الدوحة ـ قنا
أكدت وزارة البيئة إن قرار سعادة السيد عبدالله بن مبارك بن إعبود المعضادي وزير البيئة رقم 95 لسنة 2011 بشأن حظر رعي الابل في البر القطرى والصادر بتاريخ 24/8/2011، كانت له اثار ايجابية على البر القطرى .
ونوه السيد غانم عبد الرحمن الغانم، الخبير البيئي بالوزارة في مؤتمر صحفي بمحمية الشحانية بمناسبة الجولة الميدانية التى نظمتها وزارة البيئة للصحفيين الي البر القطري، ان قرار سعادة الوزير، ساهم في استعادة الغطاء النباتي لحيويته من جديد، مشيرا الي انه يوجد بالدولة اكثر من 70 ألف راس من الابل بسبب اهتمام الدولة والمواطنين بتربية هذه الحيوانات في ظل الرعاية البيطرية الكبيرة التى توفرها ادارة الثروة الحيوانية بوزارة البيئة. واضاف قائلا "هناك بعض الأشجار ما كنا نراها منذ 20 سنة، عادت الي الظهور من جديد بفضل هذا القرار".
وقد شاهد الصحفيون في عدد من الروض والمناطق البرية في المنطقة الوسطي بدولة قطرعودة الغطاء النباتي لعدد كبير من أشجار السدر والسمر والعوسج والهراس والقرز والرمرام وغيرها فضلا عن نمو العديد من الشجيرات و النباتات المختلفة بعد هطول الامطار الامر الذى يؤكد علي الاثار الايجابية لقرار سعادة وزير البيئة بحظر رعي الابل فى البر القطرى.
وفى هذا الصدد قال بيان وزعته ادارة الحماية بوزارةالبيئة "لا يخفى علينا جميعاً أن المراعي وأشجار الروض تلعب دوراً هاماً في المحافظة على التربة من عوامل التعرية وتقليل الجريان السطحي لمياه الأمطار وبالتالي زيادة نفاذ المياه إلى باطن الأرض وزيادة المخزون من المياه الجوفية. كما لها دور في مقاومة الزحف الصحراوي وحفظ التوازن البيئي بشكل عام بالإضافة إلى دورها في توفير متطلبات أخرى للإنسان كالترفيه والتنزه".
ولفت البيان الى ان الاهتمام الكبير بالثرورة الحيوانية من جميع النواحى والذى ادى الى زيادة كبيرة في أعداد الحيوانات التي تعتمد على المراعي الطبيعية بالإضافة إلى فترات الجفاف المتكررة واستمرار الرعي الجائر والمبكر واقتلاع الأشجار والشجيرات من أجل الوقود والتوسع العمراني وامتداد الرقعة الزراعية إلى الروض وتحويلها إلى مزارع، قد أثر سلباً على البيئة والمراعي في دولة قطر.
وأشار إلى أن ظاهرة تدهور المراعي والروض نتيجة الرعي الجائر فى البلاد تمثلت فى ان يؤدى الرعي الجائر لانخفاض نسبة التغطية النباتية في بعض الروض وانعدامها في أخرى مما عرض التربة لعوامل التعرية الهوائية والمائية وهو ما نشاهده خاصة في المناطق الجنوبية كأم طاقة وأم باب وسودانثيل. كما أدى الرعي الجائر إلى قلة النباتات الرعوية المستساغة والمتوسطة الاستساغة مما أدى بدوره إلى انقراض بعضها وتحول بعضها الآخر إلى مهدد بالانقراض ( فنباتات مثل العرفج والشفلح والجعجعان والتويم والإصخبر والثمام والثيموم وأشجار كالغاف والمرخ والسلم ، أمست مهددة بالإنقراض بعد انخفاض أعدادها وأماكن تواجدها. فأشجار الغاف والتي تعود لمئات السنين لا يتجاوز عددها أكثر من 15-20 شجرة في دولة قطر وتتعرض بشكل دائم للرعي الجائر من قبل الإبل. في حين أن شجيرات المرخ الهامة التي كانت تذخر بها دولة قطر، معرضة للانقراض وغابت عن كثير من المواقع بالدولة، في الوقت الذي افتقدت فيه الكثير من المناطق القطرية نبات العرفج الجميل وبات مهدداً نتيجة للرعي الجائر).
ونوه بيان ادارة الحماية بوزارةالبيئة ان من الأثار السلبية للرعي الجائر كذلك ارتفاع نسبة النباتات غير الرعويـة ( غير المستساغة والسامة ) على حساب النباتات الرعوية الجيدة والمتوسطة الاستساغة ، ومنها الذفراء والهرم والرمرام والهويمدة، وأصبحت هذه النباتات منتشرة في كل الروض والمناطق في دولة قطر على حساب نباتات أكثر استساغة وأكثر أهمية رعوية.
واضاف البيان ان الرعي الجائر للإبل ادى ايضا إلى انخفاض الإنتاجية الرعوية والشجرية انخفاضاً كبيراً حيث بدأت الأشجار بالتدهور بتعرية الأغصان والأفرع وثم إزالة لحاء الجذع ثم تعرية الجذور وانتهاءً بموت الأشجار وغيابها في بعض المناطق والروض وخاصة المناطق الجنوبية ومناطق تجمع عزب الإبل كالشحانية و روضة راشد وأم طاقة.
وأشار إلى أن لدى فريق العمل الخاص بقرار حظر رعي الأبل توصيات بضرورة العمل على استزراع الروض المتدهورة والمندثرة بالأشجار البرية القطرية حيث لم تعد تجدي الحماية في بعض الروض التي فقدت نباتاتها وأشجارها وحتى مخزونها من البذور .
ونبه الى انه كان للرعي الجائر أثر في زيادة نسبة التعرية لسطح التربة وقلة خصوبتها في الطبقة السطحية ، وهو ما أدى لتأثرها الشديد بالعوامل المناخية وخاصة الرياح والتي تعمل وفقاً لآلية النحت والتعرية فضلا عن زيادة تراكم وزحف الرمال والكثبان الرملية في كثير من المناطق الجنوبية من أبوسمرة إلى زكريت ومن سودانثيل إلى مسيعيد وحتى الكرعانة ومكينس.
وأوضح البيان أن الأثر السلبي على البيئة القطرية والغطاء النباتي لا يقتصر فقط على الرعي الجائر، بل إن التحطيب والتعدي البيئي أثناء التخييم والتوسع في إنشاء الطرق والمشاريع الكبرى، تعتبر أيضا عوامل مهمة تحدث تغيرات في الغطاء النباتي في المراعي، مؤكدا على أن الفصل بين آثار هذه العوامل والعمل على معالجتها كلاً على حدة، يعتبر جزءاً مهماً في عملية إدارة المراعي .
رافق الصحفيين خلال الجولة عدد من المسؤولين بوزارة البيئة.
أرسل تعليقك