فقدته من جذوع واغصان بينما أشجار السنديان والبلوط والقطلب لديها القدرة على النمو والتجدد أكثر.

وتشير الدراسات البيولوجية والتاريخية والجغرافية إلى أن غابات سورية كانت تغطي نحو 47 بالمئة من مساحتها إلا أن نشاطات الإنسان المتنوعة أدت إلى تدهور وتراجع الثروة الحراجية فضلا عن حرائق الغابات سواء الطبيعية أو المفتعلة.

من جهته يؤكد المهندس غازي العزي مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير منطقة الغاب أن الثروة الحراجية الوطنية في المنطقة تتعرض في هذه الظروف التي تمر بها سورية إلى مختلف أشكال التعديات من قطع وحرق وكسر للأشجار بفعل أشخاص يستغلون الأزمة تحت ذريعة نقص المحروقات بغرض التدفئة.

ويوضح العزي أن مديرية الموارد الطبيعية في الهيئة تعمل بكامل طاقتها للتصدي لهذه المخالفات والتجاوزات ضمن الإمكانيات المتاحة معتبراً أن حجم هذه التعديات يفوق طاقة عناصر الحراج في السيطرة على هذه الظاهرة السلبية وخاصة مع ظروف الأزمة التي تمر بها سورية.

وتقوم مديرية الموارد الطبيعية بعمليات تقليم وقص تحسيني وتجميلي لهذه الغابات والأحراج وبيع الناتج من أحطابها إلى الأسر الأكثر حاجة وبأسعار تقل عن مثيلاتها في السوق وحسب العزي فإن كمية الأحطاب التي تم بيعها هذا العام بلغت 600 طن كما أنها تقوم بتفحيم جزء منها وبيعه للمواطنين كفحم طبيعي حراجي موضحا أن إنتاج هذا العام من الفحم الطبيعي كان نحو 15 طناً وذلك كإجراء أولي للحد من هذه التعديات.

ويوضح العزي أن المديرية تعمل على إعادة تأهيل الغابات والأحراج المحروقة وتوسيع عمليات التحريج الصناعي فيها إضافة لتفعيل نشاط شعبة الإرشاد الحراجي في نشر الوعي لدى المواطنين بمختلف شرائحهم من جمعيات فلاحية وطلاب مدارس ومعلمين ومنظمات شعبية إضافة للندوات واللقاءات الدورية للتركيز على قيمة وأهمية هذه الثروة الوطنية والتعاون في ضبط التجاوزات والتعديات المرتكبة بحقها ومصادرة الآليات التي يتم ضبطها المحملة بأغصان أشجار الغابات.

ويدعو العزي إلى تضافر جهود جميع الجهات العامة والأهلية سعياً وراء المحافظة على هذه الثروة الحراجية لما تمثله من قيمة اقتصادية وبيئية واجتماعية وتراثية وحضارية تعود بالنفع على كافة أفراد المجتمع.

وتبقى أسعار وقود التدفئة المرتفعة وشحها أو فقدانها في كثير من الأحيان أهم أسباب التحطيب الجائر وهي ما تدفع المواطنين إلى الاحتطاب من الغابات رغم المخاطر التي تواجههم بهذا الخصوص جراء ضبوط ومخالفات الحراج في بعض الأحيان بحسب المواطن ابراهيم من منطقة الغاب.

ويعتبر ابراهيم أن تأمين المشتقات النفطية له ولغيره من المواطنين وبأسعار مناسبة لهم أحد أهم عوامل صون الغابات وحمايتها من التعديات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعديات على غابات حماة تهديد بوجودها وآثار بيئية خطيرة التعديات على غابات حماة تهديد بوجودها وآثار بيئية خطيرة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 18:03 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل
 العرب اليوم - فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab