مثلث الموت منطقة تجتاحها سموم النفايات في إيطاليا
آخر تحديث GMT16:58:18
 العرب اليوم -

مثلث الموت منطقة تجتاحها سموم النفايات في إيطاليا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مثلث الموت منطقة تجتاحها سموم النفايات في إيطاليا

كايفانو ـ العرب اليوم

يغطي دخان كريه الرائحة شوارع "المتنزه الاخضر" وهو حي سكني في كايفانو في جنوب ايطاليا في قلب "مثلث الموت" حيث طمرت المافيا المحلية اطنانا من النفايات العالية السمية.  ويوضح انزو توستي عضو لجنة "أرض الحرائق" مشيرا الى كومة كبيرة "هذا زفت (..) اخذ من اسقف قديمة ورمي هنا. انها مواد عالية السمية عندما تحترق. وهنا كل شيء احترق، ويوجد ايضا الاسبستوس".  و"ارض الحرائق" هو اللقب الايطالي الذي يطلق على هذه المنطقة الواقعة بين نابلولي وكازيرته وتعتبر كايفانو مركزها.  وهي تستمد اسمها من الحرائق التي لا تحصى التي اشعلت في العقود الاخيرة من اجل احراق النفايات السامة في غالب الاحيان، التي تطمر بطريقة غير قانونية او ترمى في الحقول من قبل الكامورا، المافيا في نابولي التي جعلت من هذا النشاط مصدرا كبيرا للاموال.  وينبعث من هذه النفايات عند احتراقها دخان سام وهي تسمم ايضا الارض وطبقات المياه الجوفية مما ادى الى ارتفاع كبير في حالات السرطان (+ 40 % لدى النساء و+47 % لدى الرجال).  ويقول الطبيب لويجي كوزتانتزو "الامر لا يقتصر على ارتفاع الاصابات في السرطان بل ثمة انتشار كبير للحساسيات. فضلا عن التشوهات الخلقية. فقد اضطرت ثلاث من مريضاتي الى اجهاض الجنين بسبب اصابته بتشوهات خطرة. اذا هناك عمليات اجهاض فضلا عن مشاكل تتعلق بالخصوبة".  تينا كازاريا ونساء اخريات دفعن الثمن غاليا فقد فقدن جميعهن طفلا بسبب سرطان مرتبط بالنفايات السامة.  وتقول تينا التي فقدت ابنتها البالغة 13 عاما لوكالة فرانس برس "لم يتجرأ اي شخص على التسلح بالارقام ليقول لنا +لقد تسببنا بقتل اطفالكم اننا نتحمل مسؤولية ذلك ونحن مستعدون للتدخل من اجل انقاذ اطفال الغد وكل الذين يتنشقون هذا السم راهنا+".  والى جانب الزفت والاسبستوس، هناك ايضا الصمغ الصناعي والمذيبات والاطارات والحاويات والبرادات التي تطمر او تترك ببساطة منذ نهاية الثمانينات عندما قررت الكامورا العمل في مجال "معاجلة" النفايات.  فقد فضلت شركات مقرها في غالب الاحيان في شمال البلاد او وسطها، ان تدفع لها مبالغ زهيدة للتخلص من نفاياتها بدلا من الاستعانة بشركات تحترم القواعد والانظمة وتفرض اسعارا اعلى.  وتفيد جمعية حماية البيئة "ليغامبيينتي" ان عشرة ملايين طن من النفايات الصناعية احرقت او طمرت في هذه المنطقة بين عامي 1991 و2013 ، بفضل الاف الشاحنات التي تعمل ليلا.  وكثفت السلطات العامة في الاسابيع الاخيرة اجراءات حجز اراض ملوثة . وقد شكل ذلك صدمة لبعض المزارعين الذين كانوا يجهلون ان اراضيهم كانت تستخدم كمكب للنفايات السامة.  ويقول باسكواليه كريسبينو وهو مزارع في المنطقة "البعض اشتبهوا في الامر لكن عندما حاولوا ابلاغ الشرطة تعرضوا للتهديد".  ويفيد تقرير برلماني اخير ان النفايات غير القانونية في كامبانيا "الحقت اضرارا لا تحصى سيكون لها تأثير تدريجي، على ان تبلغ هذه العواقب ذروتها بعد حوالى خمسين عاما".  حكم على فرانشيسكو بيدونييتي وهو احد زعماء اسرة كازاليزي وهي الاقوى في صفوف الكامورا، اخيرا بالسجن 20 عاما بتهمة الحاق اضرار بالبيئة تضاف الى عقوبة بالسجن مدى الحياة يمضيها راهنا بعد ادانته بتهمة القتل.  الا ان سكان المنطقة يشككون في نجاح هذه الاجراءات ويعتبرون ان الكامورا لن تتخلى عن هذا القطاع المدر للاموال.  ويقول الاب ماوريتسيو باتريتشيللو الكاهن في كايفانو واحد كبار الناشطين في هذا المجال "لا نتوقع اي شيء ايجابي من قبل الزعماء (المافيا). الا اننا نعيش في دولة من واجبها حماية مواطنيها".  وقد شكلت الحكومة فريق عمل لتجنب وقوع حرائق فضلا عن اعتماد خطة واسعة لازالة التلوث.  وحذر انزو توستي "على الذين تسببوا بالتلوث ان يغيروا موقفهم وان يشكلوا مؤسسات لتطهير الاراضي وحماية البيئة".  الا ان روسيلا موروني احدى المسؤولات في "ليغامبيينتي" تحذر ايضا من ان "مثلث الموت لا يقتصر فقط على كامبانيا بل هو في كل ايطاليا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثلث الموت منطقة تجتاحها سموم النفايات في إيطاليا مثلث الموت منطقة تجتاحها سموم النفايات في إيطاليا



GMT 03:58 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 06:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المنخفض المداري سارا يتجه إلى المكسيك

GMT 06:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا

GMT 12:52 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال قوي يهز أفغانستان على عمق 160 كيلومترًا

GMT 14:46 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إجلاء أكثر من 250 ألف شخص مع اقتراب إعصار من الفيليبين

GMT 01:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار "أوساجي" يتسبب في دمار واسع ويشرد الآلاف في الفلبين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab