صنعاء - سبأ
شهدت محافظة صنعاء تطوراً نسبياً في زراعة وإنتاجية البن خلال السنوات الأخيرة رغم المتغيرات المناخية من جفاف وشحة الأمطار والتي أثرت على زراعة هذا المحصول في بعض مناطق المرتفعات .
وتشير إحصاءات رسمية صادرة عن وزارة الزراعة والري إلى تزايد مساحة زراعة البن بنسبة 32 بالمائة من المساحة الإجمالية لزراعته في عموم المحافظات متصدراً بذلك المرتبة الأولى خلال العام 2013م .
وأكد مزارعون ومختصون في زراعة البن أن الجمعيات الزراعية لمنتجي البن والتي أسست مؤخراً بدعم حكومي ودولي ساهمت في التغلب على بعض الصعوبات من خلال توفير الدعم والإرشادات للمزارعين وتحفيزهم على التوجه نحو زراعة البن كمحصول اقتصادي ونقدي هام وإحلاله بديلاً عن القات الذي أصبحت زراعته خطراً يهدد باستنزاف المياه الجوفية .
وأشاروا في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) على هامش مشاركتهم في المهرجان الزراعي الذي أقيم في صنعاء خلال الفترة من 24-31 مايو الماضي إلى أن هناك مناطق بمحافظة صنعاء شهدت توسعا ملحوظا في زراعة البن أبرزها منطقة شرقي حراز التي شهدت العام الماضي حملة كبيرة لاقتلاع أشجار القات واستبدالها بأشجار البن ومحاصيل أخرى .
وهو ما أكده نائب مدير مكتب الزراعة بمحافظة صنعاء المهندس خالد بدوي ، حيث أوضح أن الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والري عملت خلال الخمس السنوات الماضية على وضع إستراتيجية متكاملة لتمكين شجرة البن من استعادة أمجادها وشهرتها من جديد، تضمنت الاستراتيجية إدخال أساليب حديثة في زراعة البن والمكافحة الحيوية والكيميائية ، فضلا عن تشجيع المزارعين للتوجه نحو زراعة هذا المحصول من خلال توزيع شبكات ري حديثة بأسعار مدعومة وإنشاء خزانات حصاد مياه الأمطار في المرتفعات وتوزيع شتلات البن .
وأشار إلى أن مساحة زراعة البن في محافظة صنعاء وصلت إلى أكثر من 11 ألفاً و 235 هكتار في العام الماضي مقارنة بـ 10 آلاف و 909 هكتار في عام 2008م .
من جانيه أكد مدير مشروع قلع القات بشرقي حراز جوهر أحمد الحرازي اقتلاع أربعمائة و 33 ألف شجرة قات من قرى ومحلات المنطقة واستبدالها بالبن واللوز والحبوب والخضروات .. مؤكد استمرار خطوات المشروع الهادف إلى تنظيف المنطقة من كافة أشجار القات ودعم المزارعين حسب خطة زمنية معينة بدأت ثمارها في عام 2012 من خلال زراعة المحاصيل البديلة وأبرزها البن بما يفيد المزارع ويعيد لحراز ولليمن مكانتها.
ولفت الحرازي إلى إن حملة قلع أشجار القات قوبلت في بداية الأمر بتحديات وصعوبات كبيرة برفض المزارعين للفكرة لأن غالبتهم يعتمدون كلياً على دخل زراعة القات ، ولذا فإن المشروع قام بوضع خطة زمنية مدروسة لقلع القات وإيجاد البدائل لسد احتياجات المزارعين , إلى جانب تنفيذ حملات توعية للمزارعين بشكل مستمر حول أضرار القات الصحية والاجتماعية والاقتصادية .
فيما استعرض مدير جمعية المتميزين لمنتجي البن في مديرية مناخة سنان أحمد صالح التحديات التي تواجه مزارعي البن منها الأساليب التقليدية في زراعة وري البن والجفاف الذي أدى إلى اقتلاع أشجار عدة منها.
ونوه بدور وزير الزراعة والري وصندوق تشجيع الإنتاج الزراع والسمكي والصندوق الاجتماعي للتنمية وتأسيس جمعية المتميزين لعبت دوراَ في تنفيذ مشاريع حديثة في ري وزراعة البن في عدة محلات وقرى وساعدت المزارعين على التوسع في زراعة هذا المحصول الاستراتيجي .
