الرياض ـ وكالات
عرضت عدد من مدن المنطقة الشرقية عند الساعة 2:52 ظهراً لهزة أرضية خفيفة ظهر أمس الثلاثاء شعر بها السكان, مما ادى الى حدث خوف وهلع وإغماءات للنساء والأطفال، كما شعر بالهزة سكان البحرين وقطر, وذلك إثر الزلزال الذي ضرب إيران بقوة 6.3 على مقياس ريختر.
د.العمري: الإحساس بالهزة يرجع إلى المسار الموجي للحركة الأرضية للزلازل
وأدت الهزة إلى إخلاء عدد من الأبراج والعمائر السكنية في مدن المنطقة الشرقية بعد الشعور بالاهتزاز دون وقوع أضرار. وتلقى الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية عددا من البلاغات من المواطنين بحدوث الهزة الأرضية.
وقال المتحدث الاعلامي بالدفاع المدني بالشرقية العقيد علي القحطاني عند الساعة ١٤:٥٢ الثلاثاء تم الشعور بحدوث هزة ارضية صادرة من جنوب ايران تم رصدها من قبل المركز الوطني للزلازل والبراكين بقوة 6.3 على مقياس ريختر وتم الشعور بها من قبل المواطنين بالمنطقة الشرقية ولم تتبلغ عمليات الدفاع المدني عن حدوث اي اصابات.
من جهته بين الناطق الاعلامي لهيئة الهلال الاحمر بالشرقية فهد الغامدي بأن غرفة العمليات لم تتلق أي بلاغات أو طلب مساعدة من الهلال الاحمر بعد أن تعرضت المنطقة الشرقية للهزة.
بدوره, بين رئيس قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء في جامعة الملك سعود والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد العمري أن منطقة جبال زاجروس بايران تعرضت في الساعة الثالثة تقريبا بعد ظهر أمس لزلزال بلغ قدره اكبر من 6.2 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق 10 كيلو متر تقريبا عند خط عرض 28.5 شمالا و 51.6 شرقا بالقرب من منطقة بندر بوشهر وتم الاحساس به على نطاق واسع في المنطقة الشرقية بحكم قربه ونوعية الموجات الناجمة عن هذا الزلزال.
وقال الدكتور العمري إن الإحساس بالزلازل في مدن المنطقة الشرقية قد يرجع إلى أن المسار الموجي للحركة الأرضية للزلازل التي تقع في منطقة الخليج العربي تتميز بأنها ذات فترة دورية طويلة وبالرغم من أن مستوى النشاط الزلزالي منخفض في المنطقة الشرقية إلا أن قربها من المناطق النشطة زلزاليا في جبال زاجروس بإيران يستوجب أخذها بالاعتبار هندسيا, مشيراً إلى أن هذا يتطلب دراسة الخواص الديناميكية للتربة ومعرفة معدلات تعتيم الحركة الأرضية وتأثير الموقع والمعاملات الزلزالية والهندسية الأخرى للمنطقة لاستنتاج خرائط التمنطق الزلزالي الدقيق.
واضاف أن الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية هادئ نسبياً من حيث النشاط الزلزالي، إلا أنه مجاور لنطاق من أكبر النطاقات النشطة زلزالياً, مبيناً أن مدينة الدمام تقع قريباً من الحافة الشرقية للصفيحة العربية حيث تبعد حوالى 300 كم عن نطاق التصادم بين الصفيحتين العربية واليوروأسيوية. واوضح الدكتور العمري ان نطاق الطي بجبال زاجروس (إيران) يقع في حزام التصادم والذي يعتبر من أعظم المصادر للزلازل الكبيرة, مشيراً إلى أن الزلازل التى قوتها 5 درجات على مقياس ريختر شائعة الحدوث بهذا الحزام، والزلازل التى قوتها 6 درجات تحدث مرات عديدة سنويا، أما الزلازل التى قوتها 7 درجات فهى تحدث مرة كل عقد من الزمن.
ولفت الدكتور العمري الى أن حوضا ترسيبيا عميقا تحت الخليج العربى يصل عمقه تقريبا لعشرة كيلومترات، وملاصقا لأحد الأحزمة الزلزالية النشيطة والمعروفة على سطح الكرة الأرضية وهي جبال زاجروس, حيث أظهرت التسجيلات الزلزالية واسعة المدى فى الجانب الغربي من الخليج العربى للزلازل التي تحدث بجبال زاجروس، أن الموجات السطحية تستمر لفترة طويلة نتيجة التشتت والتحويلات التى تحدث عند السطح الفاصل بين صخور القاعدة والرواسب السطحية.
وذكر أن الفترات الزمنية القصيرة (أقل من 1 ثانية) تعرضت للاضمحلال نتيجة للمسافة الكبيرة، بينما تظهر الفترات الزمنية الطويلة مقاومة لظاهرة الاضمحلال (التوهين) على هذه المسافات الكبيرة, مبيناً أنه يتضح بذلك أن الزلازل الكبيرة التي تحدث فى جبال زاجروس يمكن الشعور بها فى المنطقة الشرقية، وليس هذا فقط، بل ويمكن أن تحدث الحركات الأرضية خسائر بالفترات الزمنية الطويلة (من 1 – 10 ثانية), وان هذه الحركات الأرضية يمكن أن تؤثر على المبانى الهندسية الكبيرة، مثل المباني العالية والكباري (القناطر) الطويلة والتي لها فترات رنين مماثلة (1 – 10 ثانية). يذكر أن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قد أعلنت أن زلزالاً قوته 6.3 درجة هز منطقة تقع على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من مدينة بوشهر الإيرانية، وهو ما يفسر الهزة التي شعر بها سكان الشرقية والخليج.
أرسل تعليقك