أكدت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" التزامها بتحقيق الاستدامة حيث تخطو ومجموعة شركاتها خطوات حثيثة وتواصل بنجاح تطبيق مجموعة من استراتيجيات وبرامج العمل التي تهدف إلى تلبية متطلبات هذه المسيرة واحتياجات المعنيين بها.
واستعرضت "أدنوك" في جناحها في القمة العالمية لطاقة المستقبل المنعقدة حاليا ضمن "أسبوع أبوظبي للاستدامة" المنعقد حاليا في أبوظبي جهودها ومبادراتها لانتاج الطاقة النظيفة من خلال التعاون مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" والوقت الذي ت ولي فيه مجموعة "ادنوك" اهتماما بالغا بحماية الإنسان والمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال ضمان التوازن المتناغم بين احتياجات الإنسان وحماية موارد الأرض عبر تعزيز أداء شركات المجموعة في مجال الصحة والسلامة والبيئة لبلوغ الأهداف المنشودة حيث تلعب حلول التقاط غاز ثاني اكسيد الكربون دورا مهما في الحد من آثار ظاهرة تغير المناخ.
وقالت انه بحسب الوكالة الدولية للطاقة يجب تخفيف ما يصل إلى 20 في المئة من الانبعاثات العالمية من غاز ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن قطاعات الطاقة والقطاعات الصناعية بحلول عام 2050 ..ولتحقيق هذا الهدف ترى الوكالة أنه يجب تنفيذ 100 مشروع لالتقاط الكربون بحلول عام 2020 وما يزيد على ثلاثة آلاف مشروع بحلول 2050 وهو ما يتطلب استثمارا بقيمة تقدر بثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2050.
وأكدت "أدنوك" أن تحقيق أهدافها الاستراتيجية ومن بينها البيئية لن يكون ممكنا إلا من خلال التعاون وتعزيز الشراكات والتعاون الوثيق مع كافة الجهات المعنية والهيئات والدوائر والشركات المحلية والعالمية للتعرف على التحديات البيئية والاتفاق على السياسات والمبادئ التي من شأنها دعم الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد قامت شركة ادنوك ممثلة بشركة ادكو بالتعاون مع مصدر في عام 2009 باجراء تجارب لحقن الغاز في حقل الرميثة والتي ادت النتائج الناجحة التي تم تحقيقها الى التوسع في تقنية حقن غاز ثاني اكسيد الكربون لتعزيز انتاج حقول النفط ..وتعد أدنوك أول شركة نفط على مستوى المنطقة تقوم بحقن غاز ثاني أكسيد الكربون بهذه التجربة.
وبناء على النتائج التي تم الحصول عليها عملت ادنوك بالتعاون مع مصدر على تطوير واستخدام تقنية احتجاز ثاني اكسيد الكربون الكربون وتخزينه وضخه لزيادة إنتاج النفط فيما يعرف بتقنية تعزيز انتاج النفط حيث أصبحت هذه التقنية بالتزامن مع استخدام أنواع الوقود الأحفوري واحدة من العناصر الرئيسة في استراتيجية ادنوك باعتبارها التقنية التي تجسر المسافة بين الاقتصاد الذي يعتمد على الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة بهدف تعزيز فرص تحقيق الأهداف والأبعاد البيئية والمجتمعية والاقتصادية للاستدامة.
وكانت ادنوك قد وقعت خلال الدورة السادسة عشر لمعرض ومؤتمر ابوظبي الدولي للبترول "اديبك 2013" مع شركة "مصدر" مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة اتفاقية شراكه لتأسيس أول مشروع مشترك على مستوى تجاري في المنطقة لالتقاط الكربون وحقنه حيث تشارك أدنوك فيه بنسبة 51 في المائة و"مصدر" بنسبة 49 في المئة.
وقد أعلنت كل من مصدر وأدنوك خلال انعقاد الدورة السابعة عشرة لمعرض ومؤتمر ابوظبي للبترول "اديبيك 2014 " عن تأسيس شركة الريادة أول شركة في منطقة الشرق الأوسط تركز على استكشاف وتطوير المشروعات التجارية الخاصة بالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.
ويجري العمل حاليا على بناء أول مشروع لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه بتنفيذ من شركة الريادة بالقرب من مصنع حديد الإمارات في منطقة المصفح الصناعية بأبوظبي ويسهم المشروع الذي تبلغ كلفته 450 مليون درهم في التقاط 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا ومن المتوقع أن تكتمل عملية البناء في الربع الثاني من عام 2016 وسيتم نقل الكربون الملتقط من مصنع حديد الإمارات عبر خط أنابيب إذ سيستخدم في تعزيز استخراج النفط.
ويضم مشروع شركة الريادة ثلاثة عناصر رئيسة بدءا من التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من مصنع حديد الإمارات أكبر شركة تصنيع للحديد والفولاذ في الدولة مرورا بضغط الغاز ونقله ضمن خط أنابيب يصل طوله إلى 45 كيلومترا إلى حقول النفط التي تشغلها أدنوك ثم استخدامه في الحقول لتحسين عملية استخراج النفط وتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض.
ويمثل هذا المشروع المرحلة الأولى من شبكة أبوظبي لالتقاط الكربون واستخدامه وحقنه والتي تندرج ضمن التزام الإمارة بخفض البصمة الكربونية لأنشطتها الاقتصادية وإرساء الأسس لقطاع طاقة منخفض الانبعاثات الكربونية.
وسيسهم المشروع في تنمية رأس المال البشري من خلال التعاون بين المعهد البترولي التابع لـ "أدنوك" و"معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا" في مجال الأبحاث لتطوير تقنيات رائدة تعزز جهود إدارة غاز ثاني اكسيد الكربون في أبوظبي.
أرسل تعليقك