وبين ان البن الجعدي الذي يزرع في تلك المناطق من أجود أنواع البن في اليمن إلى جانب البن الاسماعيلي كونها من الأصناف المشهورة وذات الجودة العالية رغم قلة الإنتاجية منها بسبب الجفاف .. لافتا الى الدعم الذي توجهه وزارة الزراعة والجمعيات التعاونية التي تهتم بزراعة البن إلى صغار المزارعين في مجال زراعة البن.
من جانبه اعتبر مدير جمعية الرواد في الحيمة الخارجية ماجد الرميم ان تشجيع زراعة البن في المنطقة من خلال ببناء بعض السدود والحواجز المائية وتوفير المشاتل الزراعية لأصناف البن إلى جانب الإرشاد الزراعي جميعها عوامل تسهم في التوسع بزراعة المحصول ورفع إنتاجيته .. متطلعا إلى مزيد من الدعم للمزارعين من خلال تسهيل إجراءات الإقراض من أجل زراعة المدرجات والأراضي المتصحرة وتشجيرها بشتلات البن .
مدير إمداد سلاسل البن بمحافظة صنعاء المهندس محمد راشد عبد الله دعا بدوره إلى أهمية نشر الأصناف الجيدة من البن بين المزارعين وإعداد دراسات ميدانية تلامس مشاكلهم وتبني برامج في مجال إنتاجية وتسويق البن واستثمار شهرته العالمية في زيادة فرص الدخل وزيادة العمل وتطويعها لرفد الاقتصاد الوطني .. مبينا أن أن أغلب تجار البن في الأسواق المحلية غير مؤهلين فضلاً عن الافتقار للعديد من المصانع التي تهتم بالتقنيات الحديثة في مجال طرق تجفيف البن وتقشيره وتصنيفه والطرق الحديثة المتبعة في عمليات التعبئة والتغليف وإعداد المنتج وفقاً للمعايير المتعارف عليها عالمياً.
وفيما يتعلق بأسباب قلة الإنتاجية من محصول البن في مناطق زراعته أشار رئيس قسم المحاصيل والمراعي بكلية الزراعة جامعة صنعاء الدكتور عبده بكري أحمد فقيرة ألي إن سوء التوزيع الموسمي للأمطار ولمعظم المناطق خلال موسم النمو والذي يعتبر الأساس في تحديد الإنتاجية لوحدة المساحة حيث يكون غالباً مفقوداً .. مبينا انه يلاحظ في أغلب السنوات نزول كميات كبيرة من الأمطار خلال فترة قصيرة جداً مما يؤثر سلبياً على حياة المحصول بسبب عدم حصوله على احتياجاته المائية خلال المراحل المختلفة للنمو إضافة إلى التأثير السلبي لتلك الأمطار على التربة نتيجة الانجراف .
وأشار الدكتور البكري إلى ضعف إعداد وتحضير التربة خاصة في المناطق الجبلية بالنسبة للمدرجات حيث يستخدم المحراث البلدي مما يؤدي إلى تكوين طبقة صماء فيؤثر ذلك على إنتاجية المحصول بسبب قلة استيعاب التربة لمياه الأمطار وإعاقة انتشار الجذور .
ووفقاً لبيانات الإحصاء الزراعي فإن إنتاجية محافظة صنعاء من البن بلغت العام الماضي سبعة آلاف و 112 طناً بنسبة 36 في المائة من إجمالي الإنتاجية الكلية للمحصول في اليمن والتي بلغت 19 ألف و 984 طناً.
وتعد محافظة صنعاء من أشهر المحافظات اليمنية بزراعة البن على ارتفاع يتراوح بين 1000 إلى 1700 كيلو متر فوق سطح البحر وفي الأودية التي تنحدر من المرتفعات الغربية حيث يزرع في بني مطر والحيمتين وجزء من بلاد الروس (وادي الجارف) وفي مديريتي مناخة وصعفان التي تشتهر بزراعة البن الجعدي والإسماعيلي ذات الجودة العالية والمطلوب عالميا .
أرسل تعليقك