لندن - العرب اليوم
يعتقد العلماء أنه قبل حوالي 6 ملايين عام من اليوم، تضاعف حجم دماغ الإنسان 4 مرات تقريبا بعد تشعب أسلاف البشر إلى عدة أجناس من الإنسان القديم الأصلي، بحسب ما نشرت .ونوه العلماء إلى أن الكثيرون من الناس، لا يعلمون أن الإنسان، في الفترة اللاحقة للعصر الجليدي الأخير، قد تقلص دماغه وتعرض للانكماش، وهو ما لحظه العلماء في الأحافير المكتشفة والقديمة جدا.
وبحسب المقال المنشور في مجلة "sciencealert" العلمية، فإن دماغ الإنسان اليوم أصغر من البشر الأوائل الذين عاشوا قبل حوالي 100 ألف عام، لكن الحقبة الزمنية الدقيقة لحدوث ذلك وسبب حدوثه لا يزال غامضا.
وقام فريق من علماء الأنثروبولوجيا وعلماء البيئة السلوكية والأعصاب التطورية بالعمل معا بهدف الكشف عن هذه الثغرة الغامضة ومحاولة معرفة أسبابها الغريبة وحقيقتها المثيرة للاهتمام.
ركز الباحثون على دراسة أحد أصغر المخلوقات في كوكب الأرض، وهي النملة الصغيرة، حيث ركز الفريق على التاريخ التطوري لدماغ النمل، وهو أصغر من دماغ الإنسان بحوالي مليون مرة تقريبا.
وعلى الرغم من الفارق الكبير بين النملة والإنسان، إلا أنه، وبحسب العلماء، "فقد تتفاجأ عندما تعلم أن التشابه بينهما كثير جدا"، حيث طور الإنسان والنمل أشياء تعتبر متشابهة جدا بالنسبة للخبراء والباحثين.
ونوه العلماء إلى أن البشر والنمل طوروا حياة اجتماعية فريدة جدا "بشكل لا يصدق"، حيث طور النمل حياة اجتماعية معقدة جدا مشابهة إلى حد ما لتلك الموجودة لدى البشر من حيث اترابط والأقارب والعمل، حيث يتم توزيع لأعمال إلى اختصاصات ومجالات فريدة في مجتمعات النمل، حتى أن بعض أصناف النمل طورت زراعتها الخاصة ومحاصيلها الخاصة مثل المزارعين البشر.
وعندما حلل الباحثون نماذج لحجم الدماغ وبنيته لدى النمل العامل، وجدوا أدلة على أن العضو (الدماغ) قد تكيف ليصبح أكثر كفاءة في المجتمعات الجماعية.
واقترح مؤلفو الدراسة الجديدة المنشورة في "frontiersin" أن الإنسان أيضا قد تطور دماغه كنتيجة للذكاء الجماعي أو الجمعي، والناتج عن الحياة والعمل في مجتمعات، حيث من الممكن مشاركة المعارف الجديدة مع باقي أفراد المجتمع.
وبحسب العلماء، فإنه مع بدايات المجتمعات البشرية، نقل البشر معارفهم وخبراتهم الشخصية إلى الخارج، حيث انتقلت هذه الخبرات من الأشخاص إلى الجماعة ومنها إلى المجتمع ككل.وجاء في المقال: "تسبب توزيع المعلومات بين عدة أشخاص بدلا من تخزينها كلها لدى شخص واحد أو لدى كل شخص، من الناحية النظرية، إلى تقاطع تلك (الدهون الفكرية) وتحرير الدماغ ليصبح أكثر كفاءة في عدد أقل من الوظائف".
ويشير المؤلفون إلى أنه نتيجة اتخاذ القرار الجماعي وتجاوز الدقة الإدراكية لدى الأفراد، "فقد يكون حجم الدماغ البشري قد انخفض بسبب توفير احتياجات التمثيل الغذائي"، بالإضافة إلى ظهور اللغة بين البشر والتي ساهمت أيضا في زيادة كفاءة الطاقة لدى الدماغ البشري.
وعندما حلل الباحثون حوالي ألف جمجمة بشرية متحجرة، وجدوا أن انخفاض حجم دماغ الإنسان بدأ متأخرا، حيث حدث منذ حوالي 3000 عام فقط.واعتبر العلماء أن هذه النتائج تعني أن تقلص أدمغتنا حدث بفترة موازية لتوسع الذكاء الجماعي في المجتمع البشري، مما يضيف وزنا إلى الفرضية الجديدة.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